تستعد الأسر المهجرة بمخيم مهجري كري سبي لتموين خيامهم بمواد “المؤونة الشتوية” المعتادة من خلال الاستفادة من الخضروات، والفاكهة الموسمية، وهو عمل ضروري؛ لمواجهة “شتاء قاسٍ” وحل للغلاء، وتقنين الحصص الغذائية من المنظمات الداعمة.
ويقطن مخيم مهجري كري سبي/ تل أبيض أكثر من سبعة آلاف مهجر يتوزعون على ما يقارب 1300 خيمة، ويمارسون أعمالاً عدة ضمن المخيم، وخارجه في سبيل تأمين معيشتهم، فقسم منهم يعملون بمهنهم الأساسية، وآخرون يعملون بالمياومة، والبعض يستفيدون من فرص العمل، التي توفرها إدارة المخيم لهم للعمل داخل المخيم.
وشهد العام الحالي منذ بدايته تقنيناً تدريجياً في الحصص الغذائية لقاطني المخيم من المنظمات الداعمة فوصلت نسبة التخفيض إلى ما يقارب 50 بالمائة، فمثلاً كانت تتلقى العائلة المهجرة ثمانية كيلوات سكر، فأصبح حالياً أربعة كيلوات، والعائلة التي يقل عدد أفرادها عن الأربع، تستلم حصة كل شهرين، بعد أن كانت كل شهر.
ويواجه مهجرو المخيم التقنين بالاعتماد على أنفسهم من خلال صناعة المؤونة الشتوية بالاستعانة بتوفر الخضروات الصيفية “محلية الزراعة ” في الأسواق القريبة (باذنجان ـ بندورة ـ فليفة ـ عنب ـ تين…الخ)، وبأسعار تناسب قدراتهم نسبياً.
“توفير المؤونة” عمل صعب وضروري
وبهذا الصدد؛ تقول المهجرة المسنة حليمة محمد: “اعتدنا على صناعة المؤونة الشتوية قبل مرحلة التهجير، وبعده، ولكن كانت الأوضاع في ديارنا أفضل بكثير حيث نقوم بزراعة أرضنا أصناف عدة، كالملوخية، والبندورة، والباذنجان… وغيرها لصناعة المؤونة الشتوية، والآن نحن مهجرون منذ سنوات، وبالرغم من ذلك نعمد على شراء ما تيسر من مواد لصناعة أنواع متعددة، وأصناف تساعدنا خلال الشتاء”.
وأردفت: “فيما يتعلق بأصناف المؤونة التي نعمل على تأمينها حالياً هي الملوخية، والباذنجان، وتجفيف بعض الخضروات كالفليفلة وأنواع متعددة من الخضار، التي تتوفر في أيدينا، أو تلك الفائضة لدينا بعد إعداد الوجبات، وهذا الأمر مهم بالنسبة لنا في وضعنا الحالي توفير أي شيء قد يساعد في فصل الشتاء الذي يتطلب الكثير من المصاريف، وتزداد خلاله أسعار المواد الغذائية أضعافاً مضاعفة”.
واختمت “حليمة محمد” بأن هنالك أصنافاً كثيرة من المؤونة لم نستطع شراءها بالرغم من أنها في موسمها لصناعة المربيات كالتين، والجبن، وزيت الزيتون وهذه المواد تفوق قدرتنا على شرائها.
المطالبة بدعم مشاريع للمؤونة الشتوية
من جانبها؛ أعدت المهجرة “مها الويس” أصنافاً عدة من المؤونة خلال الشهر المنصرم والحالي من ضمنها دبس البندورة، وتعمل حالياً على صناعة دبس الفليفلة… وتشتكي من قلة برامج الدعم من المنظمات وانعدامها بخصوص دعم مشاريع المؤونة الشتوية متسائلةً: “لماذا لا يفتحون مشاريع داعمة لتأمين المؤونة الشتوية بعد أن قننوا الحصص الغذائية…؟!”.
وترى المهجرة مها بأن الأوضاع المعيشية الصعبة لبعض الأسر، وعدم قدرتها على توفير المؤونة الشتوية لأسباب عدة تستنزف أي دخل من الممكن أن يحصلوا عليه في أعمالهم، وطالبت المنظمات الإنسانية العاملة في المخيم والداعمة بتكريس جزء من برامجها لدعم مشاريع المؤونة الشتوية للعوائل المهجرة الفقيرة.
وأنهت المهجرة “مها الويس” حديثها بالتأكيد على أن كل أسرة مهجرة في المخيم يجب عليها أن توفر مؤونتها الشتوية لما لها من نتائج إيجابية، تنعكس على وضع العائلة، وتوفير المال والطعام ضمن الظروف الاستثنائية، والطارئة في مخيم التهجير.