سوزان علي
أمام موجات العنف الممارسة على المرأة وهيمنة الرجل السلطوي بذهنيته الذكورية التي تفاقمت مع بدء الحرب العالمية الثالثة في الشرق الأوسط، نفضت المرأة عن ذاتها ركام الخنوع والاستسلام، ونهضت من بين الأنقاض المهدمة؛ لتستعيد بريقها الآفل وتشرق مثل شمس الصباح. وما مشروع الحياة الحرة للمرأة، التي استمدته من فلسفة القائد عبد الله أوجلان سوى ثمرة نضالها أمام ذهنية الرجل السلطوي ونظام الدول القومية، حيث اتخذت خط المقاومة وحق الدفاع المشروع نهجاً لها؛ فتسلحت بالحماية الفكرية أولاً ومن ثم التنظيم والبدء بالحماية الجسدية في بناء جيش مستقل لها تديره وتتولى قيادته، وتشعر بكينونتها وقوتها في كونها امرأة أولاً وحامية لذاتها وللآخرين ثانياً، ونلمس ذلك لدى المرأة المقاتلة في وحدات المرأة الحرة ـ ستار YJA – STARالتي تناهض اليوم عنف دولة الاحتلال التركي وهمجيتها على الشعب الكردستاني، وعلى قوات الكريلا وممارساتها اللاأخلاقية في استهداف طبيعة كردستان أولاً بحرق أشجارها وقطع المياه عن ساكنيها وقطع الأشجار لتغدو صحراء قاحلة، إلى جانب استخدامها الأسلحة المحرمة دولياً ضد قوات الكريلا مخترقة بذلك المواثيق الدولية والقيم الأخلاقية.
وما نضال وجهود وحدات حماية المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا سوى تحدّ وكسر للذهنية الأبوية السائدة، والتي قيدت المجتمعات ردهاً من الزمن، فقامت بعمليات عدة ضد سلطة الرجل المهيمن المتمثل بداعش ودولة الاحتلال التركي، إلى جانب ذهنية الرجل في العائلة والمجتمع، فالمرأة التي لامست أناملها الزناد كانت تحمل في داخلها قصة طموح وتحد ونبذ للمعتقدات البالية، فاتخذت من الحماية نهجاً لها ودافعت حتى نبتت من بين صخور الألم والتحدي شجرة الحياة الحرة وأزهرت مقاومتها بالانتصار.
النظام الذي اتخذته نساء إقليم شمال وشرق سوريا ونساء شنكال ومخمور درعاً لها، ترك بصماته على سائر نساء الشرق الأوسط والعالم، اللواتي ذفن معنى فلسفة “المرأة.. الحياة.. الحرية JIN.. JIYAN..AZADî” في خلاصهن من الظلم الممارس بحقهن سواءً في العائلة أو المجتمع أو حتى من النظام الدولتي الاستبدادي كما لدى النظام الإيراني الذي لا يزال يمارس القمع بحق الناشطات السياسيات والإعلاميات ممن يتركن أثراً لدى المحيط ويسعين إلى التغيير وتوعية المجتمع؛ خشية من امتداد انتفاضة المرأة وتوسعها ورغبة في إخماد هذه الانتفاضة التي تتوسع يوماً إثر آخر.