سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

من رحم الظلم ولدت لتكون مقاتلة تدافع عن شعبها..

حوّلت المقاتلة روجا منبج الألم والمعاناة والظلم إلى قوة وإرادة لمواجهة أي عدوان بحق شعبها وخاصةَ المرأة, مناشدةً جميع الشابات بالانضمام إلى مجلس منبج العسكري للدفاع عن أنفسهن ووطنهن وشعبهن.
عانى أهالي مدينة منبج الويلات من ظلم وعنف مارسه مرتزقة داعش خلال  سيطرته على المدينة, وأصبح المجتمع ضحية عدم وجدانياتهم, فكل عائلة خضعت لسيطرة مرتزقة داعش تختبئ قصة خلف جدرانه والشابة روجا منبج التي تناهز العقد ثاني مع عمرها بدورها عانت الكثير هي وعائلتها من ظلم مرتزقة داعش، لكن بعد عذاب مرير عاشته خلقت من المعاناة التي عاشتها شخصية صلبة لا تهاب من أي شيء.
تحويل حياتهم إلى جحيم لا يُطاق
التقت مراسلة وكالة JIN NEWS”” بالمقاتلة روجا منبج في كتيبة الشهيدة روجبين عرب. وتطرقت روجا خلال حديثها إلى ممارسات وانتهاكات مرتزقة داعش بحق الأهالي في منبج  من ظلم وعنف وتحويل حياتهم إلى جحيم لا يطاق.
وأشارت روجا بالقول: “أقدمت مرتزقة داعش على اعتقال والدي دون أي سبب وتعذيبه بشتى الوسائل, وبعد الإفراج عنه أصيب والدي بأزمة قلبية نتيجة التعذيب الذي مارسه داعش بحقه بطريقة وحشية، وذلك بتوجيه ضربة بأخمص السلاح خلف رأسه والذي أودى بحياته”.
وبعد وفاة والد المقاتلة روجا لم يقف داعش عن انتهاكاته وممارسته الشنيعة بحق عائلتها, وبدأ داعش بالبحث عن روجا لاعتقالها بحجج وذرائع واهية, وقد كانت وقتها شابة مدنية وبعد عجزهم عن اعتقالها, أقدموا على اعتقال شقيقها وظل في سجون مرتزقة داعش لمدة ثمانية أشهر ومورس بحقه أقسى أنواع التعذيب والظلم من قلع الأظافر, صعقه بالأسلاك الكهربائية, تعليقه من يديه, وأثناء الإفراج عنه قاموا بتركه في البراري حتى لا يعلم مكان اعتقاله.
وأفادت روجا بأن أثناء إعلان حملة تحرير مدينة منبج في الأول من حزيران 2016م، غمرها فرحة ومعنويات كبيرة, لأن ما عاناه الأهالي من قبل داعش كان لا أخلاقياً ولاإنسانياً, فقد هُجّر الآلاف من الأهالي وقتل وجرح آخرون على حد تعبيرها.
وأوضحت روجا بأنه مع انطلاق حملة تحرير منبج ازداد العنف وتشديد الضغط على الشعب من قبل مرتزقة داعش, وهجّروا قسراً من منازلهم.
وأُعلن عن انطلاق حملة تحرير مدينة منبج من قبل قوات سوريا الديمقراطية ومجلس منبج العسكري في الأول من حزيران عام 2016م, و استمرت الحملة 72 يوماً بمشاركة من وحدات حماية المرأة و الشعب.
وتحول اسم حملة تحرير مدينة مبنج إلى حملة الشهيد القيادي فيصل أبو ليلى الذي استشهد على مشارف المدينة في الخامس من حزيران , وتحررت المدينة في 12 آب 2016م,  وأعلن عن تحريرها في 15 آب من العام ذاته.
“على جميع الشابات التحرّر”
وأفادت روجا بالقول: “بقينا خارج المدينة ما يقارب عامين إلى ثلاثة أعوام, وبعد عودتنا إلى المدينة قررتُ الانضمام إلى صفوف المقاتلات في مجلس منبج العسكري, ذلك انتقاماً لما مارسه داعش من انتهاكات بحق الأهالي وعائلتي من تعذيب وعنف, إذ لا يزال آثار التعذيب موجودة على جسد شقيقي, بالإضافة إلى التسبب في وفاة والدي, واعتقال عمي الذي سُجِن من قبل داعش قبل ثمانية أعوام ولا يزال مصيره مجهولاً”.
وتابعت روجا بأنها حوّلت الألم والمعاناة إلى قوة وعزيمة وإرادة لتكون قادرة على حماية شعبها والمجتمع من الظلم والدفاع عنهم في وجه العدوان, وتعهدت بالسير على خطى الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الدفاع عن الوطن وحماية المكتسبات حتى الوصول إلى الحرية.
واختتمت روجا حديثها بالقول: “على جميع الشابات التحرر والانضمام إلى صفوف مجلس منبج العسكري لحماية الشعب والمرأة من أي عدوان”.