No Result
View All Result
المشاهدات 1
تقرير/ مصطفى السعيد –
روناهي/ الطبقة ـ يقع مشفى الطبقة الوطني في الجهة الغربية من منطقة الطبقة على ضفاف بحيرة الفرات، تم وضع حجر الاساس لها عام 1986م واستغرق إنشاءه فترة طويلة، حيث لم يتم افتتاحه حتى عام 2006م قبل اندلاع الأزمة في سوريا، ويعد من أحدث المشافي في سوريا من حيث البناء، ولم تكتمل فرحة أهالي الطبقة بوجود مشفى للمدينة، حيث سقطت مدينة الطبقة بيد فصائل الجيش الحر بعد اشتباكات مع قوات النظام في المدينة عام 2013م انتهت بسيطرة الفصائل على المدينة وخلال تلك الفترة تعرَّض المشفى للإهمال والسرقة وخروج أغلب الأطباء في الطبقة ومنذ تلك الفترة أصبح الوضع الصحي في المدينة يتدهور عن الفترة التي تسبقه.
وخلال اشتباكات الجيش الحر مع داعش في بداية عام 2014م والتي انتهت بسيطرة داعش على المنطقة جعل داعش من المشفى قاعدة له ومركزاً يخص عناصره الجرحى وعوائلهم فقط، حيث كان يحتكر الخدمات الطبية له ويقدمها للأهالي بالمال ليصبح شبيهاً بالمشافي الخاصة وكذلك كانت تتوفر كل أنواع الأدوية في المشفى، أما في السوق فكانت مفقودة وصرف تلك الأدوية يحتكره داعش.
وبعد انطلاق عملية غضب الفرات التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية لتحرير الرقة وريفها من داعش واقتراب معارك التحرير من الطبقة شعر داعش بالخطر وقام بنقل المعدات والأجهزة الموجودة في المشفى إلى أماكن مجهولة وشاهد أهالي الطبقة عناصر داعش وهم يقومون بنقل المعدات والأجهزة الطبية من المشفى لعلمها أن معاركها مع قوات سوريا الديمقراطية خاسرة والرابح هو قوات سوريا الديمقراطية لذلك قامت بهذه الخطوة وسرقت ما يمكن حمله وحرمت أهالي المنطقة من الخدمات الطبية.
وبعد تحرير القرية من قبل قسد حوصر داعش داخل المشفى الذي كان محصناً بالسواتر الترابية في محاولة من داعش لتدمير المشفى بالكامل. وكانت قوات سوريا الديمقراطية واعية لخطته فالتزمت الحذر في المعارك بمحيط المشفى محاولةً منها للمحافظة على المشفى وعدم حرمان أهالي المنطقة من هذه المنشأة الهامة.
وبعد تحرير الطبقة في العاشر من أيار وتشكيل مجلس مدني وبعد فترة وجيزة من تشكيل الإدارة المدنية الديمقراطية التي تضم في صفوفها لجنة الخدمات التي كانت مهمتها الأساسية إعادة تأهيل المشفى الوطني في الطبقة وإعادة خدماتها لأهالي المنطقة وتجديد أقسامها التي تعرضت للأضرار نتيجة الظروف القاهرة التي شهدتها المدينة من قبل المرتزقة وجعل المشفى تخرج عن الخدمة.
في لقاء مع الرئيس المشترك للجنة الصحة في المجلس التنفيذي لمنطقة الطبقة عبيد مسلم للاطلاع على الوضع الصحي في الطبقة وبخاصة بداية التحرير كانت الخدمات الصحية معدومة ولكن تم أخذ عدة خطوات جريئة أدت لتطورات في المجالين الخدمي والصحي.
وفي بداية اللقاء تحدث عبيد مسلم عن وضع مشفى الطبقة الوطني بعد تحريره من مرتزقة داعش وخلال عملية تحرير المدينة على يد قوات سوريا قائلاً: “كان المشفى بداية التحرير عبارة عن ركام إذ سُرقت أجهزتها بشكل كامل أما الأشياء التي لم يتمكن المرتزقة من سرقتها فقاموا بتخريبها وحرقها مثل حرق قسم الإسعاف والعمليات، وكذلك تخريب وسرقة عدة قطع لثلاثة أجهزة غسيل كلى بشكل لا يمكننا من إصلاحها بالإضافة لوجود مستهلكات منتهية الصلاحية”.
