روناهي/ الشهباء يستقبل مركز الهلال الأحمر الكردي في بلدة أحرص أكثر من 150 حالة مرضية بشكلٍ يومي، وسط ضعف الإمكانات الطبية والكادر المتخصص الذي يقتصر على طبيب داخلية وطبيبين للأسنان.
بالرغم من ضعف الإمكانات؛ يستمر الهلال الأحمر الكردي في مساندة أهالي عفرين المهجرين من ديارهم قسراً من قِبل الاحتلال التركي، والعمل على تقديم الخدمات لهم وحمايتهم قدر المستطاع من الأمراض السارية والوبائية.
يضم المركز عيادات يومية للداخلية والأطفال والإسعافات الأولية، إضافةً لمركز متخصص للسنية، يتم فيه قلع الأسنان وإجراء العمليات البسيطة الغير مُعقدة فقط، نتيجة عدم وجود غرفة عمليات مجهزة بالشكل اللازم.
تستقبل النقطة 150 مريض يومياً
ويتألف المبنى الذي كان في السابق عبارة عن مقر لمجلس مقاطعة الشهباء وتم التبرع به لصالح الهلال الأحمر الكردي بهدف إنشاء مشفى ميداني، إلا أن مشروع المشفى انتقل إلى ناحية فافين بعد اكتظاظ المنطقة بمهجري عفرين الذين خرجوا قسراً من ديارهم بعد الاحتلال التركي، ومن هنا بدأ الهلال الأحمر الكردي بدعم هذه النقطة التي كانت بمثابة أول نقطة طبية استقبلت مُهجري عفرين في المنطقة.
ويوضح الإداريون في النقطة إنها تستقبل بشكلٍ يومي 150 مريض بشكلٍ وسطي بينهم 50 طفلاً، في حين يصل مراجعي قسم السنية إلى 120 مريض يومياً، في وقت كان هذا العدد مضاعفاً قبيل افتتاح مشفى آفرين، ويحاول الكادر الطبي المؤلف من ثمانية ممرضين وإسعافيين يعملون بشكلٍ طوعي، وثلاث أطباء لتقديم الخدمات الطبية وفق الإمكانات المتوفرة لديهم، وخُصِصت صيدلية لهذه النقطة، بحيث تمنح الدواء المتوفر بشكلٍ مجاني لكافة الأهالي من النازحين من المناطق المتفرقة من سوريا، ومهجري عفرين والمقيمين من أهل البلدة والبلدات المجاورة لها.
ويُعتبر الكادر الطبي المتخصص شبه مفقود في هذه النقطة، إذ يقتصر قسم الداخلية على طبيب واحد فقط، يستقبل في اليوم ما يقارب 150 مريضاً، وهذا يتسبب في ضغط نفسي وجسدي على الطبيب في وقتٍ قصير، يمتد ما بين الساعة التاسعة صباحاً إلى الثالثة عصراً.
تقاعس ملحوظ من قِبل المنظمات
وأوضح الإداري في المركز “جكر خوين”، بأنه يتوفر ضمن صيدلية المركز نحو 60% من الأدوية المطلوبة، وجميع هذه الأدوية تُقدم من منسقية الصحة في الشمال السوري، وتابع جكر خوين بالقول: “لكن هناك أنواع غير متوفرة ونحن بحاجة إليها بشكلٍ ملح، نتيجة ضعف الحالة المادية للشعب هنا”.
وعن دور المنظمات في دعم هذا المركز، أشار جكر خوين بأنه لا يوجد هنا أي دعم يُذكر من قِبل أي منظمة طبية رسمية أو غير رسمية للمواطنين، باستثناء بعض العيادات المتنقلة التي لا تفي بالغرض ولا تضم كافة الاختصاصات، وليس لها أهمية تذكر من حيث المنطق الطبي، ونوّه بأن المركز يعاني من ضعف في الأجهزة، ومن بينها جهاز تخطيط القلب والقسم النسائي وبعض الأجهزة البسيطة مثل؛ جهاز تحليل السكر الذي يعتبر ضرورياً في مثل هذا المركز.
وبيّن جكر خوين بأن المركز يضم مستودعاً لتوزيع الحليب على الأطفال الرضع دون السنة، ويتم تخصيص أربع علب حليب لكل طفل، وهذه الكمية لا تكفيهم، ولكن يحاول المركز تقديم كمية معينة لكل عائلة بهدف تغطية كافة العائلات، ويوزع ما يقارب 400 علبة حليب كل خمسة أيام، أي بمقدار 80 علبة بشكلٍ يومي.
وذكر جكر خوين بأن الحالات المرضية التي تتكرر بشكلٍ كبير ضمن المركز الطبي، هي أمراض الأطفال من حالات إسهال وغيرها، وفي حال عدم قدرة المركز على تقديم العلاج في الحالات الحرجة، يتم نقلها إلى المشافي القريبة.