أكدت رئيسة تيار المستقبل الكردستاني نارين متيني: “إن مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي تستحق منا جميعاً الدعم ولمساندة والتضحية وتحمّل المسؤولية للتوصل لوحدة الموقف والصف الكردي”، وأشارت إلى أن المرحلة الأولى من اللقاءات كانت جيدة ومثمرة وجلوس الأطراف الكردية كافة على طاولة حوار واحدة بحد ذاته إنجاز هام.
وشددت على ضرورة تقديم الجميع كل ما يلزم لتحقيق الوحدة الكردية “كي نجنب شعبنا المزيد من الويلات والكوارث والاحتلالات. وباتحاد الحركة السياسية الكردية سنكون أكثر قوة، كما سنكسب احترام المجتمع الدولي وسيهابنا الأعداء”.
وبينت بأن المرحلة الثانية من اللقاءات ستبدأ وأضافت: “وكلنا أمل بنجاحها، وعلينا تسخير جميع طاقاتنا من أجل التوصل لما يرضي المجتمع الكردي. إن بقاء المجلس الوطني الكردي ضمن الائتلاف يؤثر بشكل كبير على التفاهمات واللقاءات، وبالأخير يبقى القرار قرار المجلس الوطني الكردي في أن يختار العودة إلى حضن البيت الكردي، أو أن يبقى ضمن الائتلاف الشوفيني الذي لا يقبل حتى باسم الكرد”.
ولمعرفة المزيد حول هذه المواضيع أجرت صحيفتنا معها الحوار التالي:
– الوحدة الكردية أصبحت الهدف الأسمى للشعب الكردي؛ ماذا تقولين عن مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي؟
جاءت مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، في وقت تشهد فيه روج آفا مخاطر كبيرة وجمة، وبخاصة أن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته ما زالت تهدد مناطقنا، بعدما اُرتكبت جرائم وانتهاكات في عفرين وسري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض)، وتحاول أن تستكمل هذه الجرائم لتطال كل الجغرافيا السورية وبالأخص شمال وشرق سوريا. لذلك؛ نرى بأن هذه المبادرة تقطع الطريق أمام المراهنين على بعض الأحزاب والكتل الكردية المنضوية تحت سقف ما يسمى بالائتلاف السوري المعارض، وهي المظلة السياسية لتلك المجموعات المرتزقة والتي يتحكم بقراراتها المحتل التركي. ونحن في تيار المستقبل الكردستاني ومنذ تأسيسه في العام 2005 ندعو ونعمل من أجل وحدة الشعب الكردي وأحزابه في هذا الجزء الكردستاني الملحق بسوريا. ولذلك؛ نرى أن مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي تستحق منا جميعاً الدعم والمساندة والتضحية والتنازلات؛ للوصول إلى وحدة الموقف والصف الكردي وهذا مطلب لكل الشعب الكردي. إن هذه المبادرة محل ترحيب وثقة من قبلنا، ولا سيما أن المبادرة حظيت بدعم دولي وبخاصة التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضاً بدعم من قبل باشور كردستان متمثلاً بشخص رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني.
– المرحلة الأولى من اجتماعات ولقاءات الوحدة الوطنية الكردية نجحت حسب تصريحات الكثيرين ممن حضروا الاجتماعات؛ أنتم كيف تنظرون إلى تلك النتائج؟
بكل تأكيد؛ نحن جزء من إطار أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، وقد قدمنا ممثلين عن أحزاب الوحدة الوطنية الكردية ونتابع كل ما يجري من لقاءات وحوارات بين الطرفين، وهي لقاءات جيدة ومثمرة بشكل عام، ومن جهتنا نرى بأن مجرد موافقة الأطراف بالجلوس على طاولة واحدة بشكل مبدأي هو إنجاز بحد ذاته، لكل الجهات الراعية والمتحاورين أيضاً؛ لأنه يعتبر بداية لبناء الثقة والإيمان بالعمل المشترك للوصول إلى النتائج المرجوة. لكننا؛ غير قادرين على الحكم المسبق حتى نخرج بنتائج ترضي شعبنا وكافة الأطراف المنخرطة بهذه العملية، كما أنه من المبكر التحدث عن أي نتائج فعلية لأننا ما زلنا في بداية الطريق.
-هل هناك جدية من قِبل الأطراف السياسية الكردية المتحاورة للوصول إلى الهدف المنشود؟
من جهتنا؛ نحن جادين في هذه اللقاءات، ونضع نُصب أعيننا مصلحة الشعب الكردي التي هي فوق كل المصالح الحزبية الأخرى، ومستعدون لتقديم كل ما يلزم لتجنيب شعبنا وأرضنا الويلات والكوارث والحروب، لا سيما أننا شعب يتعرض أرضه للاحتلال وينتهك حقوقه ويستباح وجوده وبقاءه، نتعرض للإبادة في كل مكان. لهذا؛ فإن من الواجب الوطني تحقيق الوحدة الكردية ولا مهرب من هذا الاستحقاق الهام، ولا خيار لنا سوى الحوار والتوافق والتمسك بوحدة الصف، وغير ذلك يخلق مزيداً من الفرقة والتشرذم الذي يستغله الأعداء لتحقيق مآربهم. لذلك؛ نرى أن الجدية مطلوبة من الطرف الآخر أيضاً وعليهم إدراك المخاطر الكبيرة في عدم وصولنا إلى أي النتائج الإيجابية.
