سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

منظمات دولية تحمل تركيا مسؤولية “حياة” مواطن أختطف بتهمة “الردة”

حملت منظمة التضامن المسيحي العالمي (CSW) واللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية (USCIRF)، سلطات الاحتلال التركي في مدينة عفرين، مسؤولية الحفاظ على حياة المواطن الكردي المسيحي رضوان محمد من أهالي قرية “جقماقة مازين”، بريف بلدة راجوا في ريف حلب الشمالي، بعد اختطافه من قبل “فصيل “فيلق الشام” الموالي لتركيا بتهمة “الردة”.
“الردة” تهمة داعش ضد غير المسلمين
وجاء اعتقال المواطن على خلفية اتهامه بـ ”الردة”، بعد وفاة زوجته أواخر الشهر المنصرم، كون زوجته كانت قد اعتنقت الديانة المسيحية في وقت سابق، حيث منع المرتزقة ذوي المواطنة آن ذاك من دفنها وفق أعراف وتقاليد أهل المنطقة، مما أثار غضب زوجها، ليتم اعتقاله عقب وفاة زوجته واتهامه باعتناق الديانة المسيحية، وسط ظروف مجهولة تلاحق مصير المواطن. وهذه التهمة اشتهرت به مرتزقة داعش، مما يُثير العديد من إشارات الاستفهام حول وجود الفكر الإسلامي المتشدد بين الفصائل المرتزقة لتركيا.
وفي هذا الصدد، أعربت اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية (USCIRF) عن قلقها على سلامة رضوان أيضًا، ودعت إلى إطلاق سراحه.
وقالت مفوضة اللجنة نادين ماينزا في تغريدة على تويتر “دليل إضافي على أن ظروف الحرية الدينية تغيرت بشكل جذري في المناطق التي احتلتها تركيا، مقارنة بما كانت عليه في ظل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”.
كما نقلت منظمة التضامن المسيحي العالمي (CSW)، عن نهاد حسن، وهو راعي كنيسة كردية في بيروت، قوله إن الرجل المذكور محتجز على الأرجح في مقر فيلق الشام في عفرين، ويواجه خطر الإعدام.
وتصادم رضوان محمد، وهو مدرس لغة إنجليزية ومدير مدرسة في قرية جقماقة، مع فصيل فيلق الشام مرتين، الأولى عندما لم يتم دفن زوجته الراحلة، والتي تحوّلت عن الإسلام وفقًا للتقاليد المسيحية المحلية، والمرة الثانية عندما طالب فيلق الشام بإخلاء مبنى مدرسته لاستخدامها لأغراض التدريب الإسلامي.
وقال رضوان للمتمردين “سوف أسلمكم المبنى في حالة واحدة فقط: إذا نزل السيد المسيح إلى الأرض مرة أخرى”.
“فيلق الشام” يضم مقاتلين من داعش
وكانت عفرين تضم حوالي 300 عائلة مسيحية وعشرات العوائل الارمنية أضطر غالبيتهم العظمى للنزوح القسري بعد احتلال الجيش التركي وفصائلها المرتزقة لعفرين في 18 أذ1ار 2018، بعد معارك دامت 58 يوماً.
وقال حسن “نحن قلقون للغاية على حياة رضوان”، مؤكداً أنّ “هذه الجماعات الإسلامية وأسيادها الأتراك يسيرون على خطى (تنظيم الدولة الإسلامية). وفي الواقع، العديد من مقاتليهم أعضاء سابقون في داعش والقاعدة”.
ومنذ احتلال تركيا لعفرين، باتت عمليات الخطف والفدية والنهب تعتبر من الأمور الشائعة في عفرين، فيما اعتُقل الكثيرون بتهم لا اساس لها بهدف الفدية والحصول على المال.
وقال ميرفين توماس الرئيس التنفيذي لمنظمة التضامن المسيحي العالمي “نحن قلقون للغاية بشأن وضع السيد رضوان ونحث خاطفيه على إطلاق سراحه على الفور ودون شروط”. كما نحث السلطات التركية على التدخل “.
وأكد توماس أنّ على تركيا كبح جماح الجماعات الإسلامية الخاضعة لسيطرتها، و”إنهاء جميع أشكال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان على الفور في المناطق التي يسيطرون عليها”. ودعت منظمة التضامن المسيحي العالمي إلى وضع حدّ لاضطهاد غير المسلمين في المنطقة.
ويجدر بالذكر ان غالبية الفصائل المرتزقة لتركيا والتي شاركت في احتلال عفرين، ذات خلفيات إسلامية متشددة ولا تنفصل من حيث العقيدة عن تنظيم القاعدة وداعش، وبالرغم من محاولة تركيا إضفاء الطابع المؤسساتي عليها إلا أنها ما تزال محافظة على إيدولوجيتها الموروثة من القاعدة وثقافة النهب والقتل.
وكالات