سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نساء عفرين: “صمت المجتمع الدولي.. مساهمة في الاحتلال”

قامشلو/ نشتمان ماردنلي ـ جرائم ترتكب في عفرين بحق المرأة على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي لاذ بالصمت، كبرى عمليات التغيير الديمغرافي في تاريخ سوريا؛ تحدث اليوم في عفرين. ولكن؛ لا أحد يهتم..!!.. خطف، وقتل، واغتصاب، وتزويج قسري؛ سلسلة جرائم للاحتلال التركي في عفرين والعالم صامت.. نساء عفرين لم يقفن مكتوفات الأيدي، بل نددن بهذه الجرائم وناشدن المجتمع الدولي بإيقافها، ووضع حدّ لهذه الانتهاكات..
ناشدت نساء من إقليم عفرين، وحلب، وإقليم الجزيرة المجتمع الدولي بمحاسبة دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها عن الجرائم المرتكبة في عفرين ولا سيما بحق المرأة وذلك عبر إصدار بيان، وحملن المجتمع الدولي مسؤولية هذه الجرائم.
ففي قامشلو؛ نظمت مجموعة من نساء عفرين المقيمات بمدينة قامشلو في الأول من شهر حزيران الجاري اعتصاماً أمام مقر الأمم المتحدة في حي السياحي بمدينة قامشلو؛ تنديداً بالجرائم التي ترتكبها مرتزقة جيش الاحتلال التركي بحق نساء عفرين, حيث تجمع المئات من النساء رافعان أغصان أشجار الزيتون وحاملات لافتات مكتوب عليها “الاحتلال التركي مسؤول عن الجرائم في عفرين”, “جرائم داعش تتكرر في عفرين”, “أين الحركات النسوية مما تتعرض له نساء عفرين”، وشعارات أخرى تندد بالجرائم التي ارتكبت بحق نساء عفرين.
وألقت خلال الاعتصام إدارية مكتب العلاقات في جامعة روج آفا من عفرين المقيمة في قامشلو كلستان سيدو بياناً باسم نساء عفرين إلى الرأي العام وإلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، ورئيس لجنة التحقيق الخاصة بسوريا باولو بينيرو, حيث عبر البيان عن سلسلة الجرائم والانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال التركي في منطقة عفرين السورية, بالإضافة إلى كشف صور ومقاطع الفيديو التي سربها المرتزقة أنفسهم مؤخراً محتجزين عشرات النساء الكرديات وممارسة العنف بحقهن.
واختتم البيان بمجموعة من المطالب من المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية ذات العلاقة, بالتحرك الفوري لوضع حد لكل الانتهاكات التي تحدث في عفرين على مدى أكثر من عامين والكشف عن مصير النساء الكرد المغيبات في سجون ومعتقلات المرتزقة التابعة للاحتلال التركي وتحريرهن فوراً, وكذلك المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية لمقاضاة الجناة على الجرائم التي ارتكبوها من قتل واختطاف وتعذيب بحق نساء عفرين, وأيضاً السماح بدخول مؤسسات إعلامية ذات مصداقية إلى عفرين لنقل الحقائق الموضوعية وصورة الواقع المرير الذي يعيشه ما تبقى من أهالي عفرين الأصلاء فيها, وإنهاء الاحتلال التركي وإخراج المرتزقة منها، وضمان عودةٍ آمنةٍ وكريمةٍ لأهلها المهجرين قسراً إلى أرضهم, بالإضافة إلى تصنيف المرتزقة المسيطرة على عفرين على لائحة الإرهاب وفقاً للسلوك الذي تمارسه.

