تواصل دولة الاحتلال التركي والدول المتآمرة معها، في تطبيق العزلة المشددة على القائد عبد الله أوجلان، ولأجل ذلك حملت نساء عفرين في مقاطعة الشهباء اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب مسؤولية ما يمارس في إيمرالي، وشددن على ضرورة رفع وتيرة النضال؛ للوقوف في وجه المخططات، وتحقيق حرية القائد الجسدية.
يتعرض القائد عبد الله أوجلان منذ اليوم الأول من اعتقاله إثر مؤامرة، شاركت بها العديد من الدول العالمية والإقليمية، إلى عزلة مشددة تحت حجج وذرائع واهية، منذ أكثر من 25 عاماً من الاعتقال، وحتى هذه اللحظة، فما يجري اليوم تجاوز العزلة بكثير، فالدولة التركية تحرمه من أبسط مقومات الحياة، وتمارس الضغط النفسي من خلال منعه من مقابلة عائلته، ومن محاميه، وترفض طلبات اللقاء به بحجج واهية.
فالدولة التركية متوهمة بأنها تستطيع النيل من إرادة القائد عبد الله أوجلان، الذي جسد في شخصه أمل الملايين في الحرية، وبفكره جعل المرأة تثق بنفسها، وأن تكون صاحبة إرادة قوية لتصبح البوصلة، التي تغير المجتمع، وتطالب بحقوقها دون تردد. فإن مسألة العزلة والتجريد الممنهج على القائد عبد الله أوجلان، لم تعد تخص الشعب الكردي فقط، إنما أصبحت تخص الشعوب، التي تؤمن بفلسفة الديمقراطية، التي انتشرت في العالم أجمع.
لذلك؛ هذه الممارسات بحق القائد عبد الله أوجلان، تجعل الدولة التركية متهمة بجرائم ضد حقوق الإنسان، ويعد هذا انتهاكاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومنافياً للمعايير الحقوقية التي حددتها الميثاق الدولي لحقوق الإنسان، إلى جانب ذلك أصبح موقف لجنة مناهضة التعذيب الأوروبية محل شكوك لدى الشعب الكردي والشعوب والشخصيات والحركات المهتمة بوضع القائد عبد الله أوجلان.
وبهذا الصد، وفي إطار التنديدات والمطالبات بالكشف عن وضع القائد؛ التقت صحيفتنا “روناهي”، مع نساء من عفرين في مقاطعة الشهباء، ممن لهن بصمة في العمل والنضال في إطار فلسفة القائد عبد الله أوجلان ومشروعه الديمقراطي.
فكر القائد عبد الله أوجلان قلب موازيين الأنظمة المهيمنة
إلى ذلك أشارت، الرئيسة المشتركة لهيئة الإدارة المحلية والبلديات في مقاطعة عفرين والشهباء، “أليف محمد”، إن فكر القائد عبد الله أوجلان استطاع أن يقلب موازيين الأنظمة المهيمنة رأسا على عقب: “في وقت كان يتعرض فيه الشعب الكردي، لأشد هجمات الإبادة الثقافية والتاريخية والهوية والوجود، على يد الأنظمة السلطوية والمستبدة وعلى رأسهم الاحتلال التركي، جاء القائد عبد الله أوجلان بفكره وفلسفته فخلص الشعب الكردي من الإبادة، وأعاده إلى طريق الحرية، بتاريخ حافل بالنضال، وبكلمة “كردستان مستعمرة” ويجب تحريرها، وعلى هذا الأساس وحتى يومنا هذا قدم تضحيات كبيرة، حتى تم تحقيق العديد من المكتسبات التاريخية في طريق نضال الشعب الكردي”.
وتابعت: “إن فكر القائد عبد الله أوجلان، لم يكن خلاصاً للشعب الكردي فقط، إنما للشعوب المناضلة في وجه الاستبداد والسلطة، لنيل حريتها وإرادتها، فكان المشروع الديمقراطي، منارة للإنسانية جمعاء، بما فيها للمرأة على وجه الخصوص، وإن لم يعط أحد الحق للمرأة مثل ما أعطاها القائد عبد الله أوجلان، فأصبح شعار “المرأة، الحياة، الحرية”، المنبعث من فلسفة القائد عبد الله أوجلان، أسلوب نضال جديد نحو ثورة المرأة، حتى وصل هذا الفكر التحرري إلى نساء العالم أجمع، وانتفاضة المرأة في روجهلات كردستان وإيران كانت مثالاً، وصولاً إلى الهند”.
