افتتح اتحاد المثقفين لمقاطعة عفرين في 22 أيلول المنصرم مكتبة باسم “مكتبة سردم- العصر” كونها تتواجد في مخيم سردم ، افتتاح المكتبة لم يكن بالأمر السهل فقد استغرق زمن تحضيرها وجمع الكتب من المنازل المدمرة ومن تحت الأنقاض والدمار ثلاثة أشهر في رحلة شملت كافة القرى المحررة في مقاطعة الشهباء.
في هذا السياق تقول عضوة اتحاد المثقفين والمشرفة على المكتبة “آفستا إبراهيم”: أن افتتاح المكتبة كان له عدة أهداف فمن خلال افتتاح هذه المكتبة أردنا أن نثبت للعالم أننا كأهالي عفرين نحب الحياة ونستحقها ونحب المعرفة والعلم، فقد جمعنا في بحث دام ثلاثة أشهر من بين الدمار؛ الثقافة والعلم، إنني أقصد هنا جمع الكتب، الكتاب هو مثل الطعام والشراب لا يجب على المرء أن يتخلى عنه وإلا لمات جهلاً، فلذلك نود أن نجعل الكتاب رفيق الدرب لكل شخص كي نزيد من ثقافة القراءة في الشهباء وبين فئات المجتمع”.
كان المُراد من افتتاح مكتبة العصر هو تغيير فكرة النزوح التي تكون محدودة وتشمل تقديم المساعدات وانتظار الجهات العالمية في إرجاعهم إلى موطنهم، في الشهباء يرغب اتحاد المثقفين في إخراج جيل واعي ومثقف من خلال هذه المكتبة فعندما يستعير شخص كتاباً ويعيده تقوم المشرفة على المكتبة أفستا بالنقاش مع ذلك حول ماهية الكتاب وما فائدته وهكذا يدور النقاش بينهما ويتبادلان الأفكار والمعرفة.
هناك زيارات يومية للمكتبة من قبل الأهالي لأجل استعارة الكتب فوسطياً يتم استعارة ستة كتب يومياً وقد وصل عدد الكتب المستعارة منذ افتتاح المخيم بحوالي 350 كتاباً.
أما بالنسبة للفئة التي تقرأ الكتب فهي مختلفة، من عمر الثماني سنوات وحتى الستين سنة، وجميع صنوف الكتب التي تتواجد في المكتبة والتي يبلغ عددها بحوالي 3 آلاف نسخة يتم استعارتها، كالكتب السياسية، الاقتصادية، الفلسفية، علم الاجتماع بالإضافة إلى الروايات، القصص، المعاجم والقواميس وذلك باللغات الكردية، العربية والإنكليزية.
القارئة أوريفان منان التي تتردد دائماً للمكتبة فأشارت إلى تجربة المطالعة والقراءة في المخيم: “لم يكن لدي الرغبة في قراءة الكتب من قبل، ولكن عند افتتاح مكتبة سردم قصدتها ورأيت عناوين وكتب قَيّمة، ولأنني أحب الشعر والادب أصبحت أواظب على قراءة هذه الكتب واعتدت المطالعة وسيساعدني ذلك في الكتابة أيضاً وتوسيع آفاقي المعرفية والثقافية، ولا شك ان المكتبة ستوفر المزيد من فرص تثقيف وتطوير الذات والفكر”