قامشلو/ آرين زاغروس ـ تحت شعار “بأناشيد الأرض ووصايا الشهداء بالمحبة نواصل رسالتنا الثقافية”، انطلق مهرجان روج آفا للثقافة والفن حاملاً العديد من الفعاليات الأدبية والثقافية والفنية المتنوعة، بفسيفساء تجمع حروف الكلمة مع نغمات اللحن وألوان الفن والرسم.
بهدف تعزيز الثقافة والنهوض بها، ونشر الفكر الأدبي والفني يقام مهرجان روج آفا للثقافة والفن منذ عشر سنوات، وتميز هذا العام عن الأعوام السابقة بتركيزه على الفئة الشابة، وإفساح المجال لها ضمن أروقة المهرجان، ومشاركة الشباب بالفن في معرض مواز للفنان حكمت إبراهيم.
فعاليات اليوم الأول
في مركز اتحاد مثقفي روج آفاي كردستان تجمع جملة من الأدباء والكتاب والفنانين، في جو أدبي ثقافي مميز، وقد افتتح المهرجان أبوابه صباح يوم الجمعة في الثامن من تشرين الثاني بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء تلتها كلمات أشادت بأهمية الثقافة “كنموذج متكامل من المعرفة البشرية وأنها من أهم عناصر تطور الأفراد والمجتمعات، ولا تُعزز إلا من خلال الاهتمام بها وإحيائها بشكل هادف، ومنظم ولابد من الاستفادة من الإمكانات المتاحة لرفد المجتمع بنتاجات ثقافية تعبر عن حاجاتهم الضرورية.
كما أشاد الشعراء والكتاب كوني رش، وخالص مسور، ومحمد علي عبدي بكتاب المستقبل، وبينوا أن هذا المهرجان فرصة للكتاب، ومحبي القراءة والكتابة لرفد مخزونهم الفني والأدبي بالمعرفة، وأكدت كلمات الكتاب إلى أن الكتابة باللغة الكردية قد انتشرت كثيراً واستطاع الشباب التعبير بلغتهم عن واقعهم.
وفي مساء اليوم الأول ألقيت ندوة حوارية بعنوان “تقييم دور ونشاطات المؤسسات الثقافية /اتحادات المثقفين واتحادات الكتاب/، كما أقيمت أمسية قصصية شعرية باللغة العربية والكردية من مجموعة من الشعراء وهم “أحمد طلال العلي، إبراهيم بركات، فواز أوسي، عبد الرحمن محمد، عبد الباري أحمه، بوطان هوشي، عبد الصمد محمود، زكريا عفرين، فرهاد بكهنادي، جميل ضاهر”.
مشاهد وصفتها اللوحات
كما زينت جدران ردهة المهرجان معرضاً لوحات فنية للرسام “حكمت إبراهيم” والتي تميزت باستخدام الحجارة والحصى لرسم أغلب اللوحات التي عرضت، وتجاوز عدد اللوحات 63 لوحة.
وقد حاكت اللوحات قصصاً واقعية منها ما كان يحمل لمسات من التفاؤل والأمل بغد مشرق كالعائلة، والتي جسدها ببساطة الأسلوب من حجارة ملونة شكلت منحنيات أجسادهم، وكسرت أحد لوحاته قيود الظلم معبرة عن الحرية وحطمت في لوحة اخرى أغصان الزيتون جدران الظلم لتنمو منها، كما لم تخلُ اللوحات المعروضة من آلام الأهالي ومعاناتهم، فرسم الشهيد ورسم الانكسار والحزن وآلام الخذلان والهجرة والغرق في البحار، فترى لوحاته تصرخ بما تحمل في جعبتها من معاني جعلت المتلقي يغوص في اللوحة عاكسةً ما يخبئ في ذاته.
كما كان للطبيعة حيز من الإبداع، فاستخدم العشب الأخضر ولون الأشجار بالأصفر والأحمر معبراً عن أطياف الحياة، واضعاً الشيء ونقيضه في حيز صغير نال أعجاب الكتاب والحضور، لتلخص اللوحات آلاف الكلمات التي تروى.
وهذا المعرض قد أضفى لزوار المهرجان حساً فنياً يكمل الصورة التي يريدون أن يعبروا عنها بالشعر والقصة إلى جانب الموسيقا، هذا ومن المقرر أن يستمر مهرجان روج آفا للثقافة والفن، بنسخته العاشرة عشرة أيام من تاريخ انطلاقه ضمن برنامج غني بفعاليات أدبية متنوعة.
ويتضمن اليوم الثاني ندوة حوارية: “دور الوعي المجتمعي في الحفاظ على الهوية الكردية في سوريا”، وأمسية شعرية باللغة العربية “لعبير دريعي، سامية إبراهيم، مروان شيخي، فيراز أوصمان، حكمت إبراهيم، وأمسية قصصية باللغة العربية من قبل “ضياء إسكندر، طه حسين، سيبل جان سلمان، آهين حيدر، ثناء عبد الله، عامر فرسو”، كما سيكون هناك عرض مسرحي بعنوان “الذي لا يأتي”.