سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مشكلة السرقة عند التلاميذ.. أسبابها وطرق علاجها

الحسكة/ آية محمد ـ

أوضح الإداري في إحدى مدارس الإدارة الذاتية “أيمن زيدان”، أن العمل المشترك والتوعية الشاملة والإجراءات الواقعية، هما مفتاحا مكافحة مشكلة السرقة في المدارس، وأشار إلى أنه على المدارس أن تتعاون مع المعلمين والأهل والمجتمع لتوفير بيئة آمنة ومحفزة للطلاب للتعلم والنمو الشخصي.
 السرقة عند الأطفال هي واحدة من المشاكل، التي تواجه الآباء والأمهات في تربية أبنائهم، ومما لا شك فيه أن جملة “ابنك يسرق” تضايقهما، وقد تؤدي إلى معاملة سيئة في تسوية ترك العادة مع الطفل.
السرقة سلوكية ظاهرة في المدارس
ويرى الإداري في إحدى مدارس الإدارة الذاتية “أيمن زيدان“، أن مشكلة السرقة من المشكلات السلوكية الموجودة في المجتمع المدرسي، وكثيراً ما يعمد الطلبة إلى سرقة الهيئات التدريسية، ليس طمعاً بما لديهم، بقدر ما هو محاولة للانتقام لسبب ما، أو للفت النظر.
فيما أشار، إلى أن أدوات ومستلزمات المدرسة، وحتى الكتب لا تسلم من السرقة، لكنه يرى في الوقت نفسه أن النصح والإرشاد والمتابعة كفيلة بحل المشكلة، بيد أنه يرى أن الأسرة عليها مسؤولية تفتيش حقائب أبنائها، وسؤالهم في حال وجود مستلزمات ليست ملكهم، ومحاسبتهم إذا اكتُشف تورطهم. وأوضح زيدان، إن السرقة بين الطلبة في المراحل العليا قليلة جدا، وتكاد لا تحصل بسبب وعي الطلبة، وإدراكهم خطورة المسألة قانونيا وسلوكيا، مشيرا إلى أن غالبية من يقدمون على مثل هذه التصرفات تدفعهم إما حاجة أو محاولة إثارة مشاكل وانتقام من الآخرين.
وفي المدارس التأسيسية الأولى تبرز المشكلة جلية جدا من ضياع وفقدان الممتلكات مثل الدفاتر والأقلام القرطاسية وحتى المصروف بين طلبة هذه الفئة؛ لأنها مرحلة بينية ويعتقد بعض الأطفال، أن أخذ ما ليس لهم لا يندرج تحت مسمى السرقة، وهنا يبرر دور الأهل التربوي التوجيهي في تعليم وتبصير أبنائهم بما لهم، وما ليس لهم.
مشكلة فقدان قرطاسية الطالب 
وقال زيدان: “كثيراً ما يشتكي الطلاب لديه من فقدانهم مستلزماتهم كالأقلام وحقائب الطعام الصغيرة، لكن جهلنا بمعرفة الفاعل يصعب علينا المسألة. ويشتكي الأهل من تكرار ضياع الأشياء، واضطرارهم شراء غيرها خلال فترات زمنية متقاربة، وأهاب زيدان بأولياء الأمور بتفقد حقائب أبنائهم، وإعادة ما ليس لهم؛ كي يعززوا لديهم صفات الأمانة، وإثابتهم وتحفيزهم دوما ليكونوا مثالاً للصدق.
أسباب السرقة ودوافعها 
 يلجأ الأطفال إلى السرقة لأسباب ودوافع مختلفة، ومنها:
ـ الجهل بمعنى الملكية: فالطفل عندما تمتد يده لأخذ لعبة أخيه أو زميله في المدرسة، لا يفعل ذلك بدافع السرقة، وإنما لأنه يجهل معنى الملكية، فهو يعتقد أن ما فعله ليس أمراً مشيناً ولا مذموماً، لأن نموه العقلي والاجتماعي، لا يمكنه التمييز بممتلكاته وممتلكات الأخرين.
