سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

معتقلات الرأي بإيران في مهب الانتهاكات وخطورة وباء كورونا..

تقرير/ ليكرين خاني –

روناهي/ كركي لكي- بسيطرة الأنظمة المتعصبة كان لإيران طابع استبدادي مثل الدول القوموية الأخرى، فعدد النساء القابعات خلف قضبان سجون النظام الإيراني الذي لا يعد ولا يحصى والممارسات الوحشية التي تمارس ضدهن والذي لا يقبله العقل ولا المنطق وخارجة عن القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية، أكبر دليل على ذلك.
ادعت الدولة القومية فور ظهورها بأنها النموذج الجديد في تاريخ البشرية وعهد سوف يعكس من خلاله ذروة التقدم البشري، إلا أنها كانت عكس ذلك الوصف، فبانتقال نظام الدولة القومية من أوروبا إلى الشرق الأوسط كانت لها آثاراً سلبية على المجتمع ولا سيما في بعض الدول الزاعمة بتطبيق الديمقراطية في دولتها كدولة إيران وتركيا وغيرها من الدول، فباتخاذها كدولة العلم الواحد واللغة الواحدة، كانت سبباً في اضمحلال الكثير من القوميات والشعوب داخل الدولة الواحدة وانصهار لغات وثقافات كانت الأصل في بناء الحضارات الإنسانية.
قامت الدولة القومية بالعديد من المجازر في سبيل الحفاظ على هذا النظام الذي من مبادئه القتل والتهميش والقضاء على ميراث وقيم الشعوب، ولا سيما في الدولة الإيرانية التي تقوم بكافة أنواع التعذيب والقتل والإعدامات الميدانية في سبيل القضاء على كل من يحاول النهوض من أجل الحصول على بعض من حقوقه، ومنها التمتع بحرية الرأي، والتحدث بلغته وممارسة ثقافته التي تتضمن اللباس والغناء الفلكلوري وغيرها من العادات والتقاليد التراثية، وهناك طالب بعض الشعوب بحقوقهم ومنهم، وأكثر من دفع ثمن المطالبة بالحرية والعدالة هن النسوة اللواتي فقدن حياتهن في سبيل دفاعهن عن حقوقهن.
مناشدات بالتدخل الطبي السريع..
مع انتشار فيروس كورونا الذي شكل تهديداً للعالم أجمع طالبت المعتقلات السياسيات في السجون الإيرانية اللواتي أصبن بهذا الفيروس بالتدخل الطبي السريع للكشف عن حالتهن الصحية المتدهورة، ومنهن السجينة نرجس محمدي التي تم نقلها من سجن ايفين إلى سجن زنجان في كانون الأول من العام الماضي، ولم تتمكن حتى الآن من التحدث إلى أبنائها عبر الهاتف، وأيضاً تتعرض المعتقلة زينب جلال منذ 13 عاماً لأقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي الذي تمارسه المحكمة الإيرانية والحرس الثوري لذا أصبحت حياتها وصحتها في خطر. وبسبب إقصائها من الرعاية الصحية وعدم إعطائها الأدوية اللازمة لها، أصيبت بضعف الرؤية. وفي الآونة الأخيرة أصيبت بفيروس كورونا بسبب لامبالاة إدارة السجن دون منحها حق تلقي العلاج، بل مواصلة تعريضها للتعذيب الجسدي والنفسي، وهذا هو حال بقية المعتقلات داخل السجون الإيرانية.
وفي هذا الإطار كان لصحيفتنا لقاءً مع الحقوقية سيآل علي التي بينت لنا مدى تجاوزات النظام التعسفي الإيراني بحق النسوة المعتقلات، وخاصةً مع وضع صحي كارثي داخل السجون الإيرانية، منوهةً بأن وضعهن يتطلب رعاية صحية ومراقبة الجهات المعنية بحقوق الإنسان لمثل هذه التجاوزات ومحاسبة المسؤولين عن الإجراءات اللاإنسانية بحق كافة المعتقلين والمعتقلات السياسيين.
“اعتقالات تعسفية طالت النساء
وأضافت سيآل بالقول: “إن ممارسات الدولة القومية الإيرانية بحق الشعوب الأخرى ولا سيما الشعب الكردي خارجة عن كافة القوانين الدولية، بدءاً من فرض سياستهم الممنهجة لمحو الوجود الكردي وصولاً إلى الاعتقالات التعسفية التي طالت النساء”.
وناشدت الحقوقية سيآل علي الجهات المعنية والمنظمات الحقوقية بالتدخل للكشف السريع عن حال المعتقلات في سجون النظام الإيراني، ومراقبة وضعهن الصحي الذي تم تعتيمه إعلامياً من قبل الدولة الإيرانية.
في الآونة الأخيرة قامت العديد من سجينات الرأي في إيران بالإضراب عن الطعام، وذلك احتجاجاً على الظلم والممارسات التعسفية بحقهن، وطالبن بتوفير العناية الطبية وسط معاناتهن مع فيروس كورونا، ولكن لحد الآن لا آذان صاغية.