 

 

 

 

 

 

وانتهى الاعتصام بتسليم رسالة لمقر الأمم المتحدة تنص على مطالبهم هذه بإيقاف هذه الجرائم اللاإنسانية ومحاسبة الجناة.
وفي الشهباء؛ تجمعت العشرات من نساء مقاطعة الشهباء والنساء العاملات في مؤسسات الإدارة الذاتية لإقليم عفرين في ساحة مخيم برخدان وهنّ يحملن صور النساء المعتقلات في السجون التركية بعفرين؛ وذلك لإصدار بيان تعليقاً على الانتهاكات التي ترتكبها تركيا ومرتزقتها في عفرين. وجاء في نص البيان: “في الوقت الذي يشهد فيه العالم تطورات وابتكارات ليرتقي بالمجتمع البشري إلى ما هو أفضل ويسخر لخدمته ويحث على الانفتاح ومواكبة العصر وبالأخص في القرن الحادي والعشرين، إلا أنها مرفقة بجملة من الانتهاكات والجرائم اللاإنسانية التي تقشعر لها الأبدان وتصبح وصمة عار على جبين الإنسانية في زمن الحداثة والتطور والعلم. فمع مرور أكثر من عامين على احتلال الدولة التركية ومرتزقتها لمدينة عفرين؛ بدأت سلسلة الانتهاكات والجرائم بحق الأهالي من قتل وتعذيب واختطاف وسلب ونهب خيرات عفرين الوفيرة التي رويت بعرق الجبين عبر مئات السنين وتهجير قسري وإبادة ثقافية وتغيير ديمغرافي؛ فإن نسبة الكرد في عفرين الآن لا تتجاوز 18% وهي كبرى عمليات التغيير الديمغرافي شهدتها سوريا منذ بداية الأزمة عام 2011. وقد كانت المرأة الأكثر استهدافاً من قبل الدولة التركية ومرتزقتها. لذلك؛ أضافوا إلى كل ما ذكرناه سابقاً من جرائم وانتهاكات شنيعة بحق الإنسانية، الاغتصاب والتزويج القسري ليصل الأمر في بعض الأحيان إلى حالات الانتحار، وبحسب ما وثقه المرصد السوري لحقوق الإنسان /61/ حالة اغتصاب وثلاث حالات انتحار، وكل هذا في زمن العولمة. لذا؛ باسم نساء الإدارة الذاتية في إقليم عفرين؛ ندين ونستنكر هذه الأعمال الإجرامية بحق النساء في المناطق التي تحتلها الدولة التركية وبالأخص في عفرين فهي تتحمل كامل المسؤولية باعتبارها دولة احتلال حسب القانون الدولي, كما ندين الصمت الدولي تجاه ما يحصل في عفرين من انتهاكات وجرائم حرب, ونطالب هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان في القيام بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم أمام هذه الجرائم التي ترتكبها الفصائل المسلحة ومن ضمنها فرقة الحمزات المدعومة من قبل الدولة التركية وإجراء تحقيق دولي بهذا الخصوص والضغط على الدولة التركية لوقف الاعتداءات اللاإنسانية بحق أهالي عفرين عامة وحق النساء خاصة اللواتي يتعرضن لأشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي”.
وفي حلب؛ أدان مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية (مكتب حلب)  الجرائم التركية في المناطق المحتلة وبخاصة بحق النساء. وشارك في إلقاء البيان ممثلات عن عدة أحزاب ومؤتمر ستار وعضوات البيت الإيزيدي في حيَ الشيخ مقصود والأشرفية. وجاء في نص البيان: “على مدار الأشهر والسنوات التي تلت سيطرة تركيا على عفرين، شهدت المنطقة آلاف الانتهاكات بحق سكانها الأصليين والتي تنوعت ما بين القتل والخطف والاغتصاب والاعتقال التعسفي والنهب بحق الشعب بشكل عام.
وإننا في مكتب المرأة بمجلس سوريا الديمقراطية؛ نناشد المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتدخل لوقف المجازر التي ترتكبها الدولة التركية وجحافلها ووضع حد لهذه الممارسات وإنهاء هذا الصمت المخزي تجاه الاحتلال والعنف في المناطق المغتصبة كافة”.