No Result
View All Result
المشاهدات 0
تقرير/ معاوية محمد –
روناهي/ الرقة- تقترب الذكرى السنوية لتحرير مدينة الرقة من مرتزقة داعش، لكن ما تركوه من جرائم مازال يحزُّ في قلوب الأهالي، فمنهم من فقد أخاً له وأخر أماً وأيضاً من فقد عضو من أعضاء جسمه، ومثلها الكثير من القصص المؤلمة عاناها أبناء هذه المدينة أثناء حقبة ظلام داعش.
نتطرق في هذه القصة التي حصلت أثناء بطش داعش في مدينة الرقة إذ يروي هذا الشاب الذي بترت يده قصته التي تحمل في طياتها الكثير من الالآم والمتاعب وتشكل كابوساً لا يفارق ناظره، حيث قال أحمد جدوع الجدعان: “اتُهمت بسرقة سيارة والذي قدم الشكوى هو أحد أبناء عمومتي، فقد جاء عدد من عناصر مرتزقة داعش وقاموا باعتقالي ونقلي إلى مقر التحقيق وقاموا بالتحقيق معي بخصوص السيارة المسروقة، حيث لم تثبت علي التهمة وبعدها جاء أحد عناصرهم والذي كان يتحدث اللهجة المحلية، وقال لي إذا لم يثبت عليك شيء من هذه التهمة سألفق عليك تهمة يقام عليك الحد بها، وقلت له أنا لن أعترف بشيء لم أفعله، وقاموا بتحويلي من مركز قرية الحوس إلى مقر الكرامة، ومن ثم إلى الملعب الأسود الذي كان يسمى النقطة 11، وهي من أكبر السجون في مدينة الرقة لداعش وكان هناك الكثير من السجناء منهم أطفال وأيضاً رجال مسنين، وقد قاموا بالتحقيق معي من جديد وبدأوا بضربي وتعذيبي لأنني لم أعترف بشيء لم أفعله، فعلقوني من يدي ورفعوني إلى سقف الغرفة، وكانت هذه الحركة لديهم تسمى التشبيح وبقيت معلق في السقف لمدة 90 يوماً متواصلاً، وكان كلما يمر أحد منهم بجانبي يقوم بضربي وشتمي، وبعدها عندما كاد يداي أن ينقطعا أخرجوني إلى غرفة السجن وبقيت محتجزاً لديهم لمدة ما يقارب الثمانية أشهر، وبمرور هذه المدة أتى قاضيهم والذي كان يدعى (أبو أسامة العنزي)، وهو سعودي الجنسية وكان هذا القاضي يقوم بضربي وإهانتي وحينها كنت أتمنى الموت لكي أتخلص من هذا الذل والعذاب والإهانة”.
وأضاف أحمد بأنه بعد مدة ثمانية أشهر نقلوه إلى المحكمة التي تقع بالقرب من محطة “شكري بوزان” للمحروقات وسط المدينة، وبقي فيها شهرين أيضاً وكان جالساً في غرفة السجن ثم جاء شخص منهم وناداه باسمه الثلاثي (أحمد جدوع الجدعان) هيا أخرج، وتابع الجدعان: “خرجت معه وقام يسألني كم هي المدة التي قضيتها في السجن قلت له 10 شهور، فسألته إلى أين نحن ذاهبون فقال لي ذاهبين لنقيم عليك الحد بقص يدك اليمنى، قلت له لماذا قال لأنك لم تعترف بسرقة السيارة، وأنزلوني عند تقاطع شارع الأماسي وشارع تل أبيض وبعدها أنزلوا طاولة وكرسي، وكان أغلب الحضور من أبناء منطقتي فثبتوا يدي على الطاولة وقاموا بشدها بخيط فوضع الأداة الحادة أي (الساطورة )، وقام بضربها بمطرقة من حديد وبتروا يدي.
بعد بتر يد أحمد تم إطلاق سراحه فذهب إلى منزله وبعد عدة أيام هرب من أراضيهم إلى مدينة عفرين التي كانت تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية، ونوه أحمد بأنها بعد ذلك انضم إلى صفوف المقاتلين قسد وشارك في كافة الحملات القتالية في الشمال السوري باتجاه مدينة الرقة. وأكد أحمد في حديثه قائلاً: “كما إنني ساعدت قوات سوريا الديمقراطية في تقديم الكثير من المعلومات لهم حول المرتزقة ومواقعهم بحكم وجودي هناك، وكانت كل منطقة تتحرر من مرتزقة داعش على يد قوات سوريا الديمقراطية أحس بنشوة النصر بتلك الانتصارات وأنسى وجعي وبتر يدي”.
No Result
View All Result