عقب تحرير مدينة تل حميس من مرتزقة داعش، ونشر الأمن والاستقرار بين أهاليها، كان لابد من وجود مؤسسة، لإدارة شؤون المجتمع وفق منهج الإدارة الذاتية، فكان لتأسيس مجلس الشعب في تل حميس ومشاركة المرأة فيه، دور هام في توطيد الأمن وإرساء الجانب الخدمي هناك.
من منطلق التنظيم المجتمعي وفق لجان وكومينات تسعى لخدمة المجتمع الديمقراطي، كان لابد من إنشاء هيئة تعنى بالجانب المجتمعي، والعمل المنظم في تل حميس بعد تحريريها من مرتزقة داعش الإرهابي، حيث أنشئ هناك مجلس للشعب، للتنسيق بين مؤسسات الإدارة الذاتية، وخدمة الأهالي، وفق النهج المنظم لما يخدم البنية التحتية والأمور الخاصة بعشائر المنطقة.
تأسيس المجلس
وأسس مجلس الشعب في مدينة تل حميس تلبية للحاجات الخدمية، وحل المشاكل العالقة، التي تعاني منها المنطقة، وإيجاد الحلول المناسبة بما يوافق النهج الديمقراطي.
وفي الصدد، كان لصحيفتنا “روناهي”، لقاء مع الرئيس المشترك لمجلس تل حميس “محمد الدبجان“، والذي أطلعنا بدايةً على هدف ومهام المجلس: “اُفتتح المجلس عام 2018، حيث قام بالعديد من الأعمال والإنجازات، التي كان هدفها تحقيق مطالب الشعب”.
وأضاف: “ويرتكز عمل المجلس على خدمة الأهالي وخدمة المدينة بشكل عام”.
وأشار: “وقد واجهتنا صعوبات كثيرة، لكن بالحوار بين وجهاء المدينة والأهالي استطعنا تجاوزها بسهولة”.
لجان المجلس ومهامها
وعن عدد لجان المجلس ومهامها وتنظيمها وسير خطة العمل التنظيمي فيها، أوضح الرئيس المشترك بمجلس الشعب في تل حميس “محمد الدبجان: “يتألف مجلس الشعب في مدينة تل حميس من ثماني لجان، تعمل بشكل توافقي ومنظم، حيث يقوم أعضاء كل لجنة بالعمل الموكل إليهم للوصول إلى النتائج المرجوة”، مضيفاً، وهذه اللجان هي:
1ـ لجنة النواب: وهي مؤلفة من أعضاء عاملين مع الرئاسة المشتركة، للقيام بمهام إدارة المجلس، ومتابعة عمل الكومينات، ومحاولة إيجاد حلول مناسبة للمشاكل التي قد تواجه عمل المجلس، وعدد أعضاء هذه اللجنة “اثنان”.
2ـ لجنة الصحة: وتقوم هذه اللجنة بمتابعة الجانب الصحي، وهي المسؤولة عن مراقبة الأفران والمدارس، ومتابعة التوصيات التي توصيها للجهات المختصة بالحفاظ على الجانب الصحي بما يخدم النظافة العامة، وخاصة مسببات الأمراض التي تنشأ من إهمال الوقاية من الأمراض، كما تقوم هذه اللجنة بمتابعة أسعار الأدوية، ومراقبة عمل الصيدليات بالتعاون مع نقيب الصيادلة، وزيارة الصيدليات بين الحين والآخر، كما يقوم أعضاؤها بإلقاء المحاضرات التوعوية بين الأهالي لتثقيف الأهالي والعناية النظافة العامة للوقاية من الأمراض، ويتم في اللجنة مراقبة عمل المحلات، التي تعد الأطعمة ومحلات الحلوى بشكل خاص، ومعالجة النواقص مع ضبط المخالفات لأصحاب المحلات إن وجدت بالتوافق مع ضابطة البلدية.
3ـ لجنة الشؤون: ومهامها التنسيق مع المنظمات الدولية، والجمعيات الخيرية، وتسيير عمل الموظفين، وتوفير فرص عمل من خلال استقبال طلبات الراغبين في العمل.
4ـ لجنة الاقتصاد: ومهامها الإشراف على آلية توزيع الخبز على الكومينات، ومراقبة عمل الأفران، وتوزيع الغاز، ومراقبة أسعار المحلات بالتنسيق مع شعبة التموين.
