سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مرثية لسيدة المدينة

عبير دريعي_


أيها البارد
لا تتسكع على أرصفة
مدينتنا
أيها الممل
لا تقتفي أثر الظلال
في برارينا
ارحل دونما تردد
اِخلع عن جسَدك
ألوان سماواتنا
أخذت الفصول
وزركشات زهور سهولنا
تسلقتم “حفاة” جبالنا
أما يكفيكم
نبشتم قبور أجدادنا
ولحستم قدورنا
سرقتم ماشيتنا
والأغاني
أبناؤنا في بلاد الصقيع
ينتظرون نعواتنا
وأنتم هنا تسرقون الخابور
وشجر زيتوننا
حرقتم سنابلنا
وأخذت الريح بيادرنا
كيف نحيا في بلاد
لا سماء لها؟
كم علينا
أن نعجن طحيننا بالدم.
دعوا لنا خبز الحياة
دعوا أسراب النساء
تغادر مساءات أيلول الهادئة
نساؤنا ضيفات أنيقات
لقصدير المرايا
سئمت أرواحنا إيقاع الرصاص
لا تحطموا المرايا
دعونا نمشط شعر الجنيات
كل صباح..
إن هبَّ الرَّحيل
أيّتها النِّساء
من يُصلح أشرعة قواربنا؟
قد تعصف الرياح
أيها الحُفاة العُصاة
اِغسلوا أياديكم
من دمِ الفراشاتِ
اتركوا لي جدران بيتي
دعوا الصور
تنام على الجدار
نوافذي مفتوحة
شجر عامودا
يغني لسريري كل مساء
مراثي الرحيل
وترتل العصافير
أناشيد العودة.
هناك في شرمولا
سيكون لي متسع من الحرية
والكثير من الهواء
هناك حطب الخريف
سيدفئ جسدي
سأحلم بوطن بلا حدود
لعناق أزلي
لأبنائي الأربعة
وإخوتي الغائبين
سأثمل الليلة
بنشيج ناي حزين
أرفع نخب الكروم المنسية
هناك على الحدود
أصبغ بالحناء
أصابع وجهي الهزيل
أزيل صدأ الموت
عن ثقوب نايٍ حزينٍ
نامت الفراشات الرشيقات
نثرت الملح ليلة الخميس
على معابر الوطن
كي لا تُفسد المدينةُ
وكي لا تُفسدُ معك
الأوقات
قرية kaxurê، “كاخُرة في عفرين تستغيث، أرفعوا أيديكم عن دمِ الفراشات”.