No Result
View All Result
المشاهدات 1
إلهام أحمد –
تتم دعوة النظام لحل الأزمة السورية منذ سبع سنين حتى الآن. لكن؛ هناك قناعات أن الأزمة في سورية ليست بأزمة سوريين ما بين بعضهم البعض، إنما هناك تدخل خارجي عميل يدير هذه الأزمة من خلف الستار وبأيدي محلية. ولو أيقنا أن الأزمة مستوردة من الخارج، وكل ما حدث ويحدث حتى الآن هو عبارة عن نشاط إرهابي، هذا يعني أن عمل النظام مشروع بكل العنف الذي ينفذه هنا وهناك وأن تشريد الملايين من السوريين أيضا هو عمل مشروع وبالتالي لا يحق لأحد دعوة النظام لإيقاف العنف وإحداث تغيير في سياساته الداخلية والتي بدأت بالأخطاء لارتكاب الجرائم بحق السوريين من مواطنيه.
لماذا كل هذا الإصرار من النظام على سياساته القديمة؟!، هل حقيقة أنه لا يزال يشعر بقوته كما في السابق قبل الأحداث، أم أنه رغب بإحداث تغيير. لكن؛ ممانعات دول صديقة له حالت دون حصول ذلك؟ طبعا التحالفات لها تأثير كبير على إقدام النظام بخطوة كهذه، ومع ذلك نقول: إن الاستمرار بالحرب والإصرار على إعادة إنتاج القديم لن يحافظ على هيكلية النظام إلا لفترة محددة، وسيكون مهدداً بالانهيار إن لم يحدث خطوات التغيير بشكل من الأشكال.
خلال الأعوام السابقة وإلى الآن لا تزال عملية التغيير الديمغرافي تحدث على قدم وساق، يتم إخراج المسلحين السنة من مناطقهم وتوطين غرباء بدلاً عنهم، مثلما هي الحال في عفرين، تم تهجير مئات الآلاف من الكرد وتوطين عشرات الآلاف من العرب السنة الذين أخرجوا من أحياء دمشق. جرائم إنسانية ترتكب في عفرين، النظام أيضا مسؤول عما يحدث هناك، إذا كانت الحلول بتغيير أماكن سكن الأهالي، ألا يستطيعون الحصول على الاسلحة مجدداً في أماكن توطينهم؟ إذا كانت عملية خفض التوتر تشكل فرض الاستسلام على المسلحين، فلماذا لا يضمن إبقاءهم في بيوتهم إن لم يكن هناك مخطط آخر يهدف لتقسيم سورية إلى شيعية وسنية.
تركيا هي القوة صاحبة المشروع السني العثماني في المنطقة. لذلك؛ قاموا بتسليم هذا الملف لتركيا، علماً أن عبء هذا الملف على تركيا سيكون ثقيلاً في المراحل المقبلة، تركيا اتفقت مع قيادات الفصائل على الخروج من مناطقهم ولم تتفق مع الأشخاص، هناك حقد دفين وعدم رضى لدى هؤلاء تجاه تركيا وسياساتها في سورية لذلك؛ يمكن للمتضررين من سياسات الدولة التركية والنظام الوقوف في مواجهتهم.
لا ندري إن كانت ستبدأ مرحلة جديدة من المفاوضات أم لا، لكن ما يظهر للعيان أن هناك مصاعب جمة للبدء بمرحلة كهذه، جميع الأطراف غير مهيئة لذلك. الإصرار على الحرب من قبل المتصارعين لا زال يشكل الحل الوحيد لديهم. علماً أن الحرب أنهكت الجميع. لذا؛ من الضروري أن يتخلى النظام عن سياساته الكلاسيكية، وأن ينفتح على الحل الجذري، وأن يبدأ بمرحلة جديدة من الحوار، بخاصة بعد مرحلة القضاء على داعش.
نعم بعدما لعب آستانه دوره في تصفية المسلحين من داخل المدن السورية، يأتي دور جنيف ليأخذ مساره مرة أخرى لينعقد ويطلق مرحلة المفاوضات بمشاركة كل مكونات والكيانات السياسية السورية. باعتبار أن قسد هي القوة المنظمة ومظلتها السياسية مسد تمتلك الحل وبإمكانها تحمل مسؤولياتها الأخلاقية تجاه التاريخ والشعب. طبعا هناك تعقيدات جمة في مسار الحل، وهو ليس بالأمر السهل؛ لأن سبع سنين غيَّرت الكثير في بنية المجتمع وسيكولوجية الأهالي، عدد كبير فقدوا ذويهم، والذين نزحوا إلى مناطق أخرى، والذين تركوا بدون مأوى، عشرات الآلاف من المفقودين والمختطفين ومجهولي المصير، ملفات لا يمكن إغلاقها ولا بعد خمسين عاماً. لذلك؛ البدء بالحل بمبادئ دستورية تضمن حقوق السوريين بجميع قومياته وثقافاته أمر في غاية الأهمية. ومن ثم يمكن التعامل مع القضايا بسلاسة.
التخلص من الخطوط الحمر للدول الإقليمية سيكون من أولى القضايا التي تعطي المصداقية لأي محاولة أو جهود تبذل في سبيل الحل. استرجاع القرار السوري أيضا من أهم القضايا الأساسية التي تعتبر خطوة مفصلية للانتقال إلى مرحلة جديدة من الحوار. حتى الآن لعبت الإدارة الذاتية دوراً هاماً في الحفاظ على استقرار مناطق الشمال السوري، وحافظت على تنوعها الثقافي وأغنت منها من خلال نشاطاتها الثقافية.
No Result
View All Result