No Result
View All Result
المشاهدات 0
أكَّد الصّحفي المصري والباحث في الشؤون الكرديّة والتركية محسن عوض الله أنّ محاولات عزل أوجلان جعلت منه رمزاً لحريّة الرّأي والسّلام حول العالم، وإطلاق سراحه ينهي خلافاً تاريخياً ويحافظ على استقرار المنطقة. وأضاف: “لكن؛ تركيا تصرّ على عزله؛ لأن المَشروع الذي يحمله يهدد شرعية أردوغان في تركيا.”
تستمر السلطات التركية بفرض العزلة على القائد عبد الله أوجلان منذ أسره في عام 1999، وسط صمتٍ من قبل المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية.
تُركيا تَخاف من فِكر وفَلسفة أوجلان
وحول أهداف هذه العزلة واستمرارها تحدث لوكالة أنباء هاوار الصحفي المصري والباحث في الشؤون الكردية والتركية محسن عوض الله حيث قال: “إن محاولات عزل أوجلان داخل سجنه فشلت في عزله عن العالم، بل ربما جعلت منه رمزاً لحرية الرأي والسلام حول العالم وهو ما جعل الكثيرين وأنا منهم نبحث عن فلسفة هذا المفكر الذي تخشاه تركيا بهذا الشكل، فضلاً عن مشاركة أكثر من دولة في عملية اعتقاله. العزلة على أوجلان هدفها استمرار الصراع، ومنع التواصل بينه وبين حزبه ومؤيديه وبين العالم بأسره في محاولة فاشلة من أردوغان لمنع صوت أوجلان من العبور للعالم، ونشر فلسفته ومبادرته للسّلام الكفيلة بحل مشاكل المنطقة، وإنهاء الصراع بين الدولة التركية والكرد”.
وأضاف: “وصول صوت أوجلان للعالم يعني أن تسقط أكاذيب أردوغان عن الكرد عامة، وحزب العمال الكردستاني خاصة، وأن تفشل مخططاته السّاعية ضد الكرد، كما قد يتكشف للمواطن التركي حقيقة الخدعة التي تعرّض لها خلال عهد أردوغان، وأكذوبة أنّ العمال الكردستاني حزب إرهابي يهدّد الأمن القومي التركي أو يسعى لتقسيم تركيا وتفتيت وحدتها، لا أعتقد أن مساعي تركيا في عزل أوجلان نجحت بشكل كبير، بل على العكس، ربما يكون عزله سبباً في التعريف بقضيته وقضية الشعب الكردي أمام العالم بأسره”.
وتابع عوض الله قائلاً: “أعتقد أنّ وجود أوجلان حراً ربما يكون عاملاً مساعداً على حل وإنهاء الخلاف التاريخي بين الدولة التركية والكرد، ذلك الخلاف الذي بسببه تدخلت تركيا عسكرياً في مناطق الكرد بباكور كردستان، كما احتلت جزءاً كبيراً من مدن شمال سوريا، كما يمكن لأوجلان لعب دور مهم في لمّ شمل الكرد في مناطق مختلفة بصورة تعود بشكل إيجابي على عموم الشعب الكردي، كما أنها تحافظ على استقرار المنطقة، وتنهي مخاوف دول مثل العراق، وسوريا، وإيران، وتركيا حول وجود نوايا كردية في الانفصال بظلّ تبنّي أوجلان لفلسفة الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، بصفته مرجعيتها الأولى، وأكثر القادرين على تطبيقها على أرض الواقع”.
أُوجلان يحمل مشروعاً عالمياً للسّلام
وحول إصرار تركيا على الاستمرار في عزل أوجلان أكد عوض الله: “أوجلان يحمل مشروعاً عالمياً للسلام، وهو أمر لا تريده تركيا ولا يتمناه أردوغان خاصة أن النظام التركي الحالي يعتمد على سياسة إثارة الحروب والاضطرابات، وصناعة الأزمات، والاشتباك معها في محاولة لصناعة شرعية جديدة، واكتساب شعبية زائفة، حتى لو على حساب إراقة المزيد من دماء الأبرياء، وهو ما يجعل حريّة أوجلان خطراً شديداً يهدد شرعية النظام التركي الحالي”.
وأردف عوض الله وقال: “أوجلان وفكره يطاردون أردوغان في منامه، فهو القادر على إسقاط نظامه، وحمايته في الوقت نفسه، بمعنى أنّ مستقبل تركيا مرهون بشكل كبير بموقفها من أوجلان، فإذا كان أردوغان جاداً في حماية الأمن القومي التركي ولا أراه كذلك، فليس عليه سوى الذهاب إلى جزيرة إيمرالي، والتفاوض مع أوجلان على تعيينه مستشاراً لرئيس الجمهورية لشؤون الكرد، فهذا هو الحل الذي يضمن بقاء تركيا والحفاظ على استقرارها، السيناريو الأسوأ لتركيا وهو إصرار أردوغان على سياسته الحالية المعادية للكرد، وإمعانه في عزل أوجلان ومطاردة أنصاره، فهذا يقود تركيا لمستقبل مجهول لا تُحمَد عواقبه”.
العُزلة فضحت ما تبقَّى من النِّظام العالمي
أما بخصوص موقف المنظمات الدولية قال عوض الله: “أعتقد أن موقف المنظمات الدولية والمجتمع الدولي بصفة عامة مُخزٍ بشكل كبير. ويمكننا القول بلا مواربة إنّ عزلة أوجلان فضحت ما تبقى من سوء النظام العالمي، التي أثبتت الوقائع والأيام أنّه لا يعترف سوى بالقوة، وأن حديث بعض الدّول عن حقوق الأقليات وسجناء الرأي والمظلومين مجرد ورقة ضغط سياسية سرعان ما تذروه الرياح عندما تُدِّد مصالحهم”.
واختتم الصّحفي والباحث في الشّؤون الكرديّة والتركية محسن عوض الله حديثه قائلاً: “لا أعتقد بوجود آلية فعّالة لفكّ العزلة عن أوجلان سوى بممارسة الضّغوط على المؤسسات الدّولية كالأمم المُتَّحدة، والاتحاد الأوروبي، والبرلمان الأوروبي، والاعتصامات بمقراتهم في محاولة لتصعيد الأزمة لإيصال قضيَّة أوجلان إلى مراكز القَرار العالمي”.
No Result
View All Result