سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نساء من الشعب العربي: “بفكر الأمة الديمقراطية تخلصنا من القيود والذهنية السلطوية”

استطاعت النساء من الشعب العربي في شمال وشرق سوريا التخلص من القيود والذهنية السلطوية من خلال فكر الأمة الديمقراطية, ليكافحن ويناضلن من أجل الوصول إلى حريتهن وحقوقهن في المجتمع.
عانت المرأة من الظلم والاضطهاد نتيجة الذهنية السلطوية والعادات، والتي أفقدتها مكانتها وحولتها إلى أداة لا حول لها ولا قوة وطمست هويتها وحجبت دورها التاريخي, ناهيك عن ازدياد هذه المأساة مع سيطرة مرتزقة داعش على مناطق الشهباء، التي فرضت قيوداً متشددة على المرأة بحجج وذرائع واهية. وبعد تحرير هذه المناطق استطاعت المرأة التحرر فكرياً وكسرت القيود وانخرطت في جميع مجالات الحياة.
وفي هذا السياق التقت مراسلة وكالة JINNEWS مع بعض النساء من مقاطعة الشهباء اللاتي شددن على مواصلة النضال في سبيل نيل حقوقهن في ظل مجتمع أخذ الطابع الذكوري أساساً له.
“عانيت الكثير نتيجة العادات والتقاليد”
المواطنة رفعة إبراهيم تبلغ من العمر50 عاماً, هي من نساء قرية تل حاصل، أم لخمسة أطفال، تزوجت في الـ 18 عاماً, وتعمل كإدارية في دار المرأة.
أوضحت رفعة أنها كانت تعيش حياتها في البداية كأي امرأة عادية تعمل ضمن نطاق المنزل وتهتم بتربية أطفالها وتأمين متطلباتهم فحسب, وقالت: “عانيت الكثير من الظلم والاضطهاد نتيجة العادات والتقاليد وخاصةً أن البيئة عشائرية, وتحملي للضغوطات ما كان إلا لتربية أطفالي وحمايتهم من قساوة الحياة ومشقاتها”.
ظهور مرتزقة داعش زاد من معاناة المرأة
ونوهت رفعة إلى أن ظهور مرتزقة داعش خلال الأزمة السورية واحتلالها لقرى مقاطعة الشهباء, زاد من معاناة المرأة بسبب ممارساتهم اللاإنسانية واللاأخلاقية اتجاه الأهالي والمرأة على وجه الخصوص, وتابعت: “بعد سيطرة داعش على قريتينا تل حاصل وتل عران، مارس أبشع الانتهاكات من قتل, تعذيب بحق الكثير من الشبان، كما أن النساء والأطفال لم يسلموا من جرائمهم الوحشية”.
وأشارت: “بينما أتحدث الآن عن الجرائم الوحشية التي ارتكبها داعش يراودني شعور كتلك التي عشتها وقت وقوع المجزرة”.
وأردفت رفعة بأن جميع قوانين مرتزقة داعش كانت تقيد وتتحكم بالمرأة، بدءاً من فرض اللباس الأسود والنقاب على المرأة، ومنعها من الخروج من منزلها، وكل ذلك بهدف القضاء على هوية المرأة ووجودها، بحسب تعبيرها.
تعمل في دار المرأة لتوعية النساء
وأفادت رفعة بأن إرادة الأهالي ومقاومتهم البطولية في قريتي تل حاصل وتل عران كان أقوى من الممارسات الوحشية لداعش.
وتطرقت رفعة خلال حديثها إلى أنهم اضطروا للخروج من قراهم بعد الاحتلال التركي ونزحوا صوب المناطق المحررة في الشهباء، وأنها تعيش منذ ثلاثة أعوام في المناطق المحررة, ولاحظت الكثير من الفرق في الحياة بين مناطق الاحتلال التركي والإدارة الذاتية الديمقراطية، إذ كانوا يعانون الظلم والاضطهاد هناك.
وأكدت الإدارية في دار المرأة رفعة إبراهيم الأحمد على أنها اختارت أن تعمل في دار المرأة لتوعية النساء وتنظيمهن ولتكون صوت المرأة وتحرر كل امرأة في المجتمع.
أوائل النساء اللواتي انخرطن في العمل
وبدورها ذكرت الرئيسة المشتركة لمجلس ناحية فافين بمقاطعة الشهباء عزيزة حسن بشار من الشعب العربي أن النساء قبيل تحرير مقاطعة الشهباء لم يكن لهن أي مكانة في المجتمع نتيجة الذهنية السلطوية وأيضاً بسبب سيطرة مرتزقة داعش الذي همش دورها وطمس هويتها وحرمها من أبسط حقوقها في الحياة, لتحكيم قبضته على المجتمع وإضعافه.
ونوهت عزيزة إلى أنها كانت من أوائل النساء اللواتي انخرطن في العمل بمؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية بمقاطعة الشهباء, وقالت: “نحن كنساء تل عران لم يكن لنا أي دور فعال في مجالات المجتمع نتيجة قمع الأنظمة السلطوية وسيطرة داعش, وكنا محرومات من حقوقنا”.
وأشارت عزيزة إلى أنه بعد تحرير المقاطعة وتشكيل المؤسسات، كان لايزال هنالك نوع من الخوف للانخراط في العمل، وقالت: “لكن بتشجيع من رفيقاتي استطعت اجتياز الصعوبات والعقبات, كما أن التدريب والدروس الفكرية عززا من ثقتي بنفسي وتحليت بالإرادة والقوة”.
“استطعت الخروج من الظلام للنور”
وأضافت عزيزة: “اليوم أشعر بالافتخار والاعتزاز كوني أعمل ولدي حرية إبداء الرأي، ولدي شخصية مستقلة, كما استطعت الخروج من الظلام للنور بفضل فكر القائد عبد الله أوجلان ومشروع الأمة الديمقراطية”.
وطالبت عزيزة خلال حديثها جميع النساء الخروج من قوقعة العادات والتقاليد، والبحث عن الحرية وبناء ذواتهن وفكرهن الحر, وأن يكن ذات دور فعال في بناء المجتمع الحر.
وعاهدت عزيزة في ختام حديثها بتصعيد وتيرة كفاحها ومواصلة سعيها الدؤوب لتحرير جميع النساء السوريات وإيصالهن للحرية.