سأبدأ كتابي هذا بعبارة //مستعدة دائماً// فهذه العبارة توحي إلى ما يرمز إلى الاستعداد لأشياء كثيرة ولكني ما أود أن أقوله في هذه العبارة هو الاستعداد للمواجهة، والاستعداد للدفاع عن الذات، والاستعداد لحماية نفسي وشعبي وأرضي، والاستعداد للوقوف في وجه كل من يود زعزعة أمن المنطقة، الاستعداد لإشراقة جديدة في وطن حر، الاستعداد لوحدة الصف.
في ظل الظروف الراهنة وبشكل خاص في السنوات السبع الأخيرة لابد لنا من التعمق في بحثنا وتحليل كل ما يحصل من حولنا ومعرفة السياسة التي تتبعها الدول الخارجية فيما يخص بلدنا. فالكل يطمع في الأراضي السورية والجميع راغب في بسط سيطرته على المنطقة وخاصة الدولة الطامعة بثرواتها، حتى باتت الحرب تنهش الأمن والاستقرار فيها وباتت الحرب سيدة المواقف فالظروف باتت مستعصية على أهلها. ولكن في الشمال السوري أصبحت الأجواء ساكنة وتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة بعد بزوغ شرارة ثورة روج آفا وتحقيق الانتصارات على يد قوات سوريا الديمقراطية ولا سيما بعد تحرير أكثر مناطقها من مرتزقة داعش، فهذا النجاح لم يُطمئن بعض الدول الطامعة فاليوم هناك من يخطط لكسر إرادة الشعب السوري والاستيلاء على منجزاته وبشكل خاص في الشمال السوري، إلا أن شعبها لم ولن يقف مكتوف الأيدي خاصة الفئة النسائية هذه الفئة التي قدمت أثمن ما تملك وضحت بروحها في سبيل أن ينعم شعبها بالأمن والاستقرار علماً أن نضالها طال سنوات الحرب حتى الوقت الحاضر لتدافع بكل ما أوتيت به من قوة عن وطنها الأم.
فمسيرة المرأة في الشمال السوري رُفِعت لها رايات التقدير لما حققته، فقد أنجزت الكثير في جميع المجالات وفي مقدمتها المجال العسكري فدافعت عن كل شبر في مناطق الشمال السوري وعن شعوب هذه المناطق فلم تفرق بين عرب أو كرد أو مسيحيين أو تركمان لأن همها الوحيد كان تحرير المنطقة من رجس المرتزقة.
وهكذا كان لصدى نضال المرأة صخرة تنادي بالحرية، فأصبحت المثال الأعلى لكل نساء العالم.
واليوم عندما يدّعي رئيس أمريكا بالانسحاب من الشمال السوري مدعياً بأن المنطقة تحررت من المرتزقة وفي الوقت ذاته نجد الاحتلال التركي يهدد أمن المنطقة للسيطرة على المنطقة واحتلالها، هذا الشيء يثير اهتمام المرأة لتجدد عهدها من أجل بلدها والمضي في طريق الدفاع عن شعبها بكل الوسائل.
لذا فصرخاتها وهي تنادي ((لا للاحتلال العثماني، لا للمحتل التركي)) وتظاهرها على الحدود السورية في الشمال السوري ليس إلا محاولة لإيصال صوت المرأة إلى العالم أجمع وهي بأن المرأة مستعدة دائماً لمواجهتهم، وستضحي بكل شيء من أجل أمن بلدها.
فمسيرة نضال المرأة التي بدأت منذ آلاف السنين في وجه الذهنية المتسلطة ستستمر ضد المحتل التركي وغيرهم من الطامعين والراغبين باحتلال الأراضي السورية، فالمرأة السورية باتت تعرف حقوقها ولن ترضى بالاحتلال مازال الدم جارٍ في عروقها.