روناهي/ منبج ـ يُعتبَر التطور الصناعي في المدن التي عانت من الحرب في فترة ما؛ من أهم التحديات التي تواجه الإدارات التي تحكم تلك المناطق فيما بعد؛ من كون رؤوس الأموال بحاجة للأمن والاستقرار في تلك المناطق للاستثمار فيها، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتشغيل اليد العاملة؛ وهذا الحال ينطبق على مدينة منبج. ومن هذه المعامل الناشئة حديثاً؛ معمل لصناعة المدَّخِرات (البطارات الكهربائية)؛ والتي ذاع استخدامها عند المواطنين لتأمين الإضاءة، وشحن الأدوات الكهربائية، كما هي أيضاً؛ مخصصة للسيارات على مختلف أنواعها.
وكان لصحيفتنا زيارة لمعمل الخابور والهمة؛ والاطلاع على واقع العمل فيه، حيث حدثنا صاحب المعمل محمد شحادة؛ قائلاً: «إن هذا المعمل؛ يعتمد على تدوير البطاريات المستعملة، وتصنيع بطاريات جديدة، ويقوم هذا المعمل بإنتاج ما يقارب 50 بطارية بشكل يومي. ويتميز إنتاجنا للبطاريات بجودة عالية؛ وضمان لعام كامل، مع إمكانية صيانتها على عكس البطاريات المستوردة. وتعتبر أسعار منتجاتنا منخفضة بنسبة تتراوح ما بين 30-60 % مقارنة بأسعار البطاريات المستوردة، وتختلف الاستطاعة بشكل تدريجي ابتداء من 70 آمبير، حتى 240 آمبير»، وأضاف شحادة: «يوفر معملنا فرص عمل للعديد من الشباب، حيث يعمل لدينا ما يقارب 40 شاباً»، وفي معرض سؤالنا عن المشاكل التي تواجه صناعة البطاريات؛ حدثنا شحادة: «إن انقطاع التيار الكهربائي يعد أكبر المشاكل حقيقة، في حين نضطر إلى استخدام المولدات؛ لتأمين الكهرباء اللازمة للتصنيع؛ مما يفرض مزيداً من الأعباء، و زيادة في مصاريف التصنيع».
وأردف شحادة بالحديث عن آفاق إنتاج المعمل في المستقبل: «إننا نتجه باتجاه تصدير منتجاتنا؛ لكن ارتفاع الضريبة الجمركية؛ اضطرنا، مع الكثير من المعامل الآخرى إلى خفض الإنتاج، مع ما يتناسب، واستهلاك السوق المحلية»، فيما أجاب عما إذا كان الشمال السوري بيئة مناسبة للاستثمار بقوله: «أدعو أصحاب المعامل ورؤوس الأموال للتوجُّه نحو الشمال السوري، حيث الأمن والاستقرار، وتوفُّر الأيدي العاملة، والطلب المتزايد على المواد المصنعة، على غرار المناطق السورية الأخرى؛ حيث تشهد منذ سنوات؛ تراجع في الصناعات المحلية، وعجز في الاقتصاد المحلي، ما انعكس بشكل أساسي على تراجع الصناعات اليدوية منها، حتى الحديثة الآلية».