وأشار عبيد مسلم إلى أن الطابقين الأول والثاني من المشفى كان عبارة عن مقرات لداعش،أما الأدوات والأجهزة كافة فكانت في قبو المشفى ومنها غرفة العمليات الخاصة بهم، حيث تستقبل جرحى المرتزقة فقط ، وبدأ عمل لجنة الصحة من البداية بتنظيف المشفى وفرزه والتخلص من المواد المنتهية الصلاحية التي تركها المرتزقة وراءهم قبل تحرير المنطقة واختبار الأجهزة الموجودة وقابليتها للإصلاح. ولتنظيم الخدمات الطبية بشكل جيد تم تشكيل نقابات صيدلة لضبط الصيدليات والأدوية وأسعارها وكذلك نقابة للأطباء، والمهن الطبية المختلفة مثل المخبر والتصوير، وبتاريخ 18/9 /2017م قدم المشفى أول خدمة طبية للمنطقة وذلك من خلال افتتاح عيادة لتقديم إسعافات أولية، وهذه كانت البداية للانطلاق والتوسع في العمل وتطويره وبعد فترة وجيزة تم افتتاح قسم الولادة وعيادات نسائية وداخلية وأطفال ثم فتح قسم العمليات والمخبر وافتتحت ثلاثة مراكز طبية وهي مركز المدينة، الرعاية الصحية، ومركز المنصورة؛ لتقديم الخدمات الطبية في المنطقة بشكل أوسع وفي بداية عام 2018م بدأ العمل من قبل الإدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة على ترميم المشفى وبنائه وإصلاح ما تم تخريبه وتدميره ليكون جاهزاً للاستقبال وتجهيز الأقسام الموجودة سابقاً في المشفى وفي شهر حزيران انتهت عملية الترميم وافتُتح مشفى الطبقة الوطني بشكل رسمي وبعدها نُقلت أقسام المشفى إلى الأماكن المخصصة لها في بناء المشفى، وفي تلك الفترة بات قسم النسائية يقدم الخدمات الطبية للنساء على مدار الـ 24 ساعة وافتُتحت غرفة عمليات الجراحة العامة التي قامت بـ 860 عمليةً جراحية خلال الشهر الأوَّل من الافتتاح، ليتم تجهيز قسم الأشعة البسيطة وذلك لحالة الإسعاف والطوارئ والمركز الطبي الرابع في المنطقة، ومركز بلدة المحمودلي أما بخصوص الصيدلية الموجودة في المشفى فتقدم الدواء بالمجان للمرضى بناء على وصفة من الطبيب في العيادة على مدار الـ 24 ساعة.
وبالحديث عن المشاكل والمعوقات في القطاع الطبي في المدينة ذكر مسلم بعضها وهي عدم توفير الأجهزة في المخبر والعمليات وتصوير الإيكو، وعدم توفر حواضن الأطفال والغوَّاصات ومحطة أُكسجين لتوفير الأُوكسجين لغرفة العمليات والحواضن والإسعاف، وفي حال توفر المحطة في المشفى تكون حُلَّت مشاكل المشفى بنسبة 40%.
وأكد الرئيس المشترك للجنة الصحة في المجلس التنفيذي لمنطقة الطبقة عبيد مسلم أن الأقسام الموجودة في المشفى هي: النسائية والإسعاف والمخبر والأشعة والجراحة العامة والعيادات “نسائية، أطفال، وداخلية” وكذلك قسم الضماد، وتخطيط القلب، اما الأقسام غير المتوفرة ويحتاجها المشفى فهي قسم الكلية وبنك الدم وحواضن الاطفال والعناية المشددة، والداخلية.
وتتضمن الخطط المستقبلية للجنة الصحة افتتاح الحواضن بعد تجهيز محطَّة الأُكسجين وتطوير غرفة العمليات والجراحة العامة.
No Result
View All Result