سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

معمل “روهلات علو” إنتاج ضخم يساهم في تحسين الاكتفاء الذاتي

قامشلو/ دعاء يوسف –

تعمل شركة “روهلات علو” في ناحية عامودا على تلبية احتياجات المنطقة من صناعة بعض المواد الغذائية والزيتون، ومازال مستمراً بعمله على مدار خمس السنوات الماضية، بالرغم من الظروف، التي تمر بها المنطقة في ظل الهجمات والحصار، فكيف أثر هذا المعمل على اقتصاد المنطقة؟
استطاع “خليل علو” أحد أهالي مدينة عفرين المحتلة، افتتاح شركة باسم “روهلات علو” لتجارة الزيتون والعطون وزيت الزيتون في ناحية عامودا التابعة لمقاطعة قامشلو في السادس من نيسان عام 2019، بعد خسارته لمنشأته الصناعية في مدينة عفرين إثر الهجوم العسكري الاحتلالي، واحتلال المدينة من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، بعد المقاومة العصرية التي دامت 58 يوماً.
وتعد في المعمل مادة العطون والزيتون بأنواعه، والتي منها المتبل، والأسود بالإضافة إلى زيت الزيتون، والعديد من المواد الغذائية كالمحمرة وغيرها.

أهمية المعمل 
وأشار “خليل علو” في بداية حديثه لصحيفتنا عن هدفه من إنشاء المعمل مرة ثانية، وآلية العمل، التي يتبعها ضمن الشركة: “بعد احتلال مدينة عفرين، قررت فتح المعمل مرة ثانية في ناحية عامودا، للحفاظ على الزيتون المحلي، وعدم استيراده من الخارج، وكوني تاجراً منذ زمن، لم أعانِ من صعوبات كبيرة في بداية الافتتاح، وقد لاقت بضائع المصنع رضى التجار والزبائن بسبب قلة أسعارها وجودتها”.
وعن الصعوبات التي تعيق سير العمل في الوقت الحالي، بين لنا علو أهمها، وهي “الحصار القائم على المنطقة، وإغلاق المعابر، حيث يستورد المعمل العديد من القطع والآليات للمعمل، وكذلك المواد الأساسية لتخمير وتحلية الزيتون من خارج سوريا”.
كما تطرق علو إلى أن المعمل كان يصدر بضائعه إلى العديد من المدن السورية، كذلك تصل منتجاته إلى المدن المجاورة كالعراق، وزاد: “أن المنطقة تعاني من حصار خانق، وجميع الطرقات مغلقة، وهذا يعد عائقاً أمام توزيع منتجاتنا، وبضائعنا خارج القطر، والجمارك، التي تضعها حكومة دمشق على بضائعنا كبيرة، وهذا ما يعرضنا للخسائر، وبعد إغلاق المعبر أصبح البيع ضمن حدود المنطقة فقط”.
ونوه علو، أن المعمل يورد بضائعه إلى أكثر من ألفي محل في المنطقة، كما بين الأهمية الكبيرة للمصانع المتواجدة في المنطقة، والتي تساعد على تحقيق الاكتفاء الذاتي، بأسعار قليلة، وعدم استيراد المواد من خارج المنطقة بل التصدير للمدن، والدول المجاورة.
آلية العمل…
عدد العمال القائمين على عملهم في المعمل 43 عاملاً وعاملة، إلا أن هذا العدد يختلف، كما بين علو: “يزداد عدد العمال في المواسم، بسبب زيادة كمية الزيتون الواردة إلينا، وقد يصل عدد العمال إلى 100 عامل”.
وكشف علو عن كمية الإنتاج، التي ينتجها المعمل في أوقات موسم الزيتون: “الإنتاج اليومي للمعمل يصل إلى خمسة طن، ويتم تخزين وتخمير 1200 طن في موسم الزيتون”.
اختتم مدير المعمل “خليل علو” حديثه، مبيناً، أن المعمل يسعى لتطوير مجال عمله ليضم أكثر من ألف عامل: “نسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي للمنطقة من مادة الزيتون، وزيت الزيتون، فالمنطقة غنية بأشجار الزيتون، ولسنا بحاجة إلى استيراد هذه المواد من خارج المنطقة، وأننا نعمل على زيادة الإنتاج، رغم ظروف المنطقة، التي تقف حائلاً حيال ذلك”.
حضور النساء في المعمل
المرأة كانت سيدة الحضور في المعمل، وتشارك العمل مع الرجل، بدءاً من تكسير الزيتون وحتى تغليفه وتعبئته، كما أن نسبة عمل الفتيات، اللواتي يعملن في المعمل أكبر من نسبة الرجال، حسب ما ذكره لنا صاحب المعمل، فقد كان عدد العاملات الدائمات 22 عاملة، من مختلف المدن السورية.
العاملة الشابة “آيات الشواخ“، ذات الأربع والعشرين عاماً، وهي مهجرة من مدينة دير الزور، تعمل برفقة أختها الكبيرة، ووالدتها في المعمل، منذ أكثر من أربع سنوات، أكدت آيات، بعد تعرض منطقتهم لأشد أنواع الهجمات من قبل مرتزقة داعش، لجؤوا إلى عامودا للبدء بحياة آمنة ومستقرة.
وتذكر آيات بأنهن يبدأن العمل من الساعة السابعة صباحاً ولغاية الساعة الخامسة عصراً، بأجور شهرية بمبلغ قدره 500 ألف ليرة سورية، كما بينت أن بالرغم من العمل لساعات طويلة، ولكن عند رؤية الإنتاج المُحقق والمطلوب، تكون سعيدة وهذا الأمر يدفعهم للاستمرار بالعمل.
لافتة إلى أن المعمل وفر للنازحات فرص عمل، ساعدت على تحسين المستوى المعيشي.