ـ ما هي إيجابيات وسلبيات تلك اللقاءات، وهل هناك أمل في تذليل الصعوبات والتوصل إلى وحدة الصف الكردي؟
الوصول لوحدة الصف الكردي هو أمر إيجابي جداً، ولا أظن أن هناك سلبيات له، فبوحدة صفوف القوى السياسية الكردية سنكون أكثر قوة وأكثر تقرباً من قضيتنا، كما أننا سنكسب احترام المجتمع الدولي ونتلقى دعماً أكبر من حلفائنا للوصول إلى حقوق شعبنا الكاملة، كما أن أعداء قضيتنا سيراجعون كل حساباتهم ولن يجدوا أي ثغرة للتحجج في الحرب علينا في المراحل المقبلة، ناهيك عن أن وحدة الصف الكردي مطلب جماهيري سيجعل من شعبنا أكثر ارتياحاً واستقراراً ما سيكون له تأثير إيجابي على مردودنا.
ـ ما الخلافات التي تطفو على اللقاءات ومن هو الذي يعرقل سير التوافق الكردي – الكردي؟
الحوار بشكل عام مستمر ومن الطبيعي أن يكون هناك بعض الصعوبات والمعوقات، ويجب ألا ننسى أن وحدة الصف الكردي تضر بمصالح أعدائنا، ومن الطبيعي سعيهم بكل الوسائل لإفشال هذه المبادرة، لكننا متفائلون ونثق بقدرتنا على تحقيق الوحدة في هذه الظروف الاستثنائية.
ـ المرحلة الثانية من النقاشات ستبدأ في الأيام المُقبلة؛ كيف تنظرون إلى مسارها وما هي الخطوات التي سيتم نقاشها؟
نرى بأن النقاشات في المرحلة الثانية ستجري في مسارها الطبيعي رغم بعض التأخير. ولكن؛ جدول الأعمال سيجري كما هو مخطط له، والحوار مدعوم دولياً، يتابعه رئاسة إقليم كردستان كما يدعمه القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، وأظن انهم يُسخّرون كل طاقاتهم لإنجاحها.
ـ من هي الدول التي تدعم مبادرة وحدة الصف الكردي وماذا عن المبادرة الأمريكية والفرنسية؟
من المعروف أن دول التحالف وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، هم الدول الأكثر انخراطاً في دعم هذه المبادرة، والأكثر دعماً لها، وكل اللقاءات التي جرت قبل خوض النقاشات مع الطرف الآخر كانت مع تلك الدول للاطلاع على مقترحاتهم وآرائهم. ونحن في شمال وشرق سوريا مازلنا شركاء في محاربة الإرهاب، وقدمنا من أجل ذلك الآلاف من الشهداء نيابة عن العالم أجمع. لذلك؛ نرى أنه من واجبهم تقديم المساعدة وكل ما يلزم لاستقرار منطقتنا، وتحرير كل المدن والقرى التي تحتلها تركيا ومرتزقتها وعلى رأسها عفرين.
ـ هل يوثر بقاء المجلس الوطني بالائتلاف في سير المحادثات؟
طبعاً الائتلاف يعتبر مظلة سياسية للمجموعات المرتزقة التي تحتل مناطقنا، وترتكب الانتهاكات بحق شعبنا يومياً، والائتلاف الذي يسيطر عليه جماعة الإخوان المسلمين المصنفة على قوائم الإرهاب الدولية، والتي تديرها تركيا لتحقيق أطماعها التوسعية في المنطقة، من غير المنطقي أن تكون حليفة وهي تحرق الحجر والبشر والشجر في عفرين وسري كانيه وكري سبي، تسلب وتنهب وتقتل يومياً الكرد في المناطق المحتلة، وتغير ديمغرافية مناطقنا وتجلب مستوطنين وتُسكنهم في بيوت الكرد، هذا شيء معروف لكل الشعب الكردي وللعالم بأسره. نعم بقاء المجلس ضمن كتلة تعادي وتبيد الشعب الكردي أمر يؤثر على سير أي مشروع وحدوي، وللكرد تجارب مريرة وكثيرة عبر التاريخ مع المعارضات في الدول التي تحتل كردستان، ما جرى في إيران بعض سقوط الشاه؟ وفي تركيا والعراق تكررت التجربة نفسها. وفي النهاية؛ الأمر متروك للمجلس الوطني الكردي، وعليه هو أن يقرر إما العودة لحاضنته القومية ولحضن البيت الكردي، أو أن يبقى داخل الائتلاف العنصري الذي لا يقبل بأي شيء يخص الكرد، ثقافياً أو سياسياً أو حتى اجتماعياً وجغرافياً، وهؤلاء إجرامهم يفوق إجرام نظام البعث الحاكم في سوريا.