أكد رئيس الطريقة القادرية في سوريا الشيخ محمد القادري أن تحقيق الوحدة الوطنية الكردية سيكون له نتائج إيجابية على مشروع الأمة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، وأشار إلى أنّ الشعب الكردي مؤمن بأخوّة الشعوب في المنطقة، وهو شعب يتبنى مبدأ المساواة بين الشعوب كافة. وشدد على ضرورة توحيد الكُرد لصفهم والإدراك بأن وحدة الصف تشتت الأعداء..
باتت الوحدة الكردية حديث المجتمع وبخاصة في الآونة الأخيرة، وبعدما نجحت المرحلة الأولى من اللقاءات منها، يترقب الشعب الكردي بدء المرحلة الثانية من المباحثات بين الأطراف الكردية؛ لتذليل الصعوبات التي تعترض طريق وحدة الصف الكردي، والوصول إلى الغاية المنشودة من اللقاءات التي تُعقد، وبأسرع وقت ممكن؛ لأن مسألة الوحدة الكردية مسألة مصيرية لا تخص أشخاصاً بعينهم ولكنها قضية شعبٍ يعيش على أرضه التاريخية منذ آلاف السنين.
تحقيق الوحدة سيكون له نتائج إيجابية
وبهذا الصدد؛ تحدث رئيس الطريقة القادرية في سوريا الشيخ محمد القادري لوكالة أنباء هاوار قائلاً: “على شعوب المنطقة الإدراك بأن الوحدة الوطنية الكردية سيكون لها نتائج إيجابية على مشروع الأمة الديمقراطية في مناطق الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا، ويقوّي روابط الأخوّة بين الشعوب. الشعب الكردي مؤمن بأخوّة الشعوب في المنطقة وهو شعب يتبنى مبدأ المساواة بين الشعوب كافة، والمجتمع الكردي في شمال وشرق سوريا يترقب بفارغ الصبر بدء خطوات المرحلة الثانية من المباحثات الكردية – الكردية التي تخوضها القوى والأحزاب الكردية”.
وأوضح القادري: “إن الوحدة هدف كل دين وكل معتقد وكل مؤمن وكل قوم، وتحقيق الوحدة الوطنية الكردية يعطي قوة وعزيمة للشعب الكردي وغيرهم من شعوب المنطقة. إن من يناضل من أجل قضية شعب يجب أن يسعى في بادئ الأمر إلى توحيد صفوفه، فتوحيد الصف يُضعف من قوة العدو، ويقوي من المنظومة العسكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتوجد أمثلة عدّة في الكتب السماوية والقصص والروايات وأقوال الحكماء على ذلك”.
وتطرق القادري إلى مخططات الدول المحتلة والرأسمالية، قائلاً: “أعداء الشعوب حاولوا باستمرار تفكيك الشعوب، وخلق نعرات طائفية ومذهبية وقومية ولغوية بينهم. وعلى شعوب المنطقة الإدراك بأن الوحدة الوطنية الكردية سيكون لها نتائج إيجابية على مشروع الأمة الديمقراطية في مناطق الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا ويقوّي أيضاً روابط أخوّة الشعوب، على عكس ما تروّج له بعض الجهات المعادية. الشعب الكردي مؤمن بأخوّة الشعوب في المنطقة، وهو شعب يتبنى مبدأ المساواة بين الشعوب كافة”.
على الشعب الكردي الضغط لتوحيد الصفوف
وشدد القادري على دور الشعب الكردي في هذه المرحلة، بالقول: “الشعب الكردي له دور بارز في الضغط على القوى والأحزاب الكردية لتوحيد صفوفها، والآن هناك مساعي كبيرة لتوحيد الصف الكردي ويشارك في هذه المساعي كافة شرائح المجتمع بمثقفيها وسياسييها وعشائرها، وكانت هناك منصة جماهيرية شُكلت في الثالث من أيار من قبل عدد من المثقفين والحقوقيين ورجال الدين وشخصيات اعتبارية في المنطقة وأنا أحد أعضائها، حيث نسعى من خلالها، لتقارب وجهات النظر بين الكرد”.
وأكد القادري بأن وحدة الصف الكردي حلم كل كردي كبيراً وصغيراً، وكان حلم آبائهم وأجدادهم منذ القِدم فقال: “قد لا نستطيع تحقيق الوحدة الوطنية الآن على مستوى أجزاء كردستان. ولكن؛ يمكننا تحقيقها على مستوى مناطق شمال وشرق سوريا وسيكون لها نتائج إيجابية على باقي الأجزاء الكردستانية الأخرى”.
واختتم رئيس الطريقة القادرية في سوريا الشيخ محمد القادري حديثه قائلاً: “يقول الله تعالى في القرآن الكريم (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) أي اتحدوا، و(وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) أي ولا تنازعوا وتختصموا وتختلفوا، فإن ذلك يؤدي بكم إلى الفشل أي الضعف والخسارة، وعلى رجال الدين لعب دورهم الفعال في وحدة الصف الكردي، وعلى جميع حركات التصوف توعية الشعب والأخذ بيده وحضه على التماسك والوحدة، لأن فيه الخير للجميع”.