سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

معضلة الحرب بين حماس وإسرائيل

هيفيدار خالد_

 تقترب الحرب بين حماس وإسرائيل من دخول عامها الثاني، دون أي أُفق قريب لنهايتها رغم تكبّد طرفيها الخسائر الثقال، فمصير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس ما زال غير معروف وما زالت مفاوضات الهدنة تدور في حلقة مُفرغة في ظل تبادل طرفي الصراع الاتهامات بعرقلة سير تلك المفاوضات والمباحثات.
شاهدنا جميعاً في الآونة الأخيرة كيف أقدمت إسرائيل على تكثيف عمليات استهداف العديد من قادة حركة حماس من الصف الأول والثاني كما يقولون، في غزة وجنوب لبنان، وذلك بعد استهداف رئيس المكتب السياسي في الحركة إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران الذي نتجت عنه تداعيات كبيرة على حماس وطهران والمنطقة برمتها، وخاصةً على سير المفاوضات الجارية بين الطرفين.
حماس التي جرّت قطاع غزة إلى حرب مدمرة ومفتوحة مع إسرائيل تطالب الآن بانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من القطاع متهمة بنيامين نتنياهو بعرقلة سير مفاوضات الهدنة وعملية صفقة الرهائن والأسرى، وكذلك إسرائيل ترى أن انسحابها من قطاع غزة دون تحقيق أهداف الحرب التي سبق وأعلنتها مراراً وتكراراً وعلى رأسها القضاء على حماس بشكلٍ نهائي، ترى فيه انتصاراً للأخيرة، ذلك بينما تدور جهود ومساعي الوساطة على قدمٍ وساق لإنهاء الصراع وتجنيب المنطقة حرباً أوسع، لا سيما مع إقبال أمريكا على الانتخابات الرئاسية في الخريف المقبل، الأمر الذي يستوجب أن يكون لها دور مؤثر في هذه المرحلة الحساسة بالذات.
وسط هذا الوضع المُعقد للغاية يرى مراقبون أن إعلان إسرائيل انتهاء عملياتها في غزة لا يعني انتهاء الحرب، بل أن العمليات المكثفة للجيش انتهت وأن المرحلة المقبلة هي مرحلة الاستخبارات لا الأنشطة البرية، ذلك بعد أن جابت الطائرات الإسرائيلية مناطق القطاع منطقة زارعة الخوف والرعب في نفوس جميع الأطفال الأبرياء والنساء اللواتي فقدنَ كل شيء، دون أي ذنب لهم سوى أنهم فلسطينيون.
نعم بات مشهد الحرب بين حماس وإسرائيل رغم العديد من الوساطات والحديث عن قُرب الاتفاق أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، فالوسطاء الذين حاولوا الجمع بين طرفي الحرب لم يستطيعوا الخطو في هذا المسار نتيجة تعنت كل من إسرائيل وحماس ووضعهما شروطاً لا قبل لهما بتنفيذها.
لذا فإن الحل الوحيد لهذه المعضلة التاريخية التي باتت تؤرق جميع شعوب المنطقة وعلى وجه الخصوص الشعب الفلسطيني والإسرائيلي، هو جلوس الطرفين على طاولة حوار حقيقية من شأنها خلق مسارات حل جديدة بعيداً عن التعصّب والتشدّد الذي سيودي بهما نهاية المطاف إن لم يضعا له حداً، فالكل أصبح على يقين بأن الحروب العسكرية مُدمرة للغاية ولا تجلب الأمن والأمان والاستقرار والحياة الكريمة للشعوب بل تخلق لهم أزمات كبيرة وفوضى عارمة ومشاكل اجتماعية واقتصادية وإنسانية يصعب الخروج منها بسهولة، كما هي حرب غزة التي استعصت على جميع الحلول.