5ـ لجنة الحماية: وهي لجنة تعنى بالجانب الأمني في المدينة، بما يخص تحقيق واجب الدفاع المدني، وتتألف من شبيبة منتسبة للدفاع المدني، لمتابعة أعمال الكومينات، بالتنسيق مع إدارة الحماية الجوهرية لتحقيق الأمن للأهالي ومحاسبة المخلين به، بالتوافق مع المؤسسات التابعة للمجلس.
6ـ لجنة الشبيبة: وتتألف هذه اللجنة من الفئة الشابة التي يعول عليها المجتمع عامة، فبوجودها يتطور المجتمع ويقوى، ومهمتها تنظيم الفئة الشابة على أسس النظام الديمقراطي، ومحاربة الحرب الخاصة، التي تسعى بعض الدول، وخاصة “دولة المحتل التركي” لنشرها بين الفئة الشابة، وإعداد هؤلاء الشباب بما يخدم المجتمع، والمشاركة والتنظيم بالفعاليات، التي يقيمها المجلس.
7ـ لجنة الثقافة، ومهامها، التنسيق مع المركز الثقافي، ومتابعة الدورات التدريبية، وتنمية مواهب الأطفال والهوايات، حيث نظمت هذه اللجنة مؤخراً احتفالية لمهرجان الطفل، الذي افتتح بداية شهر أيلول لما له من قيمة لتوجه الأطفال نحو العمل التشاركي على أسس ديمقراطية.
8ـ لجنة المرأة، وتسعى هذه اللجنة دائماً، لتكون المرأة حاضرة بريادتها في المحافل الاحتفالية والمجتمعية عامة في مدينة تل حميس، ومهمتها متابعة عمل المرأة في المؤسسات، والبلدات، والمجالس الفرعية.
دور المرأة في المجلس
ولمعرفة المزيد عن مهام ودور المرأة في مجلس الشعب بتل حميس، التقينا الرئيسة المشتركة لمجلس الشعب بتل حميس “عمشة المانع“: “تم تفعيل دور المرأة في المجلس من خلال الدورات التدريبية، والفكرية والندوات التثقيفية، وكان لهذه اللجنة دور كبير في حل بعض القضايا، حيث قدمت حلولاً لـ 315 قضية دون اللجوء إلى المحكمة أو النيابة، وهذا ينمي دور المرأة المحوري في المجلس”.
وتابعت: “ويمكننا القول، بأنه مع بداية عام 2018، أصبح عدد النساء مقارباً لعدد الرجال في الدوائر الرسمية”.
وأكدت، بأن هناك أربعة مجالس فرعية تابعة لمجلس الشعب في مدينة تل حميس، إضافةً، للجان المذكورة، وهي “جزعة، وأبو جرن، وتل أحمد حرب، وعكاظ”.
الصعوبات والمعوقات
وتعد مهام المجلس، الذي يقوم على متابعة حماية الأمن والجانب الخدمي في مدينة تل حميس، شاقاً ومضنياً، حيث عانت تلك المنطقة كثيراً من الظلام الداعشي، وقد اعترض هذا العمل صعوبات عديدة، وأغلبها عدم تقيد بعض الأشخاص، ممن لا يعيرون أهمية لوجود المجلس، بالضوابط والقوانين الصادرة من المجلس، إضافةً لبعض العادات والتقاليد التي يتمسك بها بعض الأهالي لما لها من موروث عشائري وقبلي، ذات أسس بالية، وأغلبها يكون بنظرتهم للمرأة العاملة، حيث يعمل المجلس على التخلص منها بموافقة عمل اللجان التابعة للمجلس.
واختتمت الرئيسة المشتركة لمجلس تل حميس “عمشة المانع”، بالحديث عن ثورة التاسع عشر من تموز، والتي وصفتها بثورة إيجابية، حيث جاءت لتحرير الشعوب من العادات المتخلفة والبالية، وقيام مشروع الأمة الديمقراطي، الذي وضع أسسه القائد “عبد الله أوجلان”، وأن الثورة قدمت إنجازات كثيرة للشعب بشكل عام وللمرأة بشكل خاص، كتحرير المرأة من الذهنية الذكورية والسلطوية، ومن عادات المجتمع وتقاليده البالية، وبذلك تكون المرأة هي الرائدة بعمل ونشاط مجلس الشعب في تل حميس.