سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مهرجان آرين جدائل السلام.. يجسد حقيقة نضال ومقاومة شعوب المنطقة

كوباني/ سلافا أحمد –

تكريماً للمقاومة الفدائية التي جسدتها الشهيدة آرين ميركان، تستمر فعاليات مهرجان آرين جدائل السلام المسرحي في مقاطعة الفرات؛ بتنظيم من هيئة الثقافة والفن في مقاطعة الفرات وبالتعاون مع حركة الثقافة والفن في كوباني، تحت شعار “المسرح هوية الوعي المجتمعي”، بمدينة كوباني، الذي نظم بنسخته الثالثة.
تخليداً للمقاومة الباسلة للمناضلة آرين ميركان وتكريماً لبطولتها، التي نفذت العملية الفدائية بوجه مرتزقة داعش في الخامس من تشرين الأول لعام 2014، وبعد مرور عشرة أعوام على استشهادها، قامت هيئة الثقافة بمقاطعة الفرات بالتعاون مع حركة ميزوبوتاميا للثقافة والفن الديمقراطي بإطلاق فعاليات مهرجان آرين جدائل السلام المسرحي في مدنية كوباني.
ويعد المهرجان “آرين.. جدائل السلام”، خطوة هامة من أجل تطوير وارتقاء المسرح في شمال وشرق سوريا. وكانت النسخة الأولى من المهرجان قد انطلقت عام 2021، في التاريخ ذاته، والنسخة الثانية كانت عام 2022.
ويأتي تنظيم المهرجان بعد أعوام من الجهود، التي بذلتها هيئة الثقافة، لتخطو الثقافة والفن في مقاطعة الفرات هذه الخطوة للدفع بالحراك الثقافي للأمام، وعمدت الهيئة إلى اتخاذ الكثير من الخطوات للارتقاء بالفنون والثقافة رغم الظروف، التي تمر بها المنطقة وبعض العوائق، التي تعترض طريق الهيئة في الفترة الأخيرة.
مهرجان آرين جدائل السلام صورة عن واقع المنطقة 
وما يميز النسخة الثالثة لمهرجان “آرين.. جدائل السلام”، عن نسخته الأولى والثانية، هو مشاركة فرق مستقلة من خارج المراكز الثقافية من مدن إقليم شمال وشرق سوريا ومختلف المناطق السورية.
ويتخلل المهرجان، الذي يقام على خشبة مسرح مركز باقي خدو لثقافة والفن بمدينة كوباني، تقديم فرق مسرحية مختلفة عروضها التي تتمحور حول مأسي الشعب السوري، والويلات التي يعانيها خلال ثلاثة عشر عاماً، من الحرب، والمقاومة التي يبديها بوجه المحتلين والطغاة.
وستستمر فعاليات المهرجان لغاية 12 تشرين الأول الجاري، أي لثمانية أيام متواصلة، يقدم خلالها أحد عشر عرضاً للفرق الفنية المسرحية من مختلف من مناطق شمال وشرق سوريا وحلب. حيث كان من المقرر أن يتم تقديم 14 عرضاً مسرحياً في المهرجان، لكن بسبب عدم سماح سلطات باشور كردستان بعبور فرق من جنوب (باشور) كردستان، وفرق من شرق (روجهلات) كردستان، لم تتمكن تلك الفرق من المشاركة في المهرجان.
ومع بدء فعاليات المهرجان، عرضت فقرة مسرحية فكاهية قصيرة بعنوان “بوزان وجميلة”، وتم عرض أول مسرحية من الفرقة المسرحية القادمة من الرقة تحت عنوان “كوميديا الأيام السبعة”، في يوم الأول من المهرجان، أما في اليوم الثاني قدمت فرقة من مدينة الحسكة مشاركتها تحت عنوان “رأس مملوك الجابر”.
فيما ستستمر فعاليات المهرجان على الشكل التالي: في اليوم الثالث ستعرض فرقة من الحسكة مسرحية تحت عنوان “شمع السراج”، إضافة إلى تقديم فرقة من كوباني مسرحية بعنوان “تبديل”، أما اليوم الرابع سيُقدم فيه عرض لفرقة من حلب بعنوان “زفاف؟!”، و في اليوم الخامس سيقدم فيه عرضان مسرحان لفرقة من كوباني بعنوان “كردستان”، وعرض لفرقة من الحسكة بعنوان “محكمة الضمير”، أما اليوم السادس ستعرض الفرق من كوباني والرقة عرضين تحت عنوان “راقصو القبور”، “سيدة المرسم”، أما في اليوم السابع ستقدم فرقتا عفرين والشهباء عرضا بعنوان “المتراس”، وفرقة من منبج عرضاً بعنوان “الحلم الدامي”، وفي اليوم الثامن والأخير سيتخلل باحتفالية الاختتام للمهرجان.
“الارتقاء والتطوير هدف المهرجان” 
وعلى هامش فعاليات المهرجان؛ أجرت صحيفتنا لقاء خاصاً مع الرئيس المشترك لهيئة الثقافة في مقاطعة الفرات زياد علي، الذي استهل حديثه: “تخليدا للمقاومة والنضال، الذي قامت به المناضلة آرين ميركان، أقمنا سلسة مهرجانات مسرحية في المنطقة، في وقت كان الواقع المسرحي في المنطقة بحاجة لخطوة كهذه، للارتقاء بالمستوى الثقافي والمسرحي في مناطقنا، وبتلك المهرجانات سنسلك طريق التطوير في عملنا الثقافي، وسنرفع مستوى الثقافة في المنطقة، الذي يرقى بواقعنا المسرحي للمستويات العليا”.
موضحاً، بأن المسرح هو مرآة المجتمع التي تعكس حقيقة شعوبه، وأن للمسرح الكردي على مر الأعوام المنصرمة بصمة تاريخية في المنطقة، لذا سعى لمعالجة قضايا مجتمعنا العالقة، فمن خلالها يحاولون أن ينقلوا الواقع للمجتمع، وأن يجدوا له حلولاً مناسبة، لذا سعوا خلال مهرجان آرين دعم فرقهم المسرحية لإيصال رأيهم للرأي العام والمجتمع وتنمية مواهبهم ودعمها.
وأشار إلى أنهم سعوا جاهدين لتشارك فرق مختلفة من أجزاء كردستان الأربعة، لكن حكومة باشور كردستان منعت تلك الفرق المشاركة في المهرجان والعبور إلى شمال وشرق سوريا: “ندين ونستنكر أفعالهم المتواطئة مع العدو، والتي تقف دوماً أمام وحدة الشعب الكردي”.
ولفت علي، إن “المسرحيات التي تعرض في المهرجان، هي عبارة عن صورة عن واقع الحرب والدمار والمقاومة، التي نعيشها في مناطقنا للاستهدافات المتكررة التي تتعرض له بلادنا”.
يذكر أن الشهيدة آرين ميركان من مواليد عفرين المحتلة عام 1992، واسمها الحقيقي “دلارا كنج” وكانت قد التحقت بصفوف حركة التحرر الكردستانية عام 2007، وقامت بعملية فدائية في تلة “مشته نور”، ضد مرتزقة داعش لتغير من خلالها اتجاه الأحداث وتكسر غطرسة داعش، والسير نحو النصر، وذلك في الخامس من تشرين الأول عام 2014م.