No Result
View All Result
المشاهدات 2
تقرير/ ميديا غانم –
روناهي/ قامشلو – يعشق الكثيرون تغيير مهنهم وأماكن عملهم بشكلٍ دوري وعلى الدوام، وفي بعض الأحيان نضطر لترك عمل معين تحت تأثير الكثير من العوامل والظروف، ولكن الجميل في الأمر هو التمسك بمهنة عمل ما طيلة عقود من الزمن والاستمرار بالعمل فيه بالوتيرة نفسها التي بدأها، الحج يونس سليمان الذي شبَّ وشاب على هذا العمل وفي المطعم نفسه (ملك الصندويش).
تقديم وجبات ومأكولات شعبية مميزة
الحاج يونس سليمان استلم المطعم من صاحبه من أبناء الشعب الأرمني (آرام ديشيشيان)، منذ نصف قرن، وعمر المطعم 65 عاماً، حقاً أمر جميل عشرات السنين على نفس الوتيرة مع أخوته وأولاده، والعطاء مستمر لهذه العائلة بتقديم وجبات ومأكولات شعبية من نوع آخر فهو المطعم الوحيد الذي يقدم مثل هذه الأنواع المميزة بالمدينة إن لم يكن في روج آفا كله.
اشتهر المطعم قبل 65 عاماً باسم “ملك الصندويش”، وجاءت التسمية من صاحبه الأرمني ذاك الوقت، والذي لم يكن له أبناء، والحاج يونس سليمان كان صغيراً في السن حين تعلم لديه المهنة من ثم استلم عنه المحل، واستمر في البرنامج والمأكولات والوجبات نفسها وإلى الآن ومنذ نصف قرن يعمل هنا في هذا المطعم، نعم من شبَّ على شيء شاب عليه، وبهمة شاب يعمل إلى الآن؛ يأتي في الصباح الباكر ويفتح المطعم ويجهز الخبز للصندويش، وشوربة العدس، ومن بعدها يكمل المسير نحو السوق لجلب ما يلزم من سوق الخضار واللحوم، الحاج يونس لا يكل ولا يمل من عمله الذي أمضى عقوداً يعمل فيه.
وبهذا الصدد؛ حدثنا الحاج يونس سليمان قائلاً: “نتميز بتقديم الوجبات الخاصة والتي لا يقدمها أحد في هذه المنطقة، وهي مأكولات شعبية وبنكهة خاصة نصنعها على أيدينا، ومنها مرتديلا بلدية ومنها نوع بأقراص النعناع وتختلف بمكوناتها، حيث يضاف إليها النعناع وكعك مطحون ويتم قليها”، وأكمل: “الأكلات التي بات البيوت تبعدها عن سفرتها وموائدها لصعوبة طبخها، نقوم نحن بتجهيزها هنا مثل النخاع (المخ)، وفي المحل معروف للزبائن (بالزوز)، ولسانات الغنم والعجل، وأيضاً الطحيلات، ولحم رأس العجل والذي يتم تجهيزه كصندويش وهذا النوع عليه إقبال ملفت أكثر من باقي ما يتم تقديمه في مطعمنا، ومع هذه الأكلة يتم تقديم شوربة العدس التي اشتهرنا بها، ويتردد الكثيرين لتناولها بسبب اختلاف طعمها ونكهتها”.
معوقات العمل في المطعم
وأشار إلى أنَّ بعض الأكلات توقف تقديمها وبيعها منذ 25 عاماً، بسبب صعوبة تحضيرها مثل (المصارين والكوارع)، وعن معوقات العمل قال سليمان: “إن رداءة الخبز من الأفران الاعتيادية مشكلتنا الرئيسة، لذلك اعتمد في تجهيز الصندويش على الخبز النصف آلي في الوقت الحالي، بالإضافة إلى التعب في عملنا الطحالات بحيث تحتاج لعملية تنظيف شاقة ومن ثم نقطعها، ويتم حشوها بالقدونس والبهار والثوم ومواد أخرى ويسكب فوقها الزيت ومن ثم نرسلها للفرن، ونعمل في اليوم الواحد حوالي 50 قطعة منها”.
المحل ذاع صيته في الداخل السوري
مثلما المطعم له وجبات مختلفة ومميزة له زبائنه أيضاً، والكثيرون منهم يأتون من مختلف مدن إقليم الجزيرة من الحسكة وديرك وعامودا، حتى وصل صداه إلى حلب فيقصده زبائن من هذه المدينة أيضاً، وتبقى الأكلات الشعبية مطلباً دائماً للكثير من والبيوت وهي تعبِّر عن ثقافة مجتمع وشعبه، والأجمل الحفاظ على هذا الإرث.
No Result
View All Result