لماذا لا ندرك أهميتها القصوى، وفي هذه المرحلة.. وإلى متى سيستمر اهمال هذا الجانب الهام هذا الجانب إلهام واغفال صناعة دراما خاصة تحكي هموم وتطلعات ومشاعر وتاريخ أبناء شعبنا الكردي، لماذا لا يتم خلق خيال كردي، وشحنه بالآمال والأحلام، ولماذا لا نبعده عن الدراما التركية المدبلجة للعربية أو عن المسلسلات المحلية، التي بدأت بعض المحطات الكردية بدبلجتها ونقل ثقافة استهلاكية عن الحب والمال والحقد والجريمة إلى بيوتنا، لماذا نكون أسرى مشاهدة مسلسلات لا تمت إلينا بصلة.
اعتقد انه آن أوان الكتابة التلفزيونية وتأسيس شركات إنتاج فني والاستفادة من المخزون التاريخي من روايات العشق الملحمية والبطولات والمآثر العظيمة للشعب الكردي، واقتباس أعمال فنية راقية، وأيضاً من خلال اليوميات الكردية وظروف الحرب والنزوح وتوثيق الانتصارات على الإرهاب، وخلق دراما قادرة على مناقشة هموم الأسرة الكردية في الداخل، والمنافي والمهاجر الأوربية أو ظروفهم في بلدان الجوار، يجب المضي في هذا الاتجاه وتحريك الأقلام الكردية في كتابة أعمال درامية احترافية عميقة بمستواه الفكري والجمالي، وخلق أساليب الجذب والتشويق عبر عمليات اخراج فنية راقية، فقط يجب عدم الركون لعقلية الانغلاق، والانكفاء والاكتفاء بالمنجز السوري أو العربي أو التركي الذي يعرض، حان الوقت لإشاعة ثقافة التحضر، ونقل الفكر من الروايات الإنسانية إلى البيوت عبر تحويل الحياة الأدبية والسياسية اليومية إلى أعمال درامية بلغتها الكردية، التي سيكون من شأنها في خلق لغة كردية تلفزيونية توحد وتقرب ما بين لهجاتنا الجميلة، وتكون منبعاً للغة واثراءها وتجديدها ومواكبة العالم…
هناك دراما متواضعة وخجولة ظهرت في بعض القنوات الكردية، لكن على مستوى روج آفا وسوريا، لم نشهد بعد أي خطوة في اتجاه صناعة دراما تلفزيونية كردية، فأنه من المهم وجود شيء من الأعمال الفنية الكردية عدا الغناء والموسيقى التي تضج بها قنواتنا الكردية، فالدراما قادرة على مخاطبة كافة العائلة في نبذ الحالات السلبية من المجتمع وتكون أداة انتقادية ونافذة لفضح ما يجري في الواقع واحتواء اللغة والفكر وللتاريخ، ونبذ التطرف الديني والإرهاب ومناصرة قضايا المرأة والاهتمام بصناعة افلام موجهة للطفل الكردي (افلام مسلسلات كارتونية).. حين البدء بالعمل يمكن لكل المصاعب أن تظهر، كما أن العمل هو الكفيل بإزالة المصاعب والبدء في خلق الأرضية الفنية التمثيلية والاخراجية والمادية، والإبداعية في إنتاج وكتابة النصوص الخاصة.
يبقى للدراما سحرها وتأثيرها، وجماليتها كفنٍّ وكصناعة، ومنهج للحياة الجديدة…