أكد الخبير والباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب أن الهدف الأساسي من وراء نقل النظام التركي للمرتزقة والإرهابيين إلى ليبيا هو إعادة إحياء الدولة المزعومة لمرتزقة داعش هناك، بدلاً من تلك التي سقطت في سوريا والعراق، وهناك الكثير من الذين أُرسلوا إلى ليبيا كانوا منتمين لداعش أو جبهة النصرة.
تركيا الداعم والممول لمرتزقة داعش
جاء ذلك في تصريح لوكالات الأنباء حيث قال: “إن جزءاً من أهداف أردوغان بنقل المتطرفين إلى ليبيا كان لدعم حكومة الوفاق (التي وصفها بحكومة الشقاق) لكن الهدف الرئيسي هو إقامة دولة بديلة لدولة داعش التي أعلن عن سقوطها في 22 آذار من عام 2019 في سوريا والعراق. منذ الإعلان عن ظهور مرتزقة داعش في 29 حزيران عام 2014، كانوا يتلقون الدعم والرعاية من تركيا ورئيسها أردوغان إلى أن أُعلن عن سقوطها في 22 آذار من عام 2019 على يد قوات سوريا الديمقراطية والقوات العراقية، بمساندة التحالف الدولي، وعندما سقطت هذه الدولة بدأ أردوغان يبحث عن إنشاء مملكة بديلة لداعش”.
وأشار أديب بقوله: “أردوغان اختار ليبيا وبعناية تامة لأسباب ترتبط بكونها منطقة صراع الآن، واستغل وجود ما يسمى بحكومة الوفاق الإخوانية المتحالفة مع الحركات الميليشياوية والتنظيمات المتطرفة في الداخل الليبي. استقطب أردوغان عدداً ضخماً من المجموعات المتطرفة وأرسلها إلى الداخل الليبي، سواء من سوريا أو حتى من تونس، الذين ينتمون إلى تنظيمات متطرفة مثل أنصار حراس الدين، وليبيا هي مفتاح أفريقيا، واستغل أردوغان الوضع غير المستقر في ليبيا للوصول إلى عشرات المجموعات الإرهابية الأخرى المنتشرين في العواصم الأفريقية.”
ليبيا بديلاً عن سوريا والعراق
وحول وجود شخصيات متطرفة مثل زياد بلعم المقرب من القاعدة وغيره في تركيا تحدث أديب فقال: “أردوغان لم يستقطب مرتزقة داعش والقاعدة فقط، بل استقطب عشرات المجاميع الراديكالية المتطرفة المختلفة أيديولوجياً وتنظيمياً، وقام بإعدادها ودعمها فكرياً وعسكرياً لتقاتل جنباً الى جنب في ليبيا، وأردوغان اختار هؤلاء المرتزقة وأعد لها إعداداً كبيراً، ليتلافى عوامل سقوط وانهيار داعش في سوريا والعراق، والتي كانت على خلاف مع المجموعات المرتزقة الأخرى”.
وبخصوص إذا ما كانت تركيا تسعى إلى تحويل ليبيا لساحة ظهور مجموعات أكثر تطرفاً وتجانساً، أكد أديب بقوله: “بكل تأكيد فإن تركيا تسعى لذلك وبذلت جهوداً كبيرة لتحقيقه، وهناك بكل تأكيد أسباباً دفعت تركيا لذلك، ومنها على سبيل المثال إقامة مشروع للإسلام السياسي في المنطقة، ويسعون لإقامة دولة بديلة عن دولة داعش لتحقيق ما تصبو إليه في السيطرة على المنطقة وخيراتها الكثيرة”.
واختتم الخبير والباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب حديثه بالقول: “تركيا اختارت ليبيا لإقامة إمارة إسلامية فيها تكون هي من تديرها، بعد سقوط المشروع الإسلام السياسي في مصر والسودان، وتعرض ذات المشروع للخطر في تونس، وأيضاً السقوط المريع لربيبتها “داعش” في كل من العراق وسوريا.
وأكدت عدة تقارير حقوقية أن تركيا نقلت أكثر من عشرة آلاف مرتزق من المتطرفين من سوريا إلى ليبيا، خاصة بعد تعاظم الضغط الروسي عليها بضرورة إخراجهم من مناطق إدلب السورية، ومن بين هؤلاء 2500 متطرف من حملة الجنسية التونسية وغيرهم من الأجانب، والذين كانوا معظمهم ينتمون إلى مرتزقة داعش الإرهابي”.