سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مزارعون يتجهون لزراعة “الجبَس بأنواعه” لأسبابٍ عدة…!

روناهي/ عين عيسى ـ

يتوجه مزارعو كري سبي لزراعة محاصيل صيفية أخرى أقل تكلفة وأكثر نفعاً بديلاً للزراعات التقليدية التي بدت لهم مكلفة للغاية مع محدودية الدعم المقدم من الجهات المعنية.
وكان أغلب مزارعو المنطقة قد عزفوا عن حرث حقولهم الزراعية بالمحاصيل الصيفية المعتادة كـ (الذرة الصفراء ـ القطن)، والتي تعد رئيسية بالنسبة لهم لارتفاع تكاليف زراعتها (يد عاملة ـ أسمدة ـ فلاحة ـ …وغيرها)، مقارنة بتوجههم لزراعة محاصيل أخرى كالجبس بأنواعه (البذر ـ الأحم).
أسباب زراعة الجبس
وتعددت أسباب توجه المزارعين الى زراعة أصناف من الجبس منها قلة التكاليف المتعلقة بزراعته، وعمر المحصول الافتراضي، الذي لا يتجاوز 60 يوماً بالنسبة للجبس الأحمر المخصص للأكل، فيما يمتاز جبس البذر بقلة تكاليف زراعته، وعدم وجود حاجة للسقي سوى مرة واحدة أثناء الزراعة.
وبهذا الصدد قال المزارع حسين حمو: ” زراعة الأصناف التقليدية من المحاصيل مكلفة للغاية بمقابل الأسعار المنخفضة للقطن والذرة الصفراء، والحاجة الدائمة لليد العاملة والتكاليف الى أخر مرحلة من الزراعة، وهي جني المحصول، لذلك التوجه الى زراعة أصناف أخرى أفضل من ترك الأراضي بوراً، والأن أغلب المزارعين يدرسون الجدوى والمردود قبل التوجه الى زراعة أراضيهم”
وأردف ” جربنا في الأعوام السابقة أصنافاً متعددة من المحاصيل الزراعية ومنها الذرة الصفراء، ولكن الحاجة الى السقي المنتظم لهذا المحصول يتطلب مصاريف باهظة وعالية، كذلك ارتفاع أسعار المحروقات والتواجه الى السوق السوداء لتأمينها في ظل قلة الدعم من المعنيين وانعدامه يحدد مسبقاً مستقبل مواسمنا لذلك يرى أغلبية المزارعين بترك هذه الزراعات استراتيجية جديدة لزراعات بديلة “.
ويفضل المزارع” حمو ” زراعة محصول الجبس الأحمر على الزراعات التكثيفية الأخرى حيث تناسب أرضه، وتحقق إنتاجية جيدة تدر عليه أرباحاً لا بأس بها، بعد أن جهز أرضه بشبكة تنقيط حديثه لتوفير المياه، وضمان وصول الأسمدة إلى النباتات بشكل جيد، والمواظبة حتى وصول محصوله الى مرحلة النضج.
تكاليف قليلة
من جهته توجه المزارع أحمد الظاهر إلى زراعة جبس البزر وهو أحد أصناف الجبس الذي لا يتطلب سقاية أو تكاليف إضافية، حيث يقوم المزارعون بحراثة الأرض الرطبة أواخر شهر حزيران بعد سقايتها بشكل جيد، ثم يقوم المزارع بذر المحصول بألة خاصة أو باليد خلف الجرار الزراعي.
ويضيف: “إن النبات ينمو بشكل سريع وتترك الأرض والنبات فقط للمراقبة دون القيام بأي عمل آخر، حتى فترة حصاده في شهري (تشرين الأول والثاني).
وتعليقاً على سبب توجهه لزراعة جبس البذر يقول المزارع أحمد الظاهر:” السبب هو قلة التكاليف لأن جبس البذر لا يحتاج إلى الكثير من التكاليف عدا مصاريف الحراثة، وشراء البذور، ولكن هناك مشكلة في قلة الإنتاجية، وقابلية الأرض الزراعية المستهدفة لإنبات هذا النوع من الزراعة، ومن الممكن أن تعرضنا للخسارة نتيجة ذلك “.
ويطالب المزارع “الظاهر” في ختام حديثه بدعم المزارعين أكثر، ودعم الزراعات الأخرى، وخاصة الصيفية منها لأنها تتطلب الكثير من المصاريف المرتبطة بالأسمدة، وتوفير المحروقات بأسعار مناسبة.