No Result
View All Result
المشاهدات 11
رستم عبدو –
تقع مدينة آمد أو آميدا كما كانت تعرف أيضاً خلال فترات تاريخية قديمة، في منطقة سهلية محاطة بالجبال بالقرب من نهر دجلة, في باكور كردستان- شمال ميزوبوتاميا, عند مفترق الطرق التجارية القديمة التي كانت تربط الغرب مع الشرق الأقصى, والتي شكلت عبر مراحلها التاريخية مركزاً للإدارة والتجارة والفن والعلوم.
استوطنت المدينة خلال الألف السابع قبل الميلاد ثم خلال الفترات الحورية- السوبارية, والميتانية, والحثية, والأورارتية, والآرامية, والآشورية الحديثة, والميدية, والأخمينة, والرومانية, والبيزنطية, والفترات الإسلامية وتضم إلى جانب القلعة التاريخية نحو ستة وعشرين موقعاً ومعلماً متميزاً لعل أهمها وأقدمها هو موقع “جايانو” الواقع في الشمال من المدينة والعائد لفترة العصر الحجري الحديث.
تاريخ بناء قلعة آمد التي تعد أحدى أهم القلاع التي ما تزال موجودة في المنطقة والعالم، غير معروف على وجه الدقة, وإن كان البعض من الباحثين يرجعون تاريخ بنائها إلى الفترة الإغريقية ٣٣١ ق.م وآخرون إلى الفترة الرومانية ٥٠ ق.م قبل أن تصبح أحد أهم مدنها في منطقة الشرق الأوسط خلال عام ٢٣٠م.
أحيطت القلعة بالأسوار بدءاً من القرن الرابع الميلادي واكتملت في عهد الدولة البيزنطية وجددت خلال الفترات الإسلامية من ضمنها الفترة العثمانية.
أنشئت أسوار القلعة من الحجارة البازلتية السوداء التي تم جلبها من الهضاب القريبة منها، وذلك على شكل سمكة الترس بطول يصل إلى 5كم تقريباً وارتقاع يصل إلى عشرة أمتار ومساحة تتراوح ما بين الثلاثة إلى خمسة أمتار. يتكون السور من أربعة بوابات رئيسية: هي بوابة ماردين من الجنوب وبوابة أورفا من الغرب وبوابة ييني من الشرق وبوابة داغ من الشمال، التي تم هدمها من قبل السلطات التركية لتوسيع المدينة، ومن اثنين وثمانين برجاً. يحوي السور نحو ثلاث وستين نقشاً تحمل كتابات بيزنطية ويونانية وإسلامية.
ونظراً لأهميتها أُدرجت مدينة آمد القديمة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي ألا أنها تعرضت في أوقات سابقة ولا سيما الأحياء القديمة منها للتعديات والانتهاكات من جانب الدولة التركية في محاولة منها لطمس معالمها التاريخية وتشويهها وتهجير سكانها من الكرد متجاهلة بذلك كافة القوانين والمواثيق الدولية.
أسوار آمد تستحق أن تُدرج على لائحة اليونسكو وتصبح إحدى محميات المجتمع الدولي وجزءً من التراث العالمي لأن اسوارها تعتبر الثانية على مستوى العالم من حيث الطول بعد سور الصين العظيم ولأن آمد قديمة قدم التاريخ وعاصرت حضارات عديدة وتعرضت للغزوات والحروب وشيد فيها عبر تلك الحضارات كنائس ومساجد كثيرة ومتميزة بعمارتها المبنية من الحجارة البركانية والممزوجة بالحجارة البيضاء.
من أهم معالمها الأثرية والتي لا تزال شامخة جامعها الكبير الذي يشبه إلى حد ما المسجد الأموي في دمشق والذي بناه السلطان السلجوقي مالك شاه في القرن الحادي عشر على أنقاض معبد قديم، كما توجد داخل أسوار المدينة القديمة العديد من الكنائس وأماكن العبادة.
أهمية المدينة تكمن بتاريخها المتواصل والذي لم ينقطع يوماً ويُقال أن هناك أربع مدن في الشرق الأوسط والعالم تضاهي آمد في تاريخها وهي ” بابل، نينوفا، آفس و فيليس” ولكنها اليوم صارت مدن للآثار والتاريخ، ولكن آمد بقيت مدينة معمرة ومأهولة بالسكان.
يذكر أن الإغريق أطلقوا على مدينة آمد اسم آميدا في حين أطلق عليها العرب اسم ديار بكر، أما الكرد فيطلقون عليها اسمها القديم آمد بيمنا يسميها الأتراك ديار بكر.
No Result
View All Result