سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مقاطعة الحسكة في مواجهة كورونا وأكثر من5000 حالة اشتباه

تقرير/ آلان محمد –

جائحة كورونا, أو كوفيد 19, هو الاسم التعريفي للوباء الذي اجتاح الكرة الأرضيّة في عدد الإصابات, وسرعة التنقل وكأنه يسافر عبر الزمن, كشبحٍ يطارد الجنس البشري أينما ثقفهُ, تاركاً خلف اسمه العديد من إشارات الاستفهام, وفي تفاصيل ظهوره ِوانتشاره ومصدرهُ؛ لا زالت الأمور المتعلقة به ِمبهمة ًحتى لمنظمة الصحة العالميّة على ما يبدو. ولكن؛ على أرض الواقع, بات الوباء فارضاً نفسه كحقيقة الشمس من النهار والظلمة من الليل.
حالةٌ من الاستهتار, وعدم القناعة لدى المواطنين
كثرة الحديث عن الفيروس؛ أدت إلى تخبط المواطنين في مقاطعة الحسكة, ما بين مكذبٍ ومصدقٍ لحقيقة وجود هذا الوباء الخطير, وراح الكثير منهم إلى أبعد من ذلك, وبحقيقةٍ راسخةٍ ويقينٍ مطلق, بأن الموضوع, لا يتعدى أن يكون نوعٌ جديد أو شديد من أنواع الانفلونزا الموسميّة, (الكريب الصيفي) كما يسمونهُ؛ ما أوصلهم إلى حدَّ الاستهتار بحقيقة وجودهِ وانتشارهِ , وراح البعض بتأليف قصصٍ فكاهيّة, غير آبهين بقواعد التباعد الاجتماعي والاجراءات الوقائيّة اللازمة للحد من انتشار هذا الوباء الخطير.
استعدادات مديرية الصحة في مقاطعة الحسكة لمواجهة الفيروس
من الواضح ان العاملين في مجال الرعاية الصحيّة يحتاجون إلى الدعم, والمرضى بحاجة إلى الرعاية, وبالنظر إلى حجم هذه الجائحة, ستكون قدرة القطاعات الصحيّة العامة والخاصة في مقاطعة الحسكة للاستجابة السريعة أو المطلوبة, ذات نطاقٍ محدود جداً, وللوقوف على استعداد القطاع الصحي العام في مقاطعة الحسكة, وتسليط الضوء على الجاهزية الطبية والصحية لمجابهة هذا الفيروس والتعامل مع المرضى المصابين والمشتبهين من المخالطين؛ التقت صحيفتنا “روناهي” بعضوة لجنة الصحة في مقاطعة الحسكة سهام ملا علي, لتحدثنا عن كثب على الواقع بكل تفاصيلهِ, حيث أكدت بأن عدد الإصابات الإيجابيّة في مقاطعة الحسكة لوحدها قد تجاوزت الخمسين حالة إصابة مؤكدة, منها حالتي وفاة, وحالة شفاء تام, وأكثر ربما من 5000 حالة اشتباه لمخالطي المصابين بشكل ٍمؤكد. وعن سؤالنا لها حول الفرق بعدد الإصابات ما بين الحظر المنصرم, والحظر الحالي من حيث عدد الإصابات, عَزت ْسهام ملا علي الأسباب لعدة عوامل منها: التزام المواطنين بقواعد التباعد الاجتماعي, وإجراءات الوقاية الصحية, بخلاف ما يحصل في الوقت الراهن تماماً, من عدم الالتزام بإجراءات الحظر التي فرضتها الإدارة الذاتية, وأيضاً غياب قوى الأمن الداخلي بتطبيق قواعد الحظر وبشكلٍ مختلف أيضاً عن الحظر المنصرم.
التواضع في المعدات واستقبال المرضى
وبعيداً عن كلِّ ما يحكى ويقال في استعدادات المشافي لاستقبال المرضى, والجهوزيّة العالية لمجابهة الوباء, المشفى لا يستقبل المشتبهين بالإصابة, ويعاني من نقصٍ حاد في أجهزة التنفس, وفقدان لفيتامين (c) الضروري لعلاج المصابين, وبُعد المختبر المختص بتشخيص حالة المصابين, حيث ُيقع في ناحية أم الفرسان بمدينة قامشلو؛ كلُّ هذه النواقص ربما تجعل القطاع الصحي في حالة تخبطٍ وعدم استقرار, وبالرغم من المجهودات الحثيثة التي تقوم بها هيئة الصحة على مدار الساعة, في جميع مناطق شمال وشرق سوريا, إلا أنه غياب المساعدات الدولية وتحديداً منظمة الصحة العالمية يتركنا أمام مطبات صعبة, لمجابهة هذا الفيروس, وفي حقيقة الأمر قد يكون من العوامل الهامة في مواجهة الفيروس, هي الالتزام المطلق بتوجيهات هيئة الصحة وقواعد الحظر الذي فرضته الإدارة الذاتية.