سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مشروع جر مياه الفرات نحو الحسكة متوقف… والأهالي: أصابتنا خيبة أمل

الحسكة/ محمد حمود –

أكد إداري في محطة مياه العزيزية بمدينة الحسكة؛ إن عمليات تنظيف قناة ري مياه الفرات مستمرة لإعادة الضخ نحو مدينة الحسكة في أسرعِ وقت؛ فيما نوه أهالي المدينة لإصابتهم بخيبة أمل بعد توقف الضخ.
في صباح السابع من شهر تموز المنصرم وصلت مياه نهر الفرات إلى محطة مياه العزيزية في مدينة الحسكة؛ بعد الانتهاء من إعادة تأهيل “قناة ري الخابور” في مقاطعة دير الزور، والبدء بضخ المياه من القناة إلى المدينة. جاء هذا الإنجاز؛ حينئذ؛ استكمالاً للعمل ضمن المرحلة الثانية المتمثلة في إيصال المياه لمدينة الحسكة، حيث بدأت محطة العزيزية بتغذية المدينة بمياه الشرب، وذلك عبر تجميع المياه في الأحواض والخزانات، وتصفيتها في تجربة جديدة للمحطة، والكشف على غزارتها الواردة.
تغطية 30 بالمئة من المدينة
بدأ بعدها الضخ الفعلي لبعض أحياء المدينة التي تغطيها المحطة (لا تتجاوز نسبة الأحياء المستفيدة من محطة العزيزية 30 بالمئة من مُجمل أحياء مدينة الحسكة) حيث تم ضخ خمس وجبات متتالية؛ وفق برنامج تم إعداده من قبل القائمين على المشروع.
تخلل عمليات الضخ المذكورة انخفاض في غزارة المياه الواردة، نتيجة وجود أكثر من 50 تعدياً على خطوط تغذية محطة العزيزية، فيما قامت الفرق الفنية على وجه السرعة بإزالتها ليعود الضخ مجدداً.
أبناء الحسكة فرحوا بهذا المشروع كثيراً؛ لاسيما بعد انقطاع مياه محطة علوك في أعقاب احتلال الفاشية التركية للمحطة الواقعة في ريف مدينة سري كانيه التي تم احتلالها في أواخر العام 2019؛ ومنذ ذلك الوقت قامت دولة الاحتلال التركي والمرتزقة التابعين لها باستغلال المحطة كورقة ضغط على أبناء المنطقة ككل وأبناء مدينة الحسكة على وجه الخصوص.
أسباب توقف الضخ
فجأة؛ وبتاريخ الـ 14 من شهر آب المنصرم؛ توقف الضخ عن مدينة الحسكة عبر مشروع الفرات؛ لتخرج بعدها الجهات المعنية في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا؛ وتعلن أن تراكم الأتربة والأعشاب والأشنيات سدَّ مجرى المياه وأوقف مضخات محطة الصور (في الريف الشمالي لمقاطعة دير الزور) التي تقوم بضخ المياه نحو محطة العلوة ثم محطة السبعة وأربعين قبل أن تصل إلى محطة العزيزية في الحسكة.
أهالي المدينة؛ أبدوا امتعاضهم من توقف المشروع؛ وفي حديث لصحيفتنا “روناهي” أكد أحمد عبد الله؛ إن آمالهم بدأت بالتضاؤل رويداً رويداً بعودة إقلاع المشروع؛ لاسيما مع الانقطاع المستمر للأسبوع الثالث على التوالي.
كما نوه عبد الله؛ إن المشروع شكّل انفراجة لأهالي المدينة كافة؛ لاسيما أن الأحياء التي لا تغطيها محطة العزيزية بشكلٍ مباشر؛ استفادت عبر نقل المياه من خلال الصهاريج نحوها؛ مطالباً بضرورة الإسراع في تلافي هذه المشكلة وضرورة عودة الضخ؛ كي لا تتفاقم إشكالية حرمان أهالي المدينة من المياه.
مُعاناة الأهالي
الأمر ذاته؛ أشارت إليه المواطنة “صباح موسى”؛ التي أكدت أن الأهالي يعانون نتيجة شح مياه الشرب من جهة؛ واستغلال ذوي النفوس الضعيفة من بعض مالكي صهاريج المياه لمعاناتهم؛ حيث يعملون على رفع أسعار إيصال المياه إلى المنازل.
كما أكدت صباح أن مشروع جر مياه الفرات نحو الحسكة كان بارقة أمل للأهالي الذين فرحوا بإنجازه وبدء ضخ المياه نحو الأحياء؛ إلا إنهم تفاجأوا بتوقفها فجأة؛ الأمر الذي ترك انطباعاً سلبياً لديهم إزاء أي حل مرتقب للمعضلة المتمثلة بتوفير مياه الشرب.
العمل مستمر لعودة الضخ
في السياق؛ وللوقوف على المشكلة التي تعرضت لها محطة الصور؛ الأمر الذي أوقف ضخ المياه نحو الحسكة؛ التقينا؛ الإداري في محطة مياه العزيزية داخل مدينة الحسكة “محمود الكنهوش”؛ الذي أشار إلى أن آخر وجبات الضخ كانت لأحياء الصالحية والمفتي ليتوقف وارد مياه الشرب بعدها في التدفق نحو المحطة.
الكنهوش أشار إلى أن المشكلة تتلخص في انسداد قناة الري نتيجة تراكم الرمال والأعشاب والأشنيات؛ وذلك نظراً لطولها الذي يتجاوز الـ 40 كم؛ وهذا التراكم يعيق دخول المياه إلى خزانات التجميع؛ رغم وجود “مصائد” على طول القناة.
وأضاف الكنهوش إن قطاع الري في دير الزور باشروا منذ لحظة الانسداد بتنظيف القناة؛ التي تستمر في ضخ المياه بنسبة 75 بالمئة؛ إلا أن النسبة المنخفضة نسبياً لتدفق المياه لا تسمح بتشغيل مضخات المياه نحو المحطات التالية.
وأشار إلى وجود ثلاث مصائد تعمل على التقاط الشوائب من قناة الري قبل وصولها إلى المحطة؛ كما يوجد بعد كل محطة رفع مصيدة منفصلة؛ منوهاً إلى إن الكميات الهائلة من الأشنيات إضافةً إلى تراكم الرمال في قاع القناة أوقف عمل المحطات.
الكنهوش أكد؛ إن الخطوط داخل قطاع الحسكة؛ والمتضمنة محطتي العلوة والسبعة وأربعين والخطوط الواصلة بينهما؛ إضافةً للخط الوارد نحو الحسكة؛ جاهزة للتشغيل فور الانتهاء من تنظيف القناة وبدء الضخ من محطة الصور.
فيما لفت الكنهوش إلى؛ إن قطاع دير الزور المسؤول عن جزئه من المشروع يعمل ليل ونهار على تنظيف قناة المياه؛ عبر عدة طرق؛ وأبرزها فتح قنوات تصريف نحو نهر الخابور؛ لإزالة هذا التراكم وعودة الضخ.
ونوه الإداري في محطة مياه العزيزية بمدينة الحسكة “محمود الكنهوش” في ختام حديثه إلى إن هذه الحلول إسعافية؛ ريثما يبدأ الوقت الفعلي لتعزيل قناة الري والموقت في الخامس عشر من شهر أيلول الحالي؛ وحتى بداية تشرين الأول المقبل؛ حيث سيتوقف المشروع مؤقتاً في تلك الفترة؛ ريثما تنتهي عمليات التنظيف الدورية التي وضع لها برنامج مُسبق.