روناهي/ قامشلوـ كما كل سنة أُقيم مهرجان روج آفا للثقافة والفن وللمرة السابعة في قامشلو متحديّاً كل الظروف التي تمر بها المنطقة وبتنوع فعالياته مزج المهرجان ما بين ثقافة سري كانيه وفلكلور عفرين.
على أصوات جريان تلك العيون النقية في سري كانيه/ رأس العين وأشجار عفرين التي أشجارها تُنحر على أياديٍ ملطخة بالدماء والذين جعلوا عيون سري كانيه الزرقاء تتلوث بآثامهم وامتزجت بها الدماء؛ وجعلوا من تراب عفرين وأشجارها رماداً ونيراناً تحرق قلوب شعوبها، أقتبس اسم مهرجان روج آفا للثقافة والفن في قامشلو “ينابيع خضراء؛ تحية إلى كل مدن القلب”، تلك المدن التي احتلها العدوان التركي بوحشية لم تغب عن فكر كل كردي داخل الوطن وخارجه، والأمنية الوحيدة لهم هو أن ترجع ينابيع وأشجار وتراب الكُرد إلى ما كانت عليه من ذي قبل.
كلمات تَحثُّ على أهمية الفعاليات الثقافية
رغم الحر الشديد لم يمتنع نخبة من المثقفين والمهتمين بالفن والثقافة بحضور المهرجان، فتزينت القاعة بالضيوف والمشاركين في يوم المهرجان الأول في 10/7/ 2020م. وبأجواءٍ جميلة وحماس شديد بدأت فعاليات مهرجان روج آفا السابع في مبنى اتحاد مثقفي روج آفاي كردستان في قامشلو بتاريخ10 تموز الجاري، وتم الافتتاح بكلماتٍ عدة لرئيس الاتحاد ولجنة النشاطات في اتحاد مثقفي روج آفا كردستان، وكلمات للمؤسسات والاتحادات الثقافية، أكدت جميعها أهمية الثقافة والفن في الوقت الراهن، وتاريخ إقامة المهرجان الذي بدأ في أوروبا عام 2014م، وضرورة تكاتف المثقفين والفنانين من أجل أن يجتمعوا بكل حب وود تحت سقفٍ واحد لأن المثقفين صورة للمجتمع الذي نعيش فيه، وحثوا على أهمية هذه الفعاليات التي تعيد الروح للحياة.
فعاليات متنوعة
والمهرجان سيستمر على مدار ثماني أيامٍ متتالية؛ وستُقدم الفعاليات من الساعة الخامسة مساءً إلى الثامنة، وتضمن برنامج المهرجان: “عروض مسرحية ـ محاضرات ـ أمسيات شعرية ـ أفلام ـ مقطوعات موسيقية وغنائية ـ معرض للفن التشكيلي ـ أمسيات قصصية”، وسيتم في اليوم الأخير توزيع جائزة المهرجان على شخص من روج آفاي كردستان له مساهمة كبيرة وبصمة في المجتمع والحياة الثقافية.
عرض مسرحي يدعو إلى قول الحقيقة
وكان عرض سكيتش للفنان المسرحي “حسن رمو” لافتاً في اليوم الأول فقد تناول موضوعاً حساساً في غاية الأهمية في الميادين الثقافية والحياة كافة؛ ألا وهو الصدق في المشاعر وقول الحقيقة دائماً؛ وعدم الانحياز إلى طرفٍ ما لمصلحة شخصية أو رابط دمٍ، وكان قد قدم العرض بدور شخصٍ يصفه الناس بالجنون ولكنه العاقل الوحيد الذي لا يزيف الحقيقة ويقدم النقد البنّاء بكلِ جرأة، وكان لنا لقاء مع الفنان المسرحي “حسن رمو” الذي حدثنا عن اختياره لهذا الموضوع بالذات قائلاً: “اخترنا الصدق موضوعاً لعرضنا هذه السنة؛ لأن الصدق أهم شيء في الحياة، فاليوم وفي الساحة الثقافية والفنية على وجه الخصوص انتشرت ظاهرة التغاضي عن أحدٍ ما كونه صديق أو قريب؛ أو عدم معرفة تقديم النقد البنّاء بل آخذ تلك المقترحات التي ستصلح وستنبني بشكلٍ أفضل بشكل حقدٍ وشخصي”.
ودعا إلى كسر هذا الإطار ليكونوا مرآة للحقيقة التي لا يمكن غض البصر عنها، وبحسب رمو فأن الحقيقة ومعرفتها ستقدم أفضل ما يملكه الفنان أو المثقف ليكونوا بأحسن حال.
كان هذا الموضوع قد جذبه ليدرك الناس مكانهم الصحيح ويبتعدوا عن تقمص أدوارٍ لا تليق بهم ليقولوا عن أنفسهم “نحن المثقفون”، هذا واختتمت فعاليات اليوم الأول للمهرجان على أنغام عازفي سري كانيه “كوما سري كانيه”، الذين كانوا يعزفون بكلِ حب وكانت موسيقاهم تترجم تلك الغربة التي كانت في أعينهم وهم مبتعدين عن ديارهم قسراً بفعل المحتل التركي ومرتزقته.