سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

منبج… نقلة نوعية في واقع المرأة نحو الاستقلال الاقتصادي

حققت النساء في مدينة منبج بشمال وشرق سوريا استقلالهن الاقتصادي من خلال العمل في المعامل. شكلت النهضة الصناعية في مدينة منبج نقلة نوعية في واقع المرأة من خلال توفير فرص عمل لها، للاعتماد على ذاتها، وتحقيق استقلالها الاقتصادي.
تعرف مدينة منبج في شمال وشرق سوريا، أنها منطقة زراعية، ولكن مؤخراً، ونظراً لتوافد عدد كبير من السوريين في سنوات الأزمة إلى مدينة منبج؛ لما تشهده من أمن واستقرار، شهدت نهضة صناعية في خطوط الإنتاج، والذي واكب معه توفير فرص عمل للنساء اللواتي، كان هدفهن الاستقلال الاقتصادي لممارسة دورهنّ المهني في المجتمعات، وهذا ما أكدته الرئيسة المشتركة لغرفة الصناعة في منبج “سهام الحميدي“.

عمل المرأة في المعمل مصدر دخل لعائلتها
في إحدى معامل مدنية منبج بشمال وشرق سوريا، بينت العاملة “عواش اليوسف” لوكالة أنباء المرأة، وهي في العقد الخامس من عمرها، وهي أم لخمسة أطفال: “أعمل في معمل تدوير أكياس النايلون منذ ما يقارب ستة أعوام، لإعالة أسرتي، وتوفير مصدر دخل لها”.
وعن ساعات العمل أوضحت: “تعمل النساء 11 ساعة يومياً، إذ يبدأ العمل من الساعة السابعة صباحاً، حتى السادسة مساءً، نعمل من خلالها على نقل الأكياس وفرزها، وهذا العمل ليس شاقاً، ولا يتطلب جهدًا عضليًا”.
وتعمل “خشفة الحسين” (42) عاماً في معمل البسكويت منذ خمسة أشهر: “لا يوجد مشقة في العمل، ولكن العمل لساعات متواصلة متعب أحياناً، ولكن هذا لا يؤثر على إنجاز العمل، والعاملون في المعمل هم من النساء”.

ارتفاع سعر الدولار يؤثر على أجور العاملات 
المشرفة على العاملات في المعمل “خود سليمان” (45) عاماً، أم لثلاثة أبناء، وثلاث بنات، وفقدت زوجها منذ عشر سنوات لأسباب صحية، وهي الآن تحمل على عاتقها توفير الدخل لعائلاتها، ومصروف دراسة أبنائها، وتعمل منذ ثلاثة أعوام في المعمل: “أعمل مشرفة على العاملات في المعمل لتنظيم عملهن، وتقسيم المهام، وتوجيههن، فالبعض يقمنَ بغسيل المواد، والبعض منهن للفرز، والبعض الأخريات يعملن في النقل”.
وأوضحت: “فيما يتعلق بالأجر، الذي تتلقاه النساء، هو ليس بالقدر المطلوب، فارتفاع الدولار له دور في انخفاض قيمة الليرة السورية، وهذا الأمر يؤثر على أجور العاملات في المعمل”.
وعن وضع العاملات في المعمل بيّنت: “العاملات في المعمل، هن من يوفرن قوتهن اليومي؛ لأن غالبيتهن تقع عليهن متطلبات الأسرة المعيشية، فمنهن منفصلات عن أزواجهن، والبعض منهن أرامل، والمرأة دائماً تطمح للاستقلال الاقتصادي، كي لا تحتاج لأحد، وتعدّ فرص العمل هذه ملجأ للنساء لتحقيق استقلالهن الاقتصادي”.
وعن ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا قالت خود: “المرأة لا تحتاج لثورة حتى تصبح قوية، فهي دائماً قوية، ولكن هذه الثورة، التي قادتها المرأة، أصبحت حافزاً للنساء ليناضلن، ويستمرِرْنَ في كافة محافل الحياة، وأظهرت للعالم أجمع، أن المرأة صاحبة إرادة وقوة، وبدورنا نحن النساء نستمد القوة، والمعنويات من هذه الثورة، التي تمثلنا”.
وقالت الرئيسة المشتركة لغرفة الصناعة سهام الحميدي: “مدينة منبج تُعرف، أنها مدينة زراعية، ولكن بعد تحرير مدينة منبج من مرتزقة داعش، أصبحت ملاذاً آمناً للكثير من السوريين، الذين توافدوا من خارج المدن السورية، التي كانت تشهد معارك وحروباً، وغالبيتهم كانوا أصحاب مشاريع صناعية، وهذا ما شكل نهضة صناعية في مدينة منبج ابتداءً من مصانع الحديد، حتى معامل الإنتاج الغذائي، مروراً بالمنشآت الصغيرة، والحرف، والتي أصبحت فرصة عمل للنساء”.

النهضة الصناعية ساهمت في توفير فرص عمل للنساء
وعن نوعية المعامل، التي تعمل فيها النساء أشارت: “بقدر الإمكان لن نسمح للمعامل من تشغيل النساء بالأعمال الشاقة، والتي تتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً، فغالبية المعامل، التي تعمل فيها النساء تتطلب الدقة دون مجهود عضلي، كمعامل المنتجات الغذائية، وتدوير النفايات وأكياس النايلون، والكثير من المعامل في مدينة منبج قائمة على عمل النساء، ويشكلن الحجر الأساس فيها”.
ولفتت إلى: “المرأة سابقاً كانت تعمل بالفلاحة أكثر من أي شيء آخر، لتوفير دخل لعائلتها، ولكن مؤخراً من خلال التطور الصناعي، الذي شهدته مدينة منبج، تمكنت الكثير من النساء من توسيع نطاق عملهن داخل المعامل، والمنشآت الصناعية”.
وأكدت على: “أن المرأة دائماً تبحث عن الاستقلال الاقتصادي لإعالة أسرتها، والاعتماد على ذاتها، لذا كانت فرص العمل هذه متنفساً لما تطمح إليه في المجال الاقتصادي ليس لنساء منبج فحسب، بل للوافدات أيضاً”.
وأوضحت في ختام حديثها أن: “التطور الصناعي ودعمه يواكبه توفر فرص عمل للنساء، والكثير من المعامل تحتاج دقة وانتباهاً، وهذا ما تتقنهما المرأة بشكل كبير”.
وكالة أنباء المرأة