روناهي / الشهباء-“سنحطم نظام إيمرالي ونعيش بحرية مع قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان”، هذا الشعار الذي عبّر عن استمرار المقاومة في السجون والتفاف الشعب حول قائدهم، كان الدافع لمشاركة 60 امرأة من عفرين والشهباء في فعالية إضراب عن الطعام ببلدة بابنس، التابعة لناحية فافين في مقاطعة الشهباء لتتضامن مع مقاومة ليلى كوفن.
نظم مؤتمر ستار، حملة إضراب عن الطعام شارك فيها 60 امرأة، ببلدة بابنس التابعة لناحية فافين في مقاطعة الشهباء، والذي انطلق يوم الخميس في يومها الأول، واستمر 3 أيام متواصلة.
لنتضامن يداً بيد مع ليلى كوفن
وجاءت هذه الفعالية تنديداً بالعزلة المفروضة على قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان وتضامناً مع المناضلة ليلى كوفن التي دخل إضرابها عن الطعام أكثر من شهر، تنديداً بالعزلة المفروضة على قائد الأمة الديمقراطية عبد الله أوجلان.
وحضر الفعالية بجانب النساء المضربات عن الطعام، اتحاد المرأة الإيزيدية، حركة المرأة الشابة والعشرات من الأهالي، وقد بدء الأهالي منذ الساعة الأولى بالبدء بالفعالية، بهدف مساندة النساء المشاركات، والتنديد بالسياسات التركية الممارسة في سجن جزيرة إيمرالي وعفرين.
إرادة ليلى كوفن ستحطم فاشية الدولة التركية
وفي السياق ذاته قالت عضو منسقية مؤتمر ستار في عفرين، حسناء حسن بأن هذه الفعالية تأتي لمساندة نضال النائبة المعتقلة ليلى كوفن، وأشارت إلى أن هذه الفعالية ستستمر لمدار ثلاث أيام عبر مشاركة ثلاث مجموعات من النساء، الأولى بدأت من قرية بابنس والثانية ناحية فافين والثالثة من ناحية الأحداث، وكل مجموعة مؤلفة من 60 امرأة، تضم النساء من كافة المؤسسات والتيارات السياسية والاجتماعية.
وأضافت حسناء، بأن هدف هذه الفعالية هي التنديد بالعزلة المفروضة على قائد الشعب الكردي، الذي يعود الفضل له في تحرير المرأة، وتابعت بالقول: “لأن فكر القائد هو الذي حرر المرأة وغيّر نظرة المجتمع لها، ولهذا السبب يقع الجهد الأكبر لتحريره على عاتق المرأة والفئة الشابة”.
وأكدت حسناء بأنهنْ كنساء سيستمرن بنضالهنْ، ونشر فكر القائد بكل السبل وتوحيد صفوف النساء وتحريرهنْ، وبهذا فقط يمكنهن أن يساندن نضال القائد في سجن إيمرالي.
ونوهت حسناء إلى أن نضال ليلى كوفن في معتقلها بتركية مكان احترام وتقدير؛ لأن إرادة هذه المرأة تحدت سياسة الدولة التركية، وتقيدها للحريات الفردية والعامة في تركيا ومحاربة النظام الدكتاتوري المتمثل بأردوغان ومن حوله من المرتزقة للقوى الديمقراطية بباكور كردستان، لذا السبيل الوحيد لمناصرة نضال ليلى كوفن هو بتغير نظام الحكم في تركيا، وتحرير القائد عبد الله أوجلان.
“نضالنا أقوى من ضمائرهم”
ومن جانبها قالت عضوة منسقية مؤتمر ستار نوروز هاشم بأن هذه الفعالية هي استمرار لفعاليات مؤتمر ستار في عفرين قبيل الاحتلال التركي، وهذه الفعالية هي رسالة للمجتمع الدولي كافةً وللاحتلال التركي بالأخص بأن الشعب العفريني لن يتخلى عن قيمه وأفكاره التي تشربها من فكر قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان، لذا تجمعت النساء هنا ليقلنَ كلمتهن في وجه الفاشية التركية، وأشارت نوروز بأن نضال ليلى كوفن هو المحرك الأساسي لنضال النساء في العالم وكردستان، ولهذا سيستمرنَ في هذه الفعالية.
وأكدت نوروز بأنه بعد انتهاء هذه الفعالية ستستمر فعاليات مؤتمر ستار بأشكال مختلفة؛ بهدف تصعيد النضال ضد الاحتلال التركي، منها أمسيات شعرية لـ”كافان زيرين”، وفعالية إضراب عن الطعام في تل رفعت لاحقاً خلال ضمن هذا الشهر.
