روناهي/ الحسكة ـ في الذكرى السنوية الرابعة والثلاثين لإحياء قفزة الكريلا الثورية؛ قفزة الخامس عشر من آب، التي اعتبرت ميلاد يوم جديد للشعب الكردي الذي عانى الويلات من الظلم والاضطهاد والاستبداد على أيدي الفاشية التركية، وكانت خطوة تاريخية عظيمة بقيادة القائد عبد الله أوجلان لانبعاث الروح الوطنية للشعب الكردي في شخص القيادي المناضل عكيد (معصوم قورقماز)، الذي نادى بفكره وفلسفته إلى ضرورة خلاص الشعوب من العبودية والظلم ونشر الحرية والديمقراطية. بهذه المناسبة تواصلت الاحتفالات والمسيرات الشعبية في مناطق روج آفا وشمال سوريا كافة، حيث شهدت مدينة الحسكة خروج الآلاف من أهالي مقاطعة الحسكة إلى الشوارع والميادين احتفاء بالذكرى السنوية لقفزة 15 آب التي غيرت مسار ثورة الشعب الكردي خلال عقود من الزمن، حاملين اللافتات والأعلام التي تحيِّي قفزة 15 آب، وتوجه الأهالي من دوار الشهيد شاهين بتل حجر إلى دوار الشهيد سرحد في حي المفتي، مرددين الشعارات التي تمجد ثورة 15 آب لتقام احتفالية جماهيرية كبيرة في ساحة الشهداء بالحسكة.
ثورة روج آفا استمرار لقفزة 15 آب
وكانت لصحيفتنا «روناهي» لقاء مع بعض النساء اللاتي كانت لهن بصمة في إحياء ذكرى الخامس عشر من آب لسنوات عديدة.
وحدثتنا هدية محمد؛ قائلة: «إن انطلاقة قفزة الخامس عشر من آب حولت مصير الشعب الكردي من اللاوجود إلى الوجود، وأصبحت منعطفاً تاريخياً هاماً في مسيرة النضال والمقاومة للشعب الكردي، فقد تحولت من النضال السياسي إلى النضال العسكري، وبذلك أعلنت عن بدء مرحلة نضالية جديدة، والتي كانت بداية لتغيير مصير الشعب الكردي بانطلاق أول شرارة للكفاح المسلح التي قادها الرفيق عكيد ضد النظام التركي وسياساته التعسفية تجاه الشعب الكردي، والجميع يعلم أن ثورة روج آفا وشمال سوريا ما هي إلا استمرار لقفزة الخامس عشر من آب بفكر وفلسفة القائد الأممي عبد الله أوجلان، الذي ترك لنا متابعة بصمة النضال والمقاومة التي بدأها، ولنسير على هذا الخط والنهج الذي رسمه لنا منذ ولادة حركة التحرر الكردستانية إلى يومنا هذا».
ثورة لإبراز القيم الأخلاقية والروحية
والتقينا بالمواطنة منور زافي لتحدثنا عن قفزة 15 من آب قائلة: «كانت لانطلاقة الخامس عشر من آب جوانب اجتماعية وعسكرية وسياسية وأيديولوجية، فقد كانت ثورةً لإبراز القيم الأخلاقية والروحية لدى الشعب الكردي، ثورة ضد الظلم والاستبداد والصهر القومي والإبادة للشعب الكردي، ثورة قادها المناضل عكيد (معصوم قورقماز) وبقيادة القائد أوجلان ضد الدولة التركية؛ لتكون انطلاقة أول شرارة للكفاح المسلح، فتحول مسار المقاومة من النضال السياسي إلى انتفاضة وثورة ضد الظلم والعبودية، ولتصبح بداية ثورة الشعب الكردي وثورة الانبعاث من جديد، بعد أن تكالبت عليه قوى العبودية والاستبداد من قبل الدول الإقليمية والدولية الهادفة لمحو ثقافة وتاريخ الشعب الكردي من الوجود، وقد كانت ثورة 15 آب قفزة لإبراز دور المرأة الحرة الكردستانية التي ناضلت منذ سنين في سبيل حرية الشعوب وديمقراطيتها، وناضلن من أجل حرية المرأة سياسياً وعسكرياً واجتماعياً».
وأكدت المواطنة زبيدة بيجو من جانبها قائلةً: «تعتبر قفزة الخامس عشر من آب أول حجر أساس للنهوض بالشعب الكردي وتحريره من براثن الظلم والاستبداد، من خلال تحويل حركة التحرر الكردستانية إلى قوة عسكرية تحمل السلاح بوجه ألد أعداء الكرد والإنسانية، وعلى رأسها دولة الاحتلال التركي الفاشية، التي مارست جميع أنواع الظلم والاستبداد ضد الشعب الكردي، بهدف القضاء على التاريخ الكردي ومحو ثقافته وتاريخه، كما كانت ثورة نسائية اجتماعية برز خلالها دور المرأة الكردستانية الحرة، والتي ناضلت بكل طاقاتها على الأصعدة والميادين كافة، فاستطاعت إيصال صوت المرأة الكردية التي اتخذت من فكر وفلسفة القائد أوجلان في حرية المرأة نهجاً لمسيرة نضالها وحريتها إلى العالم».
الخامس عشر من آب ثورة انبعاث الكرد
كما والتقينا بالمواطنة مهاباد شيخ سعدون من مدينة الحسكة التي أكدت قائلة: «لقد عانى الشعب الكردي الويلات والمآسي على أيدي الأنظمة الفاشية عبر التاريخ، ومارست وارتكبت بحقهم أبشع المجازر بهدف إبادة وصهر ثقافة وتاريخ الشعب الكردي، وكانت ولادة حركة التحرر الكردستانية في باكور كردستان بقيادة القائد عبد الله أوجلان بداية لنهاية أطماع الدول الكبرى في السيطرة على أراضي كردستان ونهب خيراتها، وكانت لقفزة الخامس عشر من آب خطوة كبيرة لتخلص الشعب الكردي من العبودية والاضطهاد، وخطوة نوعية نحو النهوض بالمجتمع الكردستاني، فقد أثبت المناضلون فيها وجود كيان الشعب الكردي وتاريخه العريق عبر آلاف السنين خلال ثورات عديدة قاموا بها في أجزاء كردستان الأربعة ضد الأنظمة الاستبدادية والشوفينية، والتي كانت تحاول دائماً النيل من إرادة الشعب الكردي وطمس ثقافته وتاريخه ومحوِ هويته من الوجود، لذلك نستطيع القول بأن قفزة 15 آب هي ثورة النهوض الكردستاني نحو الانبعاث والوجود، وخطوة لبناء كيان كردي يهدف لوحدة الصف الكردي، والحض على أخوة الشعوب في الشرق الأوسط».