سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مسرحيون سعوديون: هناك تحديات لكن كلنا أمل

نظمت هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية لقاءها الافتراضي الثاني أخيراً مع المسرحيين الشباب بعنوان “أصوات مسرحية جديدة”، واستضافت فيه الممثل والكاتب المسرحي عبدالعزيز جرب، والسينوغرافي والمخرج محمد جميل، والممثل والكاتب المسرحي ثامر الحربي، فيما أدارت اللقاء -الذي أقيم عبر قناة وزارة الثقافة على منصة يوتيوب- الكاتبة المسرحية إشراق الروقي.
وتناول المشاركون دور هيئة المسرح والفنون الأدائية، ومبادرة فرقة المسرح الوطني في خلق بيئة جاذبة من شأنها صناعة فرص حقيقية لاحتراف المواهب المسرحية السعودية، وتصديرها للسوق المحلي، إضافة إلى جانب تدريب العاملين في مجال المسرح على الأمور الفنية والإدارية، وضرورة إيجاد سبل للشراكة التعاونية بين هيئة المسرح والفنون الأدائية والمؤسسات الحكومية والخاصة لاستثمار الموظفين الموهوبين، وتسهيل الإجراءات الخاصة بتفريغهم ليتمكنوا من الإسهام في الإنتاج الثقافي والفني والمسرحي في المملكة.
وتحدث في بداية اللقاء عبدالعزيز جرب عن الإيجابية والتفاؤل التي يعيشها المسرحيون في السعودية بعد سنوات طويلة من التهميش للنشاط المسرحي، مشيراً إلى أن أغلب الفنانين بدأوا يلمسون بشكل واضح التغيرات الإيجابية بعد أن أصبح لأحلامهم ملجأ، ولواقعهم المسرحي مؤسسة رسمية تسهم في المضي به قُدماً، وهو ما جعل طموح الشباب يزداد رغبة في الإسهام في خدمة عمل هيئة المسرح والفنون الأدائية لإثراء الحركة المسرحية التي تعد امتدادا لحركة قادها لسنوات طويلة رواد ضحوا بالغالي والنفيس لدفع الحركة المسرحية رغم التحديات والصعوبات التي واجهتهم في العقود الماضية.
تحديات كثيرة تواجه العمل المسرحي
وتباينت الكثير من الآراء في النقاشات المختلفة، هناك تحديات كثيرة تواجه العمل المسرحي، منها ضعف سوق الإنتاج المحلي، واقتصار ظهور المواهب في المهرجانات المسرحية فقط، إضافة لانحسار الأعمال الفنية في بعض المدن الكبرى وغيابها في الكثير من مناطق المملكة، كما أن قلة أو انعدام الوظائف المتخصصة في المجال المسرحي تعد من أهم التحديات التي تواجه العاملين في هذا المجال، فيما هناك فرق شاسع بين ما يُقدم على خشبة المسرح والجمهور، إضافة إلى ذلك غياب الاهتمام بتصدير الموهبة المسرحية.
فالفنان بشكل عام مشغول بالجوانب الفنية والإبداعية، وقد لا يجد الوقت الكافي ليعطي الجانب الإداري حقه، لذلك من الضروري التركيز على صناعة قادة من الجيل الشاب وذلك بالاستفادة من خبرات الرواد وأصحاب التجارب الذين يملكون رصيدا كبيراً من السنوات لا يقل عن 25 سنة، وهو ما سيختصر على الشباب المدة في خوض تجارب سبق وخاضها مسرحيون قبلهم.
من جهته تطرق الفنان محمد جميل للعقبة التي تواجه أغلب العاملين في المسرح، وهي تتعلق بالتوفيق بين حياتهم الوظيفية -التي تأخذ منهم جل طاقتهم ووقتهم- ومزاولة النشاط المسرحي، ورغم ذلك لا زال المسرحيون يضحون بوقتهم الخاص لمحاولة إنعاش شغفهم الفني.