في الذكرى العاشرة لبدء هجوم مرتزقة داعش على قضاء شنكال في العراق؛ لا بد لنا أن نستذكر جميع شهداء المجزرة التي ارتكبت بحق الشعب الإيزيدي على يد داعش، وجميع النساء والأطفال الذين أصبحوا ضحايا للإبادة الجماعية التي تعرضوا لها في القرن الحادي والعشرين، وقلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب المجازر وعمليات الخطف التي ارتكبت بحقهم، ودفعت المرأة ثمنها باهظاً في تجربة مؤلمة للغاية فقدت فيها الأهل والأبناء والخلان. نعم فاتورة الإبادة عمقت من معاناة النساء الإيزيديات والأطفال وكبار السن، فليس هناك امرأة في شنكال لم تفقد فرداً أو أكثر من أفراد عائلتها بمن فيهم أطفالها. ليس هناك امرأة في قضاء شنكال إلا واحترق قلبها على ما اقترفه مرتزقة داعش الإرهابي من انتهاكات وممارسات بحقهم. فكان لها حصة الأسد في عمليات القتل والضرب والخطف والاعتداء الجنسي والنهب والسلب حتى أنه تم إجبارها على اعتناق الديانة الإسلامية عنوة.
ونحن نستذكر هذه الذكرى الموجعة والأليمة هذا العام، نرى من المهم تسليط الضوء على السياسات والمقايضات التي أدت إلى ارتكاب هذه المجزرة بحق هذا الشعب الأصيل في المنطقة وعلى رأسها الأطراف التي فتحت الطريق أمام وقوع الإبادة بحق الإيزيديين، كالحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تخلى عن شنكال لصالح داعش وكذلك هروب البيشمركة التابعة له تاركة من ورائها الأطفال والشيوخ والنساء وجهاً لوجه مع إرهاب داعش وأفعاله الإجرامية، يتضورون جوعاً وعطشاً في أشد شهور السنة حرارة “آب الحارق”.
واليوم يمارس حزب الديمقراطي الكردستاني السياسة ذاتها بحق الشعب الإيزيدي في شنكال من خلال عقد اتفاقات وصفقات سرية وعلنية مع الدولة التركية الفاشية على حساب دماء الإيزيديين، إذ تقوم طائرات النظام التركي المسيرة باستهداف الشخصيات القيادية والإدارية للشعب الإيزيدي وخاصة الشخصيات النسائية بشكل مستمر وحصد أرواحهم واحدًا تلو الآخر. دون أن يحرك أحد ساكناً، ولكن لا عجب مع هذا الحزب الذي لطالما كان طرفاً في إبادة الكرد من خلال تعاونه مع أعدائهم في العديد من المرات والتاريخ شاهد على ذلك.
نعم، لا تنفك هذه الأطراف عن استهداف الشعب الإيزيدي الذي تمكن من إدارة نفسه بنفسه وتنظيم صفوفه في كافة مجالات الحياة الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وحتى الفنية. الشعب الإيزيدي المنظم في وقتنا الحالي بات عداته يخشون من الإرادة التي أبدها في العديد من المرات في وجه الهجمات الإرهابية التي يتعرض لها بين الفينة والأخرى، لا سيما وحدات مقاومة شكنال بقيادة المرأة الإيزيدية التي تعمل اليوم على خوض النضال وفي كافة مجالات الحياة للتصدي لسياسات حزب الديمقراطي الكردستاني والدولة التركية، فهي القادرة بعزيمتها التي لا تلين على إزالة كافة العراقيل والتحديات من أمام انطلاقة الشعب الكردي المناضل من أجل استعادة كامل حقوقه المسلوبة.