والرسالة التي تحملها هذه الفعالية بحسب ما أفادتنا به نوروز بالقول: “الشعب الكردي بات اليوم يُعرف منْ هو وكيف يجب أن يكون، لذا يحاول أن يدير شؤونه بنفسه ويقرر مصيره، إضافةً لأن المرأة الكردية باتت اليوم محور الحياة والمجتمع عبر تحررها، لذا يشكل هذا النضال هنا جوهر ما يعانيه النساء في كل العالم، ومن هذا المنطلق ندعو النساء في العالم لمساندة هذا النضال، وتغيير نظرتهم للشعب الكردي الذي يناضل منذ سنوات”.
وفي ختام حديثها قالت نوروز هاشم عضوة منسقية مؤتمر ستار بأنه يتوجب على المجتمع الدولي والذين يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم اليقظة ورؤية سياسات الدولة التركية في عفرين وباكور كردستان، ومخاطبة ضميرهم الذي بات نائماً منذ زمن، وأكدت بقولها: “لكن نضالنا أقوى من ضمائرهم النائمة، لذا سنستمر بالنضال حتى النصر”.
والجدير بالذكر بأنه قد زُيّن المكان بصور شهيدات مقاومة العصر، وصور قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، بالإضافة لصور الرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الديمقراطي والبرلمانية في حزب الشعوب الديمقراطي في جوله مرك ليلى كوفن، وأعلام مؤتمر ستار، وشعارات كتب عليها “سنحطم نظام إيمرالي ونعيش الحرية مع القائد آبو، حرية القائد آبو حرية الشعوب، من أجل حرية القائد أوجلان ورد الاحتلال التركي انتفضوا”.
حتى الأطفال يناضلون لتحرير قائدهم ومدينتهم
أمينة عثمان إحدى المشاركات في فعالية الإضراب عن الطعام، قالت لصحيفتنا بأنهنْ كنساء سيعملن ما يقع على عاتقهن لتحرير قائدهن الذي كان الفضل له في إنارة طريق الحرية لهنْ، وتابعت: “هذه الثورة هي ثورة المرأة، وكما يقول القائد أخاف أن يمتد خنجر من وراء ظهري للمرأة، لهذا بدأ القائد بتنظيم المرأة في إطار خاص لاستمرار عطائهنْ”، وتؤكد أمينة إلى أنه اليوم يتوجب على المرأة العمل على رد الجميل للقائد ومناهضة سياسة العزلة المشددة المفروضة عليه.
وتؤكد الأم كلستان مراد وهي في العقد السابع من عمرها والتي شاركت في الفعالية بهدف مناهضة سياسة الدولة التركية في عفرين، والرسالة التي تود الأم كلستان إرسالها لدولة الاحتلال؛ هي أن الشعب العفريني لن يتخلى عن أرضه، وسيعمل على تنظيم صفوفه بهدف التحرير وتحرير قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان.
والطفل مازن مراد الذي أصرَّ على المشاركة في هذه الفعالية إلى جانب النساء، أكد بأن القائد أوجلان هو مثله في الحياة، متمنياً أن تساهم هذه الفعاليات بتحريره وتحرير عفرين التي يتعرض فيها الشعب الكردي لانتهاكات يومية لحقوق الإنسان من قتل ونهب واغتصاب، بهدف التغيير الديموغرافي وتقسيم سوريا.
المواطنة أمينة رشيد، تُشير هي الأخرى إلى أن نضال ليلى كوفن هو الذي دفعها للمشاركة في هذه الفعالية، وأكدت بأنه وبالطبع الهدف الأسمى هو تحرير القائد “أوجلان”.
يتوجب على المرأة تصعيد النضال
هذا ومع انطلاق الفعالية في يومها الأول أُلقيت العديد من الكلمات باسم مؤتمر ستار واسم مجلس عائلات الشهداء، والتي تطرقت إلى أن قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان ناضل في سبيل حرية الشعوب، وخص في نضاله النساء ودورهن الريادي في المجتمع، وقالت الكلمات بالمجمل: “يتوجب علينا نحن النساء أن نلعب دورنا الريادي، ونصعّد من نضالنا حتى رفع العزلة عن أوجلان”.
كما واستنكرت الكلمات صمت وتغافل المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية تجاه سياسة الدولة التركية بحق أوجلان، وشعب الشمال السوري.
ويجدر بالإشارة إلى أن السلطات التركية أقدمت على اعتقال الرئيسة المشتركة للمؤتمر المجتمع الديمقراطي KCD ليلى كوفن في 21 كانون الثاني المنصرم بتهمة انضمامها لتنظيم غير مشروع في تركيا، وبدأت الرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الديمقراطي إضرابها عن الطعام في معتقلها بمدينة آمد، وانضم العشرات من المعتقلين السياسيين إلى حملة الإضراب التي بدأتها ليلى كوفن منذ 40 يوماً، بهدف التنديد بالعزلة المفروضة على قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان.