No Result
View All Result
المشاهدات 0
تحقيق/ صلاح إيبو – شيار كرزيلي
عائلات بأكملها مصابة بمرض الجرب، إضافة لحالات إنسانية ومرضية أخرى تحتاج للرعاية الدورية وإجراء الفحوصات. لكن؛ لا وجود لنقطة طبية في مخيم يعد الأقدم في إقليم عفرين، ويقطنه حالياً 102 عائلة نازحة من عفرين، ولعل واقع الحال يتحدث عن سوء الخدمات العامة ومشاكل متعددة في الصرف الصحي وآلية الوقاية من الأمراض المتعددة في ظل انتشار مزارع رعي المواشي المتفرقة في الجهة الجنوبية للمخيم مما يضاعف مآسي القاطنين هناك، فهل من رقيب؟!
يقع مخيم الشهباء ضمن مناطق الشهباء المحررة بجوار أوتوستراد حلب ـ إعزاز شمال قرية دير جمال وجنوب قرية كشتعار التابعة لناحية شيراوا بعفرين، وأنشئ هذا المخيم منذ شهر آب 2016 بعد أن بدأت حملة ما يسمى (درع الفرات) المدعومة تركياً لاحتلال منطقة الباب ومحيطها، ونتيجة تزايد أعداد النازحين؛ افتتحت الإدارة الذاتية في عفرين مخيم الشهباء إلى جانب مخيم روبار في قرية بينه التي تحتلها الدولة التركية اليوم.
واليوم توافد إلى جانب عشرات العائلات من المناطق السورية الأخرى العوائل العفرينية إلى ذاك المخيم الذي كان بالأساس يعاني من نقص الخيم ومشاكل مختلفة أهمها قلة الأدوية الطبية والبطانيات وعدم وجود أدوات وتجهيزات الصرف الصحي فيه وقلة الحمامات الأمر الذي تسبب بأوبئة وأمراض آنذاك.
ويضم المخيم الذي شُيّد على أرض زراعية بمساحه 4 هكتارات، ويضم 110 خيمة، وتقتصر الخدمات فيه على إمداد القاطنين بالكهرباء عبر مولدة للتيار الكهربائي وعدد من خزانات المياه التي تزودها بلدية الشعب في شيراوا بالمياه الصالحة للشرب، إلى جانب عدد من السلال الغذائية التي يوزعها الهلال الأحمر الكردي مرتين شهرياً. لكن؛ يفتقر المخيم لنقطة طبية وكذلك نقص شديد في المواد الغذائية وبخاصة حليب الأطفال ما يشكل تحدياً حقيقياً أمام الكثير من العائلات التي لا تعرف طريقاً لتأمين قوت أطفالها أو معالجتهم في حال حدوث أي عارض صحي.
وفي جولة ميدانية لصحيفتنا على المخيم الذي ينتشر في جهته الجنوبية مزارع لتربية المواشي، والتي تتسبب في انتشار الحشرات الماصة والقوارض بين الخيم، وتوفر الأجواء المناسبة لتكون بؤرة للمرض في ظل ضعف الرعاية الطبية، إضافة لمشاكل في الصرف الصحي وعدم توفر كتل الحمامات المناسبة والتي تغطي أعداد القاطنين في المخيم.
إذا توحدت شكاوي قاطني المخيم في المجال الصحي والذي أكده الإداريون هناك، وبل ما زاد الخوف هي نسبة الإصابة بمرض الجرب الذي تجاوز 75% بحسب الإداري جيكر خون شيخو.
انتشار الحشرات… يهدد صحة الأطفال
وتقول روناهي سيدو، وهي أم لثلاثة أطفال: “الجو حار جداً، ويحيط بالمخيم مزارع لتربية الحيوانات وانتشار الحشرات الماصة بشدة (البراغيث)، وهذا الوضع يؤثر بشكلٍ مباشر على صحة الأطفال”، وناشدت روناهي البلدية أن يقوموا برش المبيدات الحشرية بشكلٍ دوري وإيجاد حلول مباشرة لمشكلة روث الحيوانات المجاورة للمخيم، وتابعت: “هناك تلوث للمياه أيضاً نتيجة هذه الحالة التي يمكن وصفها بالمزرية، والمنظمات التي تأتي على فترات طويلة لا تقدم شيئاً إلا اليسر لنا”.
ألف ليرة ربما تقضي على حياة إنسان
وطالبت الأم نظيرة نجار هي الأخرى بفتح مركز طبي ثابت في مخيم الشهباء وتقديم الخدمات؛ لأن جميع القاطنين هناك يعانون من الفقر، وتعاني الأم نظيرة من قصور في القلب وأجرت عملية قلب مفتوح قبل تسع سنوات وتبعها عملية قثطرة وشبكة قلبية، واليوم تحتاج هذه الأم إلى تصوير القلب كل ثلاثة أشهر.
ربما لا تكون هذه الأم هي الوحيدة التي تحتاج إلى الرعاية الطبية المستمرة والفحص الدوري في المشافي، لكنها بلا شك تحتاج إلى ألف ليرة سورية كل يوم لتغطية نفقات دوائها فقط، فمن أين يمكن لنازحة لا دخل لها تأمين دوائها الذي إن انقطع يوماً ربما تودي بحياتها؟!.
