عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ اشتكى مزارعون بريف الرقة الشمالي وعين عيسى من الصعوبات التي يواجهونها بعد حصاد محاصيلهم من الذرة الصفراء لهذا العام، وتدني أسعارها عقب قرار وقف تصديرها، مُطالبين الجهات المعنيّة بتقديم تسهيلات إضافية للتصرّف بها، وإيجاد آليات لوقف استغلالهم من قِبل التجار.
وبعد إصدار الإدارة العامة للمعابر لإقليم شمال وشرق سوريا، والذي يتضمن وقف تصديرها إلى خارج مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية هبطت أسعارها بشكلٍ كبير، حيث كانت تُباع مع بداية حصادها لهذا الموسم بمبلغ 230 دولار أميركي للطن الواحد فيما وصلت أسعارها بعد القرار لمبلغ 180 دولار أميركي للطن الواحد مع توقف حركة البيع والشراء، الأمر الذي يؤثر مباشرةً على المزارعين الذين يحاولون تصريفها مع صعوبة تخزينها، وتكاليف إضافية على تجفيفها بالطرق التقليدية.
صعوبات التسويق وتكاليف أرهقت المزارع…!
ويضطر أغلب المزارعون بريف الرقة الشمالي وعين عيسى ممن تمكنوا من حصاد محصولهم من الذرة لتجفيفها بشكلٍ بدائي بسبب التكاليف الباهظة المترتبة على نقل محاصيلهم إلى مجفف الرقة، ونشرها “للتجفيف” على الطرق السريعة الإسفلتية بالرغم من خطورة ذلك بسبب السيارات والآليات العابرة إلى جانب اضطرارهم لقطع الطريق والتسبب بحوادث حتمية.
فيما يستغل “تجاز المحاصيل الزراعية” المزارعين لاضطرارهم لبيع محاصيلهم بأثمان منخفضة لا تكاد تُغطي المصاريف الباهظة، وكذلك استغلال قرار منع التصدير خارج مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية لكسر أسعارها، وشرائها بأسعار لا تتناسب مع التكاليف الباهظة التي تكبدوها خلال أشهر الزراعة حتى وصولها إلى مرحلة الحصاد، وتتفاوت الأسعار من تاجر إلى تاجر آخر، في الوقت الذي يسارع فيه المزارعون لحصاد محاصيلهم لتجنب تكبّد المزيد من الخسائر أو تعرّض الذرة للتلف نتيجة الأمطار المتوقعة خلال هذا الموسم.
التكاليف والصعوبات
وبهذا الصدد؛ أجرت صحيفتنا “روناهي” لقاءات مع مزارعين من ريف الرقة الشمالي حيث يقول المزارع أحمد العلي: “بعد أن حصدت محصولي من الذرة أقوم بتجفيفه على الطرقات السريعة، وهذا الأمر ما كان ليحدث لولا التكاليف الباهظة والإضافية التي تُضاف إلى محصولي وعليه سأضطر إلى الإسراع ببيعه لأن كل يوم تأخير سيُكلفني المزيد من المصاريف، والاستغلال من التجار، وخاصةً مع هطول الأمطار، وقيام التجار بكسر الأسعار التي كانت تصل إلى 230 دولار للطن الواحد من الذرة، ولكن النتيجة كانت سيئة إذا لا يشترونها بأكثر من 180 دولار للطن مع عدم وجود طلب عليها”.
ولفت العلي إلى أن هنالك عمليات استغلال للمزارعين من بداية الموسم حيث يواجه المزارع تكاليف الفلاحة والزراعة وشراء البذور وأجرة العمالة، ودعم المحصول بالأسمدة والمواد اللازمة، حيث أضطر أغلب المزارعين إلى الاستدانة لتمويل محاصيلهم ومنها الذرة الصفراء، وفي حين أن تكلفة الدونم الواحد من الذرة الصفراء تصل لـ 100 دولار أميركي حتى وصوله إلى مرحلة الحصاد.
مُناشدات بِرسم المعنيين…!
من جانبه شدد المزارع “حمود اسماعيل” من (بلدة الهيشة التابعة لمدينة عين عيسى) على ضرورة إيجاد حل لمزارعي الذرة الصفراء من الجهات المعنية في الإدارة الذاتية الديمقراطية مع مراعاة وضع الأرياف البعيدة عن مركز المدينة، والذين لا يجدون خياراً آخر سوى تجفيف محاصيلهم بالطرق البدائية وإشغال الطرقات العامة.
وحذّر إسماعيل من عزوف المزارعين عن زراعة حقولهم بمحصول الذرة الصفراء بعد أن تكبّدوا خسائر فادحة خلال المواسم الزراعية السابقة، واضطرارهم إلى استبدالها بمحاصيل أكثر جدوى اقتصادية ليستطيعوا إعالة أُسرهم، ودعم محاصيلهم الزراعية الأخرى والاستمرار بالزراعة ككل.