CPTمسؤولة عما يمارس في إيمرالي من انتهاكات
وأكدت أليف، بأن ما يمارس في إيمرالي بحق القائد عبد الله أوجلان، انتهاكات غير قانونية وغير إنسانية: “إن اختطاف القائد، واعتقاله في سجن إيمرالي، كان بتآمر دولي، بهدف القضاء على الشعب الكردي والقضية الكردية بشخص القائد، وإن الاستمرار بالعزلة المشددة، ما هو إلا مواصلة للسياسة نفسها، وقطع الشعب الكردي وكل الشعوب المؤمنة بفكر وفلسفة القائد والمناضلة لأجل تحقيق حريته، عن القائد عبد الله أوجلان، ولمنع تطبيق أي سلام في عموم الشرق الأوسط والعالم؛ لأن الأنظمة والدول التي لها يد في المؤامرة، تعلم جيداً أن فكر القائد هو المهدد لنظامهم”.
وفي ختام حديثها، حمّلت “أليف محمد”، اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، مسؤولية ما يمارس بحق القائد من انتهاكات، وشددت على ضرورة قيامها بواجبها القانوني والإنساني: “إن ما يمارس بحق القائد عبد الله أوجلان، انتهاكات غير إنسانية، وحرمان من أبسط حقوقه في التواصل مع العالم الخارجي، وصمت المجتمع الدولي والمنظمات المعنية وتحديداً اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، دليل واضح على الشراكة في هذه الانتهاكات، لذلك نطالب بضرورة العمل الفوري لأجل إطلاق حرية القائد، وعدم التحيز إلى المواقف السياسية، وخدمة الدول التي لها علاقة في الاعتقال، فصمت لجنة مناهضة التعذيب يخدم مصالح تركيا على حساب تطبيق القانون والعدالة، وحماية حقوق الإنسان”.
المطالبة بحريته مطلب عالمي
من جانب آخر، نوهت عضوة مؤتمر ستار في ناحية الأحداث بمقاطعة الشهباء، “دلال شيخو”، إن فكر القائد والمطالبة بحريته أصبح قضية العالم: “إن مسألة العزلة والتجريد الممنهج على القائد عبد الله أوجلان، لم تعد تخص الشعب الكردي فقط، إنما أصبحت تعني الشعوب التي تؤمن بفلسفة الديمقراطية التي انتشرت في العالم، وباتت مجلداتها تدرس في الجامعات وتعرض في دور النشر، وبات فكره وفلسفته منتشرين بين الشعوب التواقة للحرية والديمقراطية التي عانت الويلات والإبادة على مختلف الجوانب، لذلك نجد اليوم الآلاف من الكتاب والسياسيين والمفكرين والحقوقيين، مهتمين كل الاهتمام بشأن التعمق في فلسفة القائد، والعمل على نشر فكره والنضال لأجل تحقيق حريته الجسدية”.
وأكدت “دلال شيخو” في ختام حديثها، بضرورة رفع النضال والعمل لأجل دعم الحملة العالمية لتحقيق حرية القائد عبد الله أوجلان الجسدية: “إن التجريد والعزلة على القائد عبد الله أوجلان، تجريد للحرية والإنسانية، لذلك يتوجب على الشعوب التواقة للحرية والسلام والعيش المشترك أن تناضل من أجل الضغط على الرأي العام العالمي، بحيث تصبح قضية القائد عبد الله أوجلان قضية رأي عام، وأن نناضل بروح عالية لدعم الحملة العالمية المطالبة بتحقيق حرية القائد الجسدية، لأنه حان وقت تحقيق السلام والديمقراطية، وإنهاء الاحتلال والفاشية بأشكالهما، وهذا لا يمكن تحقيقه والوصول إليه دون تحقيق حرية القائد عبد الله أوجلان”.