ـ الغيرة والانتقام: قد يلجأ الطفل إلى السرقة في بعض الأحيان بدافع الانتقام، فقد يسرق الطفل والده، لأنه صارم وقاس في معاملته له، وقد يسرق الطفل زميله في المدرسة لأنه يغار منه، بسبب تفوقه وتميزه، وقد تتحول هذه الغيرة للانتقام في حالة قيام المدرس بمقارنة بين الطفل المتفوق والطفل السارق، وبالطبع لا تكون المقارنة في مصلحته فيلجأ إلى السرقة بدافع الانتقام والتشفي.
ـ الخوف من العقاب: أحياناً يفقد الطفل أغراضه، وهو يلعب مع زملائه خارج المنزل، مثل لعبته، التي اشتراها له والده، فيخشى إخبار والديه بذلك خوفا من عقابهما له، وللتخلص من هذا المأزق يلجأ إلى السرقة، التي غالبا ما تكون سرقة نقود أحد الوالدين لشراء لعبة أخرى شبيهة باللعبة، التي فقدها، لإخفاء فعلته، واتقاء عقاب والديه.
ـ الفقر والحرمان: فالطفل قد يلجأ إلى السرقة لشراء شيء أو حاجة، هو محروم منها، بسبب فقر أسرته، أو بخل والده الشديد، فيسرق لشراء طعام يشتهيه لأنه جائع، وليس معه نقود، أو يسرق ليشتري لعبة هو محروم منها، وقد يسرق في بعض الأحيان لإشباع هواية لديه، فقد يسرق لدخول الملاهي والاستمتاع باللعب الموجودة.
ـ التفاخر والمباهاة: بعض الأطفال يعانون الحرمان من الُّلعَب التي تروق لهم، وعندما يشاهدون مثل هذه اللعب مع أصدقائهم يشعرون بالغيرة والنقص، خاصةً، عندما يتفاخر أصدقاؤهم بهذه اللعب، فيلجأ هؤلاء الأطفال لشراء مثل هذه اللعب أو أفضل منها، ليتفاخروا بها على أصدقائهم، مدّعين أن آباءهم قاموا بشرائها لهم.
الخطوات العلاجية للسرقة
 وتعد السرقة في المدارس من الظواهر، التي تحتاج لعلاج حتى لا تصل لمراحل متقدمة، وأدرج زيدان فيما تأتي عدد من الطرق والأساليب لعلاج هذه الظاهرة السلبية:
ـ غرس معنى الملكية لدى الطفل منذ صغره، وذلك بتخصيص خزانة خاصة به، يضع فيها أدواته وملابسه وألعابه. على الوالدين معرفة الطفل حقوقه وواجباته، وأن هناك أشياء من حقه الحصول عليها، وأخرى ليس من حقه الحصول عليها، وتعليمه كيفية احترام ملكية الآخرين. وإشباع حاجات الطفل المتعددة والضرورية من مأكل وملبس وأدوات لعب، حتى لا يشعر بالنقص والدونية، فيلجأ للسرقة لتعويض النقص.
ـ تجنب الأهل معايرة الطفل أمام إخوته، وأصدقائه في المدرسة في حالة السرقة، والابتعاد عن مناداته أمام الآخرين بألفاظ تجرح كرامته مثل مناداته بعبارة “يا سارق” وعدم عقابه أمام الآخرين، بل توجيه النقد إلى سلوكه وليس إلى شخصيته، فبدلا من قولنا “أنت سارق”، نقول له: “أنت أخذت ممتلكات غيرك”، يجب أن يشرح الآباء والمعلمون أمام الطفل في عبارات سهلة وبسيطة خطورة جريمة السرقة، وتحريم الدين وتجريم القانون لها.
وأنهى الإداري في إحدى مدارس الإدارة الذاتية أيمن زيدان حديثه: “إن السرقة مشكلة اجتماعية لا يجوز التساهل معها، لأنها إن لم تحجم يؤدي الأمر إلى استفحالها، وقد يتحول الطالب إلى سارق محترف”.