كم هي جميلة مدينتي، أرض التاريخ والأدب، أرض البطولة والفداء، أرض المحبة والإخاء، أرض الخضرة والجمال، خصبة بتربتها جزيلة بعطائها، بكرم أهلها، وعطاء شعبها، شامخة النِظرة عزيزة النفس، متطلعة للعيش الكريم فقط.
منبج عريقة الماضي، رائعة الحاضر، في كلّ خطوة ترى عظمة التاريخ وقدسيّة المنظر، أينما أمعنت النظر ترى الحاضر يعانق التاريخ إنَّها مدينة منبج، الطيبة بأهلها، الأصلية بمحبتها، الشامخة بعزّتها، ترى بيوتها ترنو إليك بعين ملؤها المحبة والأخوة.
ترى آثارها شامخة صامدة عبر العصور، لتدلَّ على مكانتها في سالف الزمان ففيها الأوابد التاريخية الشاهدة على عظمتها، فيها الكنائس والمدافن التي ترجع لعهود موغلة في القدم، وسورها الذي يلتف حولها ليحميها من طمع الغزاة والمحتلين، كسوار يحيط بزند حسناء،
ومن حولك في الوقت ذاته النهضة العمرانية الحديثة، من مبانٍ ضخمة وشوارع واسعة ومرافق خدميّة متطوّرة ومشافٍ حديثة كلها لخدمة أبنائها.
إنَّها مدينتنا؛ إنَّهم أخوة تربطهم أواصر المحبة والإخاء، تعايشوا على مر الأزمان كجسد واحد وما زالوا أحبة كرماء يجمعهم حب الوطن، ويوحدهم المصير المشترك والعيش بكرامة مرفوعي الرأس، فترى أنَّها تضم تآلفا من الشعوب، لا تفرِّق بين أحدٍ ولا تفضّل أحداً على الآخر، إنّها مدينة التعايش السلميّ وكانت مثالاً للمحبة وستبقى كما عرفناها أرض محبة، ونبع عطاء.
لقد اشتهرت بخضرتها ووفرة مياهها وتربتها الخصبة التي تعودت أن تعطي بلا حدود، ولا تطلب إلا القليل من العناية، أشجارها خضراء فارعة تنظر إلى من حولها بعين حنونة، لكي تعطيهم عطاءً غير محدود، لأنها نبتت في أرض ذات خصوبة عالية، محاصيلها وفيرة تكفي أهلها وتزيد، مذاقها حلو طيب كطيبة سكانها.
وهي اليوم ستبقى كما عهدناها شامخة مستعدة للدفاع عن نفسها ضد أي عدوان، ويدها ممدودة إلى أبناء الوطن كافة للوقوف معاً ودرء الأخطار ولتحيا حياة حرة أبية.
أما أدباؤها فهم كثر كما خيراتها وجمالها وأوابدها، ولا يمكن الحديث عنهم جمعياً، تركوا بصماتهم في الشعر والأدب ولا يستطيع أحد أن ينكر عليهم ذلك فمنهم البحتري وأبو فراس الحمداني وأبو ريشة ومنهم محمد منلا غزيل وأحمد يوسف الذي قال فيها :
ذي أرضُ منبجَ أرضُ الشعرِ والأدبِ أرضُ المعارفِ والأقلامِ والكتبِ
هذه مدينتي كما عرفتها أنا، وهكذا أراها بعيني وقلبي، حيث عشت طفولتي وترعرعت في حضنها، لقد عشقتها وأحببتها، لأنها الحضن الدافئ لأبنائها، كانت وستبقى جميلة وستبقى أرضها معطاء. أما شعبُها فرمزٌ للتعايش الأخوي والرقي الثقافي والمعرفي.