سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

معرض للفن التشكيلي والمسرح جاب عدة مناطق ليحاكي الأنين السوري

تقرير/ ليكرين خاني، هايستان أحمد –

روناهي/ كركي لكي، قامشلو ـ بيَّن المشاركون في معرض الرسم والأعمال اليدوية والمسرح والذي جاب عدة مناطق في شمال وشرق سوريا أنهم يحاولون من خلال الرسومات والمشاهد المسرحية التي يعرضونها للجمهور التركيز على حالة المواطن السوري ومعاناته اليومية، في ظل تدهور الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للسوريين عامة. 
تعتبر الفنون بأنواعها مرآة تعكس وتعبر عن الواقع المعاش، وهي التي تبيّن بوضوح ما يعانيه المجتمع، وخلال السنوات العجاف، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، التي مرت بها سوريا وماتزال؛ ينبري الفنان والأديب في شمال وشرق سوريا لإظهار المقتلة السورية متعددة الوجوه بطريقة فنية محاكية للألم اليومي. وحول دور الفنان في إيصال صوت الجماهير وأنينهم سلطت صحيفتنا الضوء على معرض الرسم والأعمال اليدوية والمسرح الذي نظمته حركة موزوبوتاميا للثقافة والفن الديمقراطية في شمال وشرق سوريا وعرض في مركز آرام ديكران للثقافة والفن برميلان بتاريخ 11 من الشهر الجاري وكذلك عرض نسخته في قامشلو في اليوم التالي ليكون آخر محطة لهذا المعرض في عامودا….
المشاركة الفنية بين الإدارات والأقاليم
 بينت عضوة المركز الثقافي في الرقة والفنانة التشكيلية أمل عطار: “نحن مجموعة من الفنانين شاركنا بمجموعة من اللوحات بعمل مشترك ما بين الرقة والطبقة وعامودا، شاركنا بما يقارب 60 عملاً، اللوحات تتحدث عن الأزمات والانتهاكات التي مرت بها المنطقة ودور المرأة في المجتمع، وكان هناك بعض الأعمال اليدوية لبعض المشاركات، والهدف من هذا المعرض هو المشاركة الفنية بين الإدارات والأقاليم  وتقييم المستوى الفني بين مراكز الفن التشكيلي”.
واللوحات التي عرضت في المعرض جميعها كانت تحاكي الوضع الراهن في سوريا عامة وشمال وشرق سوريا خاصة.
التمازج الثقافي… ريشة الإبداع
أما في قامشلو بدأت الفعاليات في معرض مركز محمد شيخو للثقافة والفن حيث عُرضت اللوحات والأعمال اليدوية والمنحوتات لمختلف الفنانين من عامودا والرقة وقامشلو، وهذا التمازج الثقافي والحضاري بين مختلف الشعوب جعل اللوحة والفعالية أجمل بكثير، فقد تجمع الفنانون من مختلف المناطق تحت سماء قامشلو مع الأهالي ونخبة مثقفة من المنطقة ليناقشوا ويتذوقوا الفن الجميل بكل سلاسة، وفي هذا الصدد التقينا مع الرسامة من الرقة “كوثر الخلف”، التي عبرت عن سعادتها العارمة بالمشاركة بهذه الفعالية التي تحفز الإنسان إلى تقديم ما يبدع إلى مختلف المدن، وعن اختلاف الثقافات المشاركة ذكرت بأنه من الجميل الاندماج الثقافي والفني، فالفنان حين يتعرف على فكر وثقافة مكانٍ مختلف عن مكانه يبدي الأفضل ويتشوق للإبداع أكثر.
وتمنت أن تستمر هذه الفعاليات المتنوعة التي تؤثر تأثيراً إيجابياً على المجتمع وكذلك على ميادين الثقافة والفن عامة.
الأوضاع جعلتني أخرج ما بداخلي عن طريق الفن
أما النّحّات من عامودا الفنان “معصوم حمو” تحدث عن أهمية فن النحت والفن عامة قائلاً: “فن النحت له تاريخ وأهمية كبيرة في الحياة، فلولا الآثار لمَا عرفنا تاريخ البشرية القديمة وحضارتها، فالآثار تتجبل من ثقافة وعادات الشعوب”.
هذا وكان للنحات حمو قصة صغيرة مع حبه لهذا الفن منذ الصغر فأوضح أنه عندما كان في الخامسة من عمره كان يحب الألعاب كثيراً، ولكن بسبب انشغال والده بأعمال الزراعة وتغيبه عن البيت لم يتمكن من الحصول على واحدة بسبب بُعد السوق عن بيتهم، فقام بتشكيل أشكال مختلفة من الحيوانات الصغيرة وزخرف عليها بالورود من الطين، وهذا ما جعل شغفه بالنحت ينبعث، وقال عن الوضع الذي يعاني منه المجتمع السوري: “لقد تألمت كثيراً عندما رأيت الشبان الكرد يستشهدون أمام أعيننا، وهذا الألم جعلني أخرج ما أتقنه على شكلٍ أعبر فيه عمّا بداخلي من أوجاع تعاني منه أمتنا”.
كما وكان لكل مشاركٍ في المعرض مساهمة كبيرة في عرض تراث وثقافة منطقته عن طريق الفن.
الانطلاقة نحو التغيير دوماً تبدأ من الجمهور
ضمن الفعاليات الثقافية وإلى جانب إقامة المعرض تم تقديم عرض مسرحي في الوقت نفسه في مركز محمد شيخو للثقافة والفن ليكون مستكملاً للّوحة الفنية التي عُرضت في المعرض. وفيما يخص المسرح تحدث لصحيفتنا “روناهي” الرئيس المشترك لمركز الثقافة والفن في الرقة والكاتب المسرحي فراس رمضان قائلاً: “المسرحية عبارة عن عدة مشاهد تلقي الضوء على المعاناة السورية التي طالت، وقد قدمها ثمانية ممثلين من مناطق مختلفة من الرقة والطبقة وعامودا، والمسرحية تناولت بشكل عام حياة المواطن السوري والوضع الذي يمر به الشعب، كما أنني اخترت عنوان (عروش القهر) لبيان الظروف الصعبة والأزمة الحالية التي يمر بها المواطن من كافة النواحي، وإنني أرى بأن الانطلاقة نحو التغيير دائماً تبدأ من الجمهور”.
وأشار رمضان إلى أن مشهد “المواطن والكلب والوطن يساوي حذائي” من مؤلفات الكاتب محمد الماغوط، ومشهد “خرياكوف” كلب الجنرال من مؤلفات الكاتب تشيخوف، وأن اختياره لهذه المشاهد من مؤلفات كُتًّاب اشتهروا بالنقد الساخر؛ هو الوضع الحالي للوطن السوري والضغوطات اليومية التي أثقلت كاهل المواطن وأيضاً الأرض التي تشهد نزاعات وتهديدات، كما وكانت هناك مشاهد تحث على العودة إلى الوطن والتمسك به ورفض الأجندات الخارجية.