مركز الأخبار ـسجل أسود لدولة الاحتلال التركي في ارتكاب الجرائم وممارسة سياسة الإبادة بحق شعوب الشرق الأوسط وفي مقدمتهم الشعب الكردي، ومن هذه الجرائم ارتكاب مجزرة مع مرتزقة جبهة النصرة في كل من تل حاصل وتل عران قبل سبعة أعوام؛ لتثبت للعالم مدى ثقافة القتل لديها والتي ورثتها عن جدتها الدولة العثمانية البائدة..
ارتكب مرتزقة جبهة النصرة والفصائل الموالية لها مجزرة تل حاصل وتل عران في السابع والعشرين من شهر تموز عام 2013م؛ راح ضحيتها ما يقارب 50 مدنيّاً. وبهذا الصدد؛ أصدر التحالف الوطني الديمقراطي السوري (فرع الشهباء) ومجلس مقاطعة الشهباء بيانين منفصلين، إلى الرأي العام.
وجاء في نص بيان مجلس مقاطعة الشهباء: “في مثل هذا اليوم من عام ٢٠١٣ أقدمت التنظيمات التكفيرية الراديكالية المدعومة من دولة الإرهاب التركي ورئيسها أردوغان على ارتكاب جرائم حرب بحق أهلنا في مدينتي تل عران وتل حاصل، حيث ارتكبت هذه التنظيمات مجزرة شنيعة بحق شيوخ وشباب هاتين المدينتين، كما سرقت الممتلكات والآثار وهجّر قسريّاً مئات الأسر من هاتين المدينتين بداعي الكفر. إن هذه المجزرة والتهجير ارتكب أمام أنظار المجتمع الدولي دون أن يتحرك لمنع وقوعها، أو الاقتصاص من مرتكبي هذه المجزرة وتحقيق العدالة الإنسانية بحق مرتكبيها.
واليوم نشاهد أن المجازر تتكرر بحق شعبنا السوري عامة والكردي خاصة من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقته، فما يحصل في الشهباء المحتلة وجرابلس وحتى إعزاز إلى عفرين السلام من قتل وخطف وفرض للغة والعلم التركي ونهب الممتلكات وسرقة وتدمير للمواقع الأثرية، وتهجير عشرات الآلاف من الأسر من قراهم ومدنهم؛ هدفها النيل من إرادتهم ومشروعهم الديمقراطي المعتمد على إخوة الشعوب والعيش المشترك، وفرض أجندات الميثاق الملي العثماني على الشمال السوري لاقتطاعه من سوريا وضمها الى تركيا.
وعلى الرغم من كل الأساليب الهمجية التي تنتهجها الدولة التركية ومرتزقتها بحق شعبنا، للنيل من إرادته ومنع تحقيق العدالة بحق مرتكبي المجازر، فإن إرادتنا قوية وسنقاوم الاحتلال التركي ومرتزقته حتى تحرير مددنا وقرانا، ومحاسبة مرتكبي المجازر في المحاكم الدولية، عن جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق شعبنا في الشمال السوري عامة والكردي خاصة.
كما ندعو الدولة السورية إلى فتح باب الحوار السوري البنّاء مع الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا للوصول إلى حل سياسي ديمقراطي يمنع دولة الاحتلال التركي من اقتطاع أجزاء من شمال سوريا، وضمها إليها تنفيذاً لأطماعها العثمانية”.
أما بيان التحالف الوطني الديمقراطي السوري؛ فجاء فيه: “نحن اليوم نستذكر السنوية السابعة لمجزرة تل عران وبلدة تل حاصل الكرديتين وكأنها كانت أمس؛ لأننا لم ننسها؛ ولن ننساها أبداً حتى نتذكرها.
تلك الأيام السوداء التي بدأت بهجوم الفصائل العسكرية الإرهابية المتمثلة بجبهة النصرة وداعش وتسعة عشر فصيل عسكري وبعض الكتائب الكردية تؤازرهم؛ في عصر يوم السابع والعشرون من شهر تموز لعام 2013، حيث بدأت بمحاصرة المصلين في مسجد تل حاصل الشمالي، ونعتهم بالكفار ومنعهم من أداء صلاتهم، ونادوا عبر مكبرات الصوت في المسجد: أيها الكفار؟ نساؤكم وأولادكم وأموالكم حلال لنا؟ استسلِموا…تَسلَمُوا… وكان هذا كفيلاً كي يهب شباب البلدة وشيبها ونساؤها للدفاع عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم، ثلاثة أيام من المعارك كانت كفيلة أن تثبت للعالم بأن الأخلاق والإنسانية انعدمت؟
إن هناك دول تقف وراء هذه القوى الظلامية التكفيرية؛ حيث قدم أهالي القريتين فيها آنذاك أكثر من خمسين شهيداً من خيرة أبنائها ليشاهد بعدها العالم حقيقة من يَدَّعي أنه جاء نصرة لله ولدينه؛ حيث التمثيل بجثث الشهداء ومنع الأهالي من دفنهم في مقابرهم والاعتقالات العشوائية على الهوية الكردية للنساء والأطفال والشيوخ، والتي كانت ترافقها أعمال السلب والنهب والسرقة.
كانت هذه المقاومة أول مقاومة ضد الفكر الإرهابي المتمثل بتنظيم القاعدة وأخواتها؛ لتشكيل بذرة الدفاع والمقاومة لهذا الفكر الدخيل المتطرف على مجتمعنا؛ حيث لم يكن هدفهم من هذه المجزرة نشر الإسلام كما يدّعون. ولكن؛ كان هدفهم تشريد وتشتيت أبناء القرى الكردية، وإفراغها من أهلها وخلق فتنة عربية كردية؛ وهذا ما أكده تقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية في بنودها رقم 148 ورقم 149 ورقم 150 لعام 2014.
وأكثر ما آلمنا في هذه المجزرة؛ مشاركة بعض الكتائب الكردية أمثال لواء يوسف العظمة ولواء صلاح الدين الأيوبي وكتيبة آزادي والجبهة الإسلامية الكردية وكتيبة مُلا إبراهيم والكُومَلة وكتائب أحفاد صلاح الدين الكردية التابعة لحركة أحرار الشام الإرهابية؛ حيث تجلت الخيانة في تلك المجزرة علناً.
وما أشبه الأمس باليوم، حيث نرى هذه الكتائب قد شاركت الجيش التركي ومرتزقتها وإرهابييها في قتل شعبنا في الشهباء وعفرين وتل أبيض ورأس العين؛ وتشريدهم وغصب أراضيهم وعقاراتهم وتراثهم الثقافي؛ وسرقة ونهب أموالهم؛ ناهيك عن قتل وذبح البشر وحرق الشجر ولم يسلم منهم حتى الحجر.
إننا في حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري؛ ندين ونستنكر هذه المجزرة التي ارتكبت بحق أهالينا من أطفال وشيوخ ونساء وشيب وشباب. كما ندين ونستهجن موقف هيئة الأمم المتحدة المخزي وموقف مجلس الأمن الدولي؛ والاتحاد الأوروبي؛ وجامعة الدول العربية؛ ومنظمة حقوق الإنسان الدولية وكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية لعدم اتخاذهم أية إجراءات قانونية لمحاسبة هؤلاء المجرمين وداعميهم لارتكابهم جرائم الحرب والإنسانية بحق أهالي تل عرن وتل حاصل.
كما ندين موقف جميع الدول الصامتة عن انتهاكات واعتداءات الدولة التركية واحتلالها للشمال السوري وارتكاب جرائم تهجير قسري وممنهج بحق أهاليها من العرب والكرد، ونهب وسرقة تراثهم التاريخي والإنساني والثقافي”.