سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مرحلة التشييد

د. هاجار عبد الفتاح_

تعتمد مرحلة الإنشاء والتشييد على القرارات والدراسات والاتفاقيات والاستعدادات التي يكون المالك قد وفّرها للمشروع، وتُعدُّ هذه المرحلة بعيدة الأثر على مستقبله فهي تبدأ بإعداد  الدراسات الهندسية وتحضير التناقضات وطرحها ثم الإشراف على التشييد وإدارته، ومن ثم العمل على إعداد نُظم التشغيل الفنية والإدارية ولوائحها وتحضير الاحتياجات البشرية والمادية لهذا الغرض، وأخيراً بدء التشغيل التجريبي وحل مشكلاته وفي هذه المرحلة تُصرف الاستثمارات ويتم تحديد الكثير من طبيعة وحجم ونفقات التشغيل اللاحقة خلالها، وهي لذلك تُمثل حجر الزاوية في متوسط تكاليف الإنتاج وهيكلها الرأسمالي والتشغيلي.
ويطرح التساؤل حول كفاءة إدارة هذه المرحلة، ويثير القلق بشأن مدى تأثير هذا الارتفاع في متوسط التكاليف على مستقبل المشروعات الاقتصادية في المنطقة، الأمر الذي يجب أن يدفع المهتمين من أبنائها إلى تحليل هيكل هذه التكاليف وتحديد نقاط الضعف في إدارته تمهيداً لمعالجة ما يعضد جهود التنمية الاقتصادية.
في هذا الصدد يمكن الإشارة إلى عدد من العوامل والظواهر غير الصحية المؤثرة على ارتفاع متوسط التكلفة الرأسمالية في المنطقة، وهذه العوامل والظواهر تتمثل في التالي: ضعف الحس الاقتصادي…عدم توفر شروط كفاءة إدارة التشييد… الآثار المالية والنفسية لدور الوسطاء المحليين… محاولة الانتفاع الخارجي والداخلي.
1-ضعف الحس الاقتصادي: من الملاحظ أن الاهتمام بضبط التكاليف والسعي إلى تخفيضها لا يحظيان بالاهتمام الكافي، الأمر الذي أدى إلى التراخي في ضبط التكاليف مجاراةً لأوجه الأنفاق العام الأخرى.
2-عدم توفر شروط كفاءة إدارة التشييد: تدني كفاءة إدارة التشييد ظاهرة ملحوظة من دلائلها تزايد التكاليف.
3-الآثار المالية والنفسية لدور الوسطاء المحليين: من ناحية تتمثل آثار هذه المشكلة في زيادة تكلفة مالية غير مبررة اقتصادياً واجتماعياً، ومن ناحية أخرى تفتح مجالاً يشجع على ممارسة الضغط على الجهات المناط بها تنفيذ المشروعات مما يؤثر على فعالية هذه الجهات ويخلق آثار نفسية تؤدي إلى تنمية روح سلبية لدى الأفراد.
4- محاولة الانتفاع الخارجي: الشركات الأجنبية والمستشارون الأجانب سادت لديهم نظرة أنانية تماثل نظرة الحاسدين لحديثي النعمة، نظرة تنطلق من الشعور بعدم أحقية هذه الأقطار فيما تدفق عليها من ثروة كما تنطلق من اقتناعها بعدم قدرة هذه الأقطار على الاستفادة من تنمية ثروتها، بمعنى ثروة ضائعة.