وعائلة سلوى بلال التي تعاني العلل، هي الأخرى قد تفجع بإحدى بناتها على غفلة وتقول: “طفلتي لديها جرثومة في الدم وهي تحتاج إلى المشفى بشكلٍ دوري، وهذه التحاليل التي يجب إجراؤها بشكلٍ دوري كل شهر غير متواجدة هنا وتحتاج إلى مركز تحليل متطور في حلب ولم يستجب أحد لنا إلى الآن”، والطفلة الأخرى لسلوى هي أيضاً تعاني من حالة صحية وضيق تنفس نتيجة تضخم في الغدة الدرقية وتحتاج إلى عملية فورية، لكن حالها كحال المئات من مهجري عفرين ربما يموتون قبل العودة إلى ديارهم!!.
أنيسة بكر من قاطني مخيم الشهباء، هجرت من راجو، وهي مريضة وأكدت أن الطرق مغلقة ولا يمكن أن تتلقى علاجها، الأم أنيسة كانت تسكن في مدينة حلب قبيل الغزو التركي، قررت البقاء في عفرين أثناء المقاومة ووصل بها الحال إلى مخيم الشهباء مع أبنائها، اليوم تحتاج بحسب ما أفاده أفراد عائلتها إلى تصوير طبق محوري للرأس وهو غير متوفر في هذه المنطقة وهم بهذا يبحثون منذ فترة عن طرق لعلاجها دون جدوى، مؤكدين أن الفرق الطبية في المخيم لم تقدم لهم شيئاً سوى بعض الأدوية نتيجة عدم توفر الأجهزة المطلوبة.
سعي الإداريين لحل المشاكل لكن… لا جهات مستجيبة!
وقبل مدة تم انتخاب إدارة جديدة للمخيم من القاطنين فيها لعلهم يعلمون مشاكلها ويسعون لحلها بأسرع وجه، ويقول الرئيس المشترك للمخيم جيكر خون شيخو: “نحن اليوم في فصل الصيف وهناك حالات مرضية عدة منتشرة في هذا المخيم، ونستطيع القول: إن انتشار مرض الجرب هو الأكثر شيوعاً في مخيم الشهباء، وتصل نسبة الإصابة إلى 75% من قاطني المخيم”، والسبب بحسب الإداري الذي اتفق مع بعض الأهالي في حديثهم لنا هو وجود مربي المواشي بالقرب من المخيم وهذا يؤدي لانتشار الحشرات الماصة، والحلول المقترحة تكمن في إزالة السبب الرئيسي وهو وجود المواشي، إما بتغير مكانه أو تنظيف المكان باستمرار؛ لأن رش المبيدات دون إزالة السبب لن ينفع بشيء وأكد أنهم نسقوا مع بلدية الشعب في دير جمال على تنظيف المكان ورش المبيدات الحشرية المناسبة، ولكن لم يبدأ العمل بعد.
وأكد جيكر خون شيخو أن هناك مشكلة الصرف الصحي أيضاً ونتج عنه تزايد الأمراض الجلدية وقال الإداري أنهم نسقوا مع إدارة الشهباء وعفرين في هذا الصدد. لكن؛ لم يلقوا أي استجابة من المجالس ولا المنظمات المعنية كالهلال الأحمر الكردي والسوري، إضافة لتهالك كتل الحمامات وغيرها من المرافق العامة وهي تحتاج إلى الصيانة بشكلٍ عام.
ويقطن في المخيم 102 عائلة وتفتقر إلى نقطة طبية دائمة وعدم توفر الأدوية، وفي هذا الصدد نسقت إدارة المخيم مع المجلس الصحي في الشهباء. لكن؛ دون استجابة أيضاً، واقتصر تقديم الخدمات الطبية فقط على الجولات التي يقوم بها الهلال الأحمر الكردي وبعض الفرق الطبية المتنقلة والتي لا تأتي إلى المخيم إلا كل أسبوعين مرة واحدة، واقتصر الحل الطبي الوحيد على تخصيص سيارة من المخيم ذاته لإسعاف الحالات الحرجة على نفقة الإدارة الذاتية إلى نقطة الهلال في تل رفعت أو مشفى آفرين.
وبدورنا أجرينا عدة اتصالات مع هيئة الصحة في مقاطعة عفرين ومنسيقة الصحة بإقليم عفرين والهلال الأحمر الكردي لمعرفة صحة نسبة انتشار مرض الجرب، ولكن لم نحصل على أجوبة صريحة.
ويبقى سكان هذا المخيم على حالهم حتى يأتي يوماً وتتنبه الإدارة الذاتية إلى ذاك الواقع، رغم أن مخيمي سردام وبرخدان يحظيان باهتمام أكبر، إلا أن هذا المخيم الذي يقع على مقربة من خطوط الجبهة يشكل الحلقة الأضعف حالياً من حيث التنظيم والاهتمام الذي أشادت منظمات دولية زارت مخيمات الشهباء عامة بنوعية التنظيم الذي أفرزته الإدارة الذاتية الديمقراطية.
No Result
View All Result