No Result
View All Result
المشاهدات 3
الشاعر: مصطفى سينو –
حبا الله مدينة سري كانيه الكثير الكثير من الأسباب لتُعشق، فالمياه في ينابيعها الدفّاقة والجداول تنساب رقراقة، وليس على الشاعر إلا أن يبثُّ أحباءَه لوعة الحبّ وأشواقه، والشاعر الشاب مصطفى سينو من مواليد سري كانية -رأس العين- /1980م/ طالب في كلية الآداب جامعة حلب قسم اللغة العربيّة، متوقف عن الدراسة بسبب الأزمة القائمة في البلاد، عضو في اتحاد المثقفين في الجزيرة، يكتب الشعر منذ نعومة أظفاره، قليل الظهور، جميل المفردات، جزل في صوره المعبرة، ناقدٌ للمواقف التي يرى فيها انزياحاً عن الصواب، يميل إلى القصيدة الكلاسيكيّة وكتابتها إلى جانب قصيدة التفعيلة. له مخطوطة ديوان سيصدر قريباً.
(غياب بين الحب والحرب)
وتساءلت بعد الغيابِ حبيبتي
قالت: وكنتُ أظنّها نسيتْ
بقايا الذكرياتْ
فضلاً تكلّم أينَ أنتْ؟
فأجبتها شعراً وقلتْ:
لا تخافي
تحتَ قصفِ الطائراتْ
في بلادٍ أدمنتْ وأد الصغارْ
منْ ذكورٍ وإناثْ.
في بلادٍ
كلُّ ما فيها عجبْ
كانَ فيها مِنْ بقايا الحبِ شيءٌ
مِنْ بقايا الخيرِ شيءٌ وانسحبْ
وانتهتْ فيها الحياةْ
……..
لا تخافي
لم أزلْ حياً على قيدِ الوطنْ
لم تغيّبني عذاباتُ الحروبْ
أو متاهاتُ الفتنْ
لم أزلْ ذاكَ الذي في الحبِ وحدهُ تعرفين
عاشقٌ عنْ دربِ حبكِ لا يباعدهُ الزمنْ
غائبٌ لكنْ بقلبي كلُّ لحظاتِ الحنينْ
كأنما أنتِ الوطنْ
أتذكرينْ؟
حينَ أخبرتكِ يوماً أنكِ صرتي الوطنْ
لا تخافي
واطمئني
إننا قومٌ تعودنا سياطَ الظالمينْ
لو كشفتِ الظهرَ منا
سوفَ تلقينَ الذي لا تعرفينْ
كلُّ خيباتِ العروبةِ في دمانا
نومَ حكام العروبة ملءَ أعينهم وفينا
كلَ يوم ألفُ شاتيلا وقانا
أيها التجارُ في دمنا كفانا
أيها الحمقى كفانا
غادرونا
لا تخافي
واعذريني
إنّها الحربُ التي لا شيءَ فيها
غيرَ أصواتِ القذائفِ والقنابلْ
إنهُ الموتُ الكثيرُ بلا مقابلْ
في كُلِ شبرٍ مِنْ ثرى أرضي ضحية
لم نعد نسمعُ فيروز في الصباح
أدمنَ العشاقُ صوتَ البندقيةْ
ماتتِ الأحلامُ منّا
بينَ أنقاضِ الشظيةِ والشظيةْ
قتّلٌوا فينا البراءة
يتّموا فينا الطفولة
سلّمونا لقمة للطائفيةْ
لا تخافي
وسامحيني
ربما ضيّعتُ أحلاماً جميلة
كنتِ يوماً تحلمينْ
ربما خيّبتُ ظنكِ في هواي
وما وصلتكِ مثلَ باقي العاشقينْ
فاعذريني وسامحيني
آهٍ لو كنتِ بحاليَ تعلمينْ
إنهُ الجرحُ الذي لا جُرحَ بعده
وطنٌ يمزّقُ بينَ أنيابِ العروبةِ
وابتسام الحاقدينْ
بينَ أنّاتِ الثكالى
والطغاة الساذجينْ
بينَ أنْ نبقى نغنّي
أو نموتَ مكبّلينْ
وبينَ هذا وبينَ ذاك
يتّمونا
قتّلونا
شرّدونا
في المنافي أسكنونا
دنّسوا في الشام عطرَ الياسمينْ
لا تخافي
واذكريني
No Result
View All Result