سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نساء عفرين والشهباء: سنقف في وجه مخططات الإبادة وستنتصر إرادتنا

الشهباء/ فريدة عمر –

يواصل الاحتلال التركي جرائمه وهجماته العدائية في مقاطعة الشهباء في ظل صمت المجتمع الدولي حيال هذه الهجمات العدوانية، التي يروح ضحيتها غالبا النساء والأطفال؛ لذلك دعت نساء عفرين والشهباء برفع وتيرة النضال والمقاومة.
استكمالاً لمخططات الاحتلال والنيل من إرادة شعوب المنطقة، وضرب المكتسبات والأمن والأمان في عموم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، يواصل الاحتلال التركي هجماته العدائية على المنطقة، وقد كثف تلك الهجمات في الآونة الأخيرة بالمسيرات، باستهداف الشخصيات القيادية البارزة في المجتمع، التي لها بصمة ونضال في الثورة، إلى جانب استهداف المواطنين والأطفال.
وكانت مقاطعة الشهباء من المناطق التي تستهدف دائما، على الرغم من أنها تضم الآلاف من مهجري عفرين، الذين هجروا بفعل ممارسات الاحتلال التركي، ويعانون ظروفاً معيشية صعبة لظروف التهجير، واستمرار حصار حكومة دمشق.
واستهدف الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة له، مقاطعة الشهباء وناحيتي شرا وشيراوا، خلال شهر آب المنصرم بـ 1107 سلاح أوبيس، و109 ضربات هاون، و30 مسيرة، و12 مسيرة انتحارية، وكان من بين الإصابات الطفلة “ليلاف علي” البالغة من العمر 15 عاماً في مخيم كشتعار، كما وأصيب أربعة مواطنين آخرين، وهم “سيدو محمد حيدر 45 عاماً من قرية بينه، يوسف الأعرج 27 عاماً من قرية الزيارة، مصطفى رفعا شيخو 28 عاماً مهجر من قرية ميدان أكبس ويقيم في شيراوا، عبد الرحمن محمد حمو 78 عاماً مهجر من قرية جلبرة، ويقيم في شيراوا”، وألحقت أضرار مادية بسيارة المواطن أبو زكور.
هذا وتسبب قصف الاحتلال التركي ناحية شيراوا بتاريخ السابع من أيلول الجاري، باستشهاد “خالد محمد” وهو مهجر من ناحية بلبلة التابعة لمقاطعة عفرين المحتلة. وتأتي هذه الهجمات في الوقت، الذي يستمر فيه الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة التابعة له بأفظع وأبشع الجرائم والانتهاكات في عفرين المحتلة بحق السكان الكرد الأصليين، وتاريخ وهوية المنطقة، ضارباً المواثيق والقوانين الدولية والخاصة بحقوق الإنسان عرض الحائط، فيما تزداد ردود الأفعال المنددة من مهجري عفرين وسكان المنطقة.
استهداف يومي يعرض حياة الآلاف للخطر 
وفي هذا السياق، أشارت لصحيفتنا “روناهي”، الإدارية في مجلس ناحية تل رفعت “رجاء الحسين”، أن قصف الاحتلال التركي اليومي على المنطقة يعرض حياة الآلاف من مهجري عفرين وسكان المنطقة للخطر: “منذ أعوام متواصلة، يستهدف الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة التابعة له، بشكل يومي، مقاطعة الشهباء والقرى التابعة لها، وناحيتي شرا وشيراوا، وهذه المناطق آهلة بالسكان معظمهم من مهجري عفرين، إضافةً إلى سكان المنطقة الأصليين، وتحديداً ناحية تل رفعت، التي تضم عدداً هائلاً من السكان والأطفال، وأصبحت شاهدةً على العديد من المجازر، التي سببتها الهجمات العدائية للاحتلال التركي ومرتزقته”.
وتابعت: “إن هذه الهجمات تحدث مع استمرار حصار حكومة دمشق على المنطقة، وفقدان المنطقة العديد من الأمور الحياتية المهمة، ومعاناة السكان من الناحية المعيشية، وتحديداً المهجرون الذين يقطنون المخيمات”.
على المجتمع الدولي العمل لإيقاف جرائم الإبادة 
وحملت رجاء المجتمع الدولي مسؤولية ما يحدث من هجمات وجرائم بحق المنطقة وسكانها: “إن كل ما يفعله الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة له، يحصل أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، دون أن يتحرك أو يبدي مواقف من شأنها أن تنهي هذه الجرائم والانتهاكات، التي باتت تشكل خطراً كبيراً على عموم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وعلى المهجرين على وجه الخصوص”.
ودعت الإدارية في مجلس ناحية تل رفعت “رجاء الحسين” في ختام حديثها الجهات المعنية بعدم التغاضي عما يحصل: “نناشد المجتمع الدولي، والجهات التي تدعي حماية حقوق الإنسان والإنسانية، بعدم الاختباء وراء المصالح السياسية والشخصية، والقيام بواجبها لوقف هذه الهجمات الهمجية من الاحتلال التركي، والحد من الانتهاكات بحق المنطقة وسكانها”.
المقاومة خيارنا الوحيد 
من جانب آخر، أشارت الإدارية في مخيم العودة الواقع في ناحية شيراوا “دليفان إيبش”، إلى أن هجمات الاحتلال التركي هي استمرار لمخطط التهجير مرة أخرى، وكسر إرادة مهجري عفرين: “إن مواصلة هذه الهجمات على مدار أكثر من ستة أعوام من التهجير القسري، ما هو إلا استمرار تهجيرهم مرة أخرى وتشريدهم، وارتكاب المزيد من المجازر بحق مهجري عفرين، لأن بقاءهم في مقاطعة الشهباء بالقرب من مدينتهم عفرين، يشكل عائقاً أكبر على مخططات الاحتلال، وكل متعاون معه في مخطط الإبادة بحق مهجري عفرين”.
وفي ختام حديثها، أكدت الإدارية في مخيم العودة الواقع في ناحية شيراوا “دليفان إيبش” أن المقاومة هي خيار مهجري عفرين، وسكان المنطقة لمجابهة أنواع هجمات الإبادة: “لم تكن الحرب في المنطقة، حرباً عسكرية فقط، بل هي حرب خاصو يمارسها الاحتلال التركي، والأطراف المعادية لمقاومة مهجري عفرين، بتجويع، ومحاولة جر الفئة الشابة للمخدرات وغيرها، إلا أن مقاومة مهجري عفرين قلبت هذه المخططات، فمنذ اللحظة الأولى كانت المقاومة هي الخيار الوحيد لأهالي عفرين في العودة إلى ديارهم محررة من رجس الاحتلال التركي”.
والجدير ذكره، أن الاحتلال التركي والمرتزقة، استهدفا يوم الاثنين 9-9-2024، منزلاً في قرية تنب التابعة لمقاطعة الشهباء، وتسبب القصف بإصابة طفلين وامرأة، كما استهدف باليوم نفسه قرية دير جمال وتسبب بإصابة مواطن.