قامشلو/ سلافا عثمان – مهرجان روج آفا العاشر يعزز التواصل بين المثقفين والجمهور، ويركز على دور الشباب والمرأة في التعبير عن قضاياهم، وأكد المشاركون على أهمية المهرجان في تطوير الثقافة الكردية والعربية ودعم الإبداع الفني.
يقام المهرجان بهدف تعزيز الثقافة المشتركة والإنتاجات الأديبة، تحت شعار “بأناشيد الأرض ووصايا الشهداء بالمحبة نواصل رسالتنا الثقافية”، ويتضمن كل عام فعاليات متنوعة كالشعر والقصة باللغتين الكردية والعربية، بمشاركات شعراء وكتاب وفنانين من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.
تعزيز الإبداع الثقافي ودور المرأة والشباب
لإلقاء مزيد من الضوء على أهمية المهرجان؛ التقينا بداية عضو اللجنة التحضيرية لمهرجان روج آفا العاشر “مصطفى عبدو“، الذي أكد على أن المهرجان يعبر عن اهتمام الكتاب والمثقفين بالثقافة والتراث الكردي والعربي والفلكلور، وأن هذه المهرجانات تكسر الحواجز بين القارئ والكاتب والشاعر والمسرحي، حيث تتيح لهم الفرصة للتفاعل والتحاور المباشر، مما يعزز التواصل بينهم.
وأشار “عبدو” إلى أن الهدف الرئيسي للمهرجان هو “تعزيز الثقافة الكردية وتحفيز الكتاب والمثقفين على الإبداع وتطوير هذه الثقافة، والمهرجان العاشر تميز بالاهتمام الكبير بفئة الشباب، حيث تم تخصيص أمسية خاصة للشباب والفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، وأيضاً ركزنا على دور المرأة بمشاركتها في المهرجان”، مشيراً إلى السعي لمشاركتها الفاعلة في الأنشطة الثقافية اليومية.
وأضاف عبدو: “ناقشنا خلال الندوات الحوارية العديد من المواضيع الهامة، على سبيل المثال، ناقشنا دور المؤسسات الثقافية، الهوية الكردية، ووضع منطقة عفرين، كما تطرقنا إلى قضايا الفن التشكيلي، والواقع التعليمي في إقليم شمال وشرق سوريا، ودور المرأة في المؤسسات الثقافية، بالإضافة إلى مناقشات حول الرواية والبيئة في روج آفا وواقع المجلات والجرائد المطبوعة”.
واحتوى برنامج المهرجان على محاضرة واحدة وعدة ندوات وعن هذا الأمر بين عبدو: “لقد تجنبنا المحاضرات بقدر الإمكان، وركزنا بدلاً من ذلك على الندوات الحوارية وجلسات النقاش، الاستثناء الوحيد كان محاضرة للأستاذ دحام عبد الفتاح التي تناولت قضايا اللغة، فيما عدا ذلك، كانت جميع الأنشطة ندوات حوارية.”
واختتم “مصطفى عبدو” حديثه: “ما ميز المهرجان هذا العام معرض فني للفنان حكمت إبراهيم، والذي كان جزءاً من الأنشطة اليومية للمهرجان”.
فرصة للتعبير عن مشاعر الشعب الكردي
ومن جهتها تحدثت عضوة اتحاد المثقفين في مقاطعة الجزيرة “حسينة أحمد”، عن أهمية إقامة المهرجانات الثقافية للشعب الكردي، مؤكدة على دورها في جمع المثقفين من مختلف المجالات الأدبية، مثل المسرح والشعر والرواية: “هذه المهرجانات كانت محرمة على الكرد في السابق، لكنها الآن فرصة لنا للتعبير عن مشاعرنا ومعاناتنا، وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الكردي”.
وأضافت حسينة: “أشارك في المهرجان بقصيدتين باللغة الكردية، الأولى بعنوان “جميع الأوطان” وهي نقد سياسي للكرد لعدم وحدتهم وتفرقهم، والثانية بعنوان “صورة عن القرية” تتناول حياة القرية الكردية وأهمية الارتباط بالأرض والجذور”.
كما أشارت إلى دور المرأة في الثورة: “المرأة الكردية أثبتت جدارتها في جميع المجالات، من العسكرية إلى الثقافية، ومشاركتها في المهرجان تعكس قدرتها على التعبير عن قضايا وطنها وشعبها”.
واختتمت قائلة: “مشاركة المرأة في المهرجان هي دليل على قوتها ووعيها، فهي الآن ليست فقط ربة منزل، بل شريكة فاعلة في بناء المجتمع الكردي وتطوره”.
الشعر وسيلة راقيه للتواصل مع الجمهور
ومن جهته يرى الشاعر “زاهد خلف” أن المهرجان فرصة مهمة للتواصل المباشر مع الجماهير: “المهرجان مناسبة لنلتقي بجماهيرنا العزيزة التي تتابعنا عبر وسائل التواصل الافتراضي، والإذاعة، والتلفاز، إنها فرصة لنقدم ما لدينا من جديد، وأشارك في هذا المهرجان بعدد من النصوص الشعرية باللغتين الكردية والعربية”.
وأشار خلف إلى أسلوبه الشعري: “أنا أكتب باللغة العربية والكردية في العام الماضي شاركت باللغة العربية لكنني في هذا العام سوف أشارك باللغة الكردية، قصائدي تعكس الواقع الذي نعيشه، من مآسٍ وأفراح، والقصيدة التي شاركت بها قريبة من قلبي، وأشعر أنها وصلت إلى قلوب الآخرين لما تحمله من عواطف نبيلة”.