في شمال وشرق سوريا عقد الحوار السوري ـ السوري الذي شارك فيه السوريون من أجل إيجاد سبل لحل الأزمة السورية، وبالتزامن مع هذا الحوار أجمعت الدول التي تتصارع من أجل مصالحها وتقسم سوريا، في آستانة.
منذ مدة طويلة وروسيا وإيران وتركيا تسير سياسات قذرة في سوريا، وخلال اجتماع آستانة، ناقشت هذه الدول، موضوع القوى الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، وفي خضم هذه التطورات، أدلت وزارة الدفاع الروسية، ببيان، ادّعت فيه بأن مرتزقة داعش من أجل استخدام الأسلحة الكيماوية ضد قسد؛ أتت بـ 11 شخص من المختصين بهذه الأسلحة من خارج سوريا، وهم يقومون بإعداد هذه الأسلحة.
وبحسب بيان وزارة الدفاع الروسية، التي سلط الإعلام الروسي الضوء عليها بشكل كبير، فإن المكان الذي يتم إعداد الأسلحة الكيماوية فيه، هو ضمن قرية تقع في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، وكان يستخدم في السابق كمشفى، ولكن الملفت هو أن روسيا التي حصلت على كل هذه المعلومات لم تقم بأي حركة ضد مرتزقة داعش.
خلال السبع سنوات الأخيرة، من الأزمة السورية، تم استخدام الأسلحة الكيماوية عدة مرات، أو تم القول بأنها استخدمت، ففي سوريا استخدم النظام السوري بضوء أخضر من روسيا الأسلحة الكيماوية عدة مرات ضد مجموعات المرتزقة، كما أن مجموعات المرتزقة التابعة للاحتلال التركي أيضاً استخدمت الأسلحة الكيماوية ضد وحدات حماية الشعب في حي الشيخ مقصود بحلب عام 2016، وبعد أن صعّد النظام السوري وروسيا من هجماتهم على إدلب، مرة أخرى بات استخدام الأسلحة الكيماوية محور النقاش، وقد حذرت دول الغرب النظام السوري ورسيا بأنه يجب عدم استخدام الأسلحة الكيماوية، ولكن روسيا ادّعت بأن المرتزقة المتواجدون في إدلب يُعدّون الأسلحة الكيماوية لاستخدامها في هجماتهم على المناطق الخاضعة للنظام السوري، ولكن خلال اتفاق سوتشي الذي أُبرم بين روسيا وتركيا، تم تهميش هذا الموضوع، ولم يتم التطرق إليه.
وبعد مرور شهرين من اتفاق سوتشي، تم الادعاء بأن جماعات المرتزقة التي تتمركز في غرب حلب، شنوا هجوماً بالأسلحة الكيماوية على مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام السوري، أي أنه يمكن القول بأن ما قالته روسيا قد حدث، المراقبون المختصون في سوريا يقولون بأن مثل هذا الادعاء قبيل عقد اجتماع آستانة ليس بالأمر العادي، ويقال بأن المستفيد من هذا الأمر هو من يقف وراء هذا الهجوم.
لا يمكن المعرفة بشكل واضح ما دار من نقاشات ومخططات خلال اجتماع آستانة الذي ضم الدول التي تسير سياسات قذرة في سوريا، ولكن في مثل هذا الوقت تصريح وزارة الدفاع الروسية، بأن مرتزقة داعش تستعد لشن هجوم بأسلحة كيماوية ضد قوات سوريا الديمقراطية هو ما يلفت الانتباه.
المعلومات التي نشرتها روسيا، عن عدد من عناصر المرتزقة المتخصصين، اسم القرية، ومكان إعداد الأسلحة، والتي كانت تُستخدم كمشفى، تخلق معها الكثير من الأسئلة.
السؤال الأول: هل تم اتخاذ قرار هجوم داعش على قوات سوريا الديمقراطية بالأسلحة الكيماوية بمساعدة روسيا، تم اتخاذه ضمن اجتماع آستانة؟. وإذا كان بحوزة مرتزقة داعش أسلحة كيماوية، لماذا لم تستخدمها حتى الآن؟. وإذا كان صحيحاً، بأن هناك أسلحة كيماوية بيد مرتزقة داعش، لماذا لم تتحرك روسيا إلى الآن بالرغم من وجود هذا الكم من المعلومات لديها؟.
نستطيع طرح عدد أكبر من الأسئلة في هذا السياق، ولكن المهم ان نعلم، بأنه في حال استخدام أسلحة كيماوية في دير الزور، فإنه بالتأكيد سيكون هناك لعدد من دول العالم ودول المنطقة يد في ذلك، وأن هذه الدول تدعم هذه المجموعات الإرهابية.