بأجنحة خاصة بها، وكتب خطتها أقلامها بلغات مختلفة عايشت واقع المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، صدح دور المرأة في معرض هركول للكتاب في دورته الثامنة بالمشاركة البارزة والحضور المميز.
في أجنحة وأروقة معرض الكتاب السنوي الذي يقام في قامشلو، تغنت المرأة بحضورها الأدبي في دور النشر المحلية والخارجية المشاركة، فهي من كانت ترص الكتب وتعرضها على الزوار الذين كان معظمهم من النساء أيضاً.
وعلى رفوف المعرض وجدت أسماء كاتبات محليات على أغلفة كتب متنوعة كالشعر والقصص والروايات الثقافية والأدبية فحضور المرأة لم يقتصر على تواجدها في المعرض بل كان لها حضور ثقافي بين الكتب ومثل العام الماضي خُصص جناحيان خاصان بالمرأة “جنولوجيا، ومجلة آفاق المرأة”.
مشاركة وحضور متميز للمرأة
وحول مشاركة المرأة في معرض الشهيد هركول للكتاب بدورته الثامنة؛ التقت صحيفتنا “روناهي” الرئيسة المشتركة لهيئة الثقافة في مقاطعة الجزيرة وعضوة اللجنة التحضيرية “فريال جولي”، التي أشارت في بداية حديثها إلى: “أن نسبة مشاركة النساء في المعرض هذا العام بلغت 25%، ويشير هذا إلى التقدم الملحوظ لاهتمام المرأة في مجال الكتابة والنشر، حيث برزت العديد من دور النشر والكتاب الذين قدموا أعمالًا نسائية متميزة”.
وتابعت فريال: “افتتح المعرض في 15 تشرين الأول، فشهدنا حضوراً مميزاً من الضيوف، حيث كانت نسبة الحضور النسائي مميزة جدا، وأكثرهم من المؤسسات الثقافية ومحبي القراءة وكاتبات وأديبات، وتعكس هذه الصورة لاهتمام النساء بالمشاركة الفعالة في المشهد الثقافي”.
وهناك تعاون وثيق وتنسيق بين جميع الأقسام المشاركة في معرض الشهيد هركول بنسخته الثامنة “هذا التعاون يساعد على تعزيز دور المرأة في الثقافة والمجتمع، ويؤكد على أهمية مشاركة النساء في الفعاليات الثقافية، ومن هنا نتطلع إلى الاستمرار في دعم المرأة وتمكينها من التعبير عن نفسها من خلال الكتابة والإبداع”.
الإقبال على الكتب
شارك دار شلير للطباعة والنشر هذا العام في معرض الشهيد هركول للكتاب في دورته الثامنة، من خلال عرض مجموعة متنوعة من الكتب، بلغ عددها الإجمالي 309 عناوين، منها 204 كتبت باللغة الكردية و118 كتاباً باللغة العربية.
وأوضحت إدارية دار شلير فيدان محمد: “إلى أن الإقبال على الكتب هذا العام كان جيداً، إلا أنه لم يكن بالشكل الذي كنا نطمح إليه، حيث نلاحظ أن الزوار مهتمون بالتصفح أكثر من الشراء، لكننا نأمل في جذب عدد أكبر من المهتمين”.
وفي حديثها عن الأسعار نوهت فيدان: “هذا العام شهدنا انخفاضاً ملحوظاً في أسعار الكتب مقارنةً بالعام الماضي، حيث تتراوح الأسعار بين 25 ألف ل.س إلى 200 ألف ل.س، وأسعار الكتب جميعها محددة بالليرة السورية، كما أن هناك تخفيضات خاصة لبعض المؤسسات، والطلاب، مما يسهل عليهم الحصول على الكتب”.
وتابعت فيدان: “نحن فخورون بتقديم 26 كتاباً جديداً تم إصدارها هذا العام، مما يعكس التزامنا بتوفير محتوى أدبي متميز ومتنوع، وقد تم تنظيم فعاليات مميزة ضمن المعرض تتضمن حفلات توقيع لثلاثة كتاب بارزين: الأستاذ مروان بركات، وسيدار روج، وصالح حيدو، مما يمنح القراء فرصة للقاء الكتاب والتفاعل معهم”.
فيما لفتت فيدان إلى “نلاحظ أن نسبة مشاركة النساء في الكتابة لا تزال منخفضة، حيث تمثل النساء 25% فقط من إجمالي الكتّاب الذين يكتبون باللغة الكردية والعربية، هذا يشير إلى الحاجة لدعم أكبر للنساء الكاتبات وتشجيعهن على التعبير عن أفكارهن من خلال الكتابة”.
واختتمت إدارية دار شلير “فيدان محمد” حديثها: “نتطلع إلى الاستمرار في تعزيز الثقافة والقراءة من خلال مشاركتنا في المعارض والفعاليات الأدبية، ونسعى لتوسيع قاعدة قرائنا في المستقبل”.
إنتاج أدبي متنوع
ومن جانبها؛ تحدثت عضوة اللجنة الإدارية بمركز شوبدارين روجي للثقافة “ثناء حاجي” عن تجربتها في الكتابة وتأثير المركز على الحركة الثقافية في المنطقة خلال مسيرتها، وعن أعمالها الأدبية بينت ثناء: “كتبت مجموعتين قصصيتين، وروايتين، ودراسة عن المرأة الكردية من تاريخها حتى اليوم”.
وأضافت ثناء: “بدأنا الكتابة عام 2018 بعد أن شهدنا الأحداث التي تجري في ثورة روج آفا، لم يكن هناك من يكتب عن التضحيات والإنجازات التي تتحقق، المركز أُسس برعاية مكتب علاقات لوحدات حماية المرأة، حيث اجتمعت مجموعة من النساء والشباب لمناقشة الأحداث وتوثيقها”.
وأكدت ثناء أن المركز تمكن من إنتاج 30 عملاً أدبياً منذ تأسيسه، تشمل روايات وقصص ودراسات، مضيفةً: “أنا حالياً أعمل على مشروع يتناول المراهقات الإيزيديات اللواتي تم تحريرهن من داعش، كل شخص في المركز لديه مشروع يعمل عليه”.
قراءة لبناء المستقبل
أعربت ثناء عن سعادتها بمشاركتها الأولى في المعرض بالتعاون مع دار شلير للطباعة والنشر، مشيرة إلى أن، “هذا الشعور لا يمكن وصفه، شعارنا الأساسي “قراءة لبناء المستقبل” إن القراءة تلعب دوراً حاسماً في تقدم المجتمع، حيث تعدُّ شعلة لتنير طريقنا”.
وكشفت عضوة اللجنة الإدارية بمركز شوبدارين روجي للثقافة “ثناء حاجي” في ختام حديثها: “نسعى إلى مواصلة جهودنا في تعزيز الثقافة والكتابة في المنطقة، مع التأكيد على أهمية التوثيق والمشاركة في الأحداث المهمة”.
طرح مواضيع متنوعة ومهمة
وعن مشاركة مجلة آفاق المرأة في المعرض؛ حدثتنا عضوة مجلة آفاق المرأة “ملاك عزيز” قائلةً: “لقد شاركنا في المعرض في العام المنصرم وفي هذا العام، وقد شاهدنا تطورات كبيرة في عملنا ففي السنة الأولى قدمنا ثلاثة أعداد، أما هذه السنة فقد ارتفع العدد إلى تسعة، وهذا يعكس التزاماً وحرصاً على طرح مواضيع متنوعة ومهمة”.
وفي حديثها عن هذه المشاركة بينت ملاك: “نحن فخورون بما حققته المجلة في السنوات الماضية من تأثير إيجابي على قضايا النساء، إن مشاركتنا في هذا المعرض تأتي لتعزيز دور المرأة في المجتمع، ولإبراز التحديات التي تواجهها في شتى المجالات”.
وأكدت ملاك أن المجلة تسعى باستمرار إلى تقديم محتوى يلبي تطلعات النساء ويعكس همومهن: “كل قضية نطرحها وكل نقاش نساهم فيه هو جزء من رسالتنا في تمكين النساء وتوسيع آفاقهن، نؤمن بأن المعرفة والنقاش هما الأساس لبناء مستقبل أفضل للمرأة.”
دعوة للنقاش والتفاعل
وتضمن المعرض نقاشات متنوعة حول القضايا النسائية، بدءاً من حقوق المرأة ومروراً بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية وصولاً إلى دور النساء في الإبداع والثقافة، كما تمت دعوة المشاركات والمشاركين إلى المساهمة في هذه النقاشات البنّاءة لتعزيز الدور المجتمعي للنساء.
وفي دعوة وجهتها ملاك لجميع النساء والمختصين: “نحن ندعو الجميع للمشاركة في النقاشات القادمة، حيث نسعى لخلق منصة تتيح للنساء التعبير عن آرائهن بحرية وتقديم حلول ملموسة للتحديات التي تواجههن”.
اختتمت عضوة مجلة آفاق المرأة “ملاك عزيز” حديثها: “نحن ملتزمون بالاستمرار في دعم قضايا المرأة محلياً ودولياً، وتقديم المحتوى الذي يلهم ويؤثر في المجتمع”.
والجدير بالذكر، أن معرض الشهيد هركول للكتاب بدأ بتاريخ 15 تشرين الأول وسينتهي في 21 تشرين الأول وشارك فيه 54 دار نشر ومؤسسة وعرض 15 ألف عنوان بمجموع 143 ألف كتاب.