تأخذ الحالات المرضية في مدينة الحسكة في الأونة الأخيرة طريقا نحو الازدياد، وتكون في مراجعة يومية لمواطنين إلى مشافي المدينة المتعددة، وأغلب الأسباب في ذلك تعود إلى استخدام مياه ملوثة من مصادر غير موثوقة بها صحيًا؛ الأمر الذي جعل الحالات المرضية تزداد كثيرا، وخاصة إثر موجة الحر الشديدة، التي تشهدها المنطقة عامة، هذا ما أكده الدكتور رزكار خليل.
يعاني سكان مدينة الحسكة جراء تلوث المياه من ازدياد أمراض مختلفة، الأمر الذي جعلهم في مراجعة دائمة للمشافي في المدينة، والسبب يعود في أغلب الأحيان إلى استخدام المياه الملوثة في الشرب والطعام، لأن مصدر المياه الرئيسي، الذي يعتمدون عليه ملوث في الوقت الحالي، وسط غياب الخيارات الأخرى للحصول على ماء نقي مناسب للحياة الصحية الضرورية.
المياه الملوثة وكثرة الأمراض في الحسكة
وأكد الطبيب العامل في مستشفى الشعب بمدينة الحسكة، الدكتور “رزكار خليل“، لصحيفتنا “روناهي”، أنه مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف بشكل حاد، زاد الطلب على المياه، علما أنه لا يوجد مصادر موثوقة بنظافتها.
وأضاف خليل: “فالمياه التي تصل الحسكة تأتي عن طريق الصهاريج، وغالباً ما تكون ملوثة وغير صحية، وذات رائحة كريهة، وهي غير صالحة للشرب”.
وأردف خليل: “إن المياه الملوثة فيها أنواع من البكتيريا المعدية، التي تسبب أمراضا مثل “حمى التيفوئيد، والزحار، كما أن فيها مواداً كيميائية منها الرصاص، والتي تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان، وقد تسبب الفشل الكلوي والوفاة في كثير من الأحيان”.
ولفت خليل، إلى أن مشفى الشعب يستقبل مئات الحالات اليومية، وخصوصاً الأطفال والكبار، جراء إصابتهم بالإسهال، بسبب المياه التي يشربونها.
أعراض مرضية يعاني منها السكان
وأن أبرز الأعراض، التي يلاحظونها المرضى من الكبار والأطفال تحت عمر عشر سنوات، والذين هم النسبة الكبرى مقارنة بين الفئات العمرية الأخرى، كان الإسهال الشديد، والذي يصل إلى مرحلة الجفاف الشديد.
ولم يستبعد الطبيب ظهور أمراض أخرى مع ارتفاع درجات الحرارة، مشدداً على أن الوضع سيتدهور سوءا في حال لم تتوفر المياه النظيفة من مصادر موثوقة للسكان. إذ؛ تشهد مدينة الحسكة ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة حيث تتجاوز الـ44 درجة مئوية في ساعات الذروة.
ونظراً لذلك، يتجدد الحديث عن احتمال عودة ظهور مرض “الكوليرا”، في المنطقة بسبب المياه غير المعقمة، إذ أكد الدكتور “رزكار خليل” في ختام حديثه، أن هذا الأمر يعتمد على وعي السكان المحليين بخطورة استخدام المياه الملوثة في الشرب وري المزروعات، وأن انتشار مرض الكوليرا، يعد من نواتج فقدان المياه الصالحة للشرب في مدينة الحسكة، وبقية المناطق التابعة لها.
والجدير بالذكر، أنه منذ أن سيطر الاحتلال التركي ومرتزقته على “سري كانيه” في تشرين الأول 2019، مُنع الأهالي من حقهم في الحصول على مياه كافية ومأمونة، بشكل متعمد.
فسلسلة الانقطاعات المتكررة في ضخ المياه من محطة علوك في ريف سري كانيه، حرمت ما يقرب مليون شخص في مدينة الحسكة وأريافها من